ازداد الإقبال على التسوق الإلكتروني في السودان، مع فرض حظر التجوال الشامل للحد من جائحة كورونا، ما حد من القدرة على التسوق التقليدي والإيفاء بالاحتياجات اليومية للمواطنين عن طريق الوصول إلى الأسواق مباشرة، الأمر الذي دفع بأصحاب المحلات إلى اللجوء لطرق تسويق جديدة تتضمن خفض الأسعار، والاستعانة بفتيات للتسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي أطلق عليهن «المسوقات الإلكترونيات».
تقول هدى علي وهي «مسوقة» إنها بدأت بنشر إعلانات للترويج للمستلزمات في عدد من «الغروبات» على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفة: «لاقتناعي بأن التنافس لم يعد يخضع لجودة المنتج فقط، بل يضمن ذلك طريقة العرض، والتسويق وسرعة إيصال المنتج» إلى العملاء، خصوصاً في ظروف الحظر، وحملة «خليك بالبيت».
وتشير هدى إلى أن عدداً من التجار والمحال التجارية، لجأوا للبيع عبر التسويق على مواقع التواصل الإلكتروني، لتعويض خسارتهم الناجمة عن حالة الإغلاق الكاملة للأسواق، وقدموا تخفيضات وصلت إلى 50 في المائة، خصوصاً خلال فترة عيد الفطر الماضي، الهدف منها حث العملاء على الشراء وتحريك عملية التبادل.
وحسب هدى، فإن المسوقة تتفق مع صاحب المحل أو التاجر، على الترويج لمنتجاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر إعلانات ومتابعتها، نظير «عمولة محددة» عن كل عملية شراء.
وتعزز فاطمة حمد، ربة منزل، ما ذهبت إليه المسوقة هدى، بالقول: «اضطر كثير من محلات الملابس وأدوات التجميل، للبحث عن طرق تسويق بديلة، لتفادي تأثير الحظر الشامل والإغلاق على أعمالهم وتجارتهم»، وتتابع: «لحسن الحظ وجدت العديد منها مع تنوع وبأسعار مغرية».
وتوضح أماني الناطق، ربة منزل، أن «التسوق عبر وسائل التواصل الاجتماعي مريح، سهل الحصول على احتياجات النساء»، وتضيف: «هذا النوع من التسويق يوفر كثيراً من الوقت والجهد اللذين كانا يبذلان للحصول على المنتج، ويرفع من التنافس بين المسوقات، ما يؤدي لزيادة حجم المعروض وخفض الأسعار».
يقول مازن عبد الرحيم وهو تاجر أدوات كهربائية، يتعامل مع عدد من المسوقات، إن «الترويج عبر مجموعات التواصل الاجتماعي ليس جديداً، وهو يهدف لزيادة أرباح رجال الأعمال، وأصحاب العلامات التجارية، فضلاً عن تقديم خدمة سريعة ومريحة للزبائن، في ظل عزلة كورونا، فتصله احتياجاته إلى المنزل».
ويصف عبد الرحيم تجربته في التعامل مع المسوقات عبر مواقع التواصل، بقوله: «تجمعنا مجموعة واتساب، أديرها بنفسي، ومن خلالها أحدد الأسعار، والعروض الجديدة، والزيادات في الأسعار الناتجة عن تذبذب السوق»، ويتابع: «تقوم فكرتنا في التسويق علي بيع المنتج بسعر أقل من السوق بتخفيض قد يصل إلى 20 في المائة». ويستطرد: «أسمح للمسوقات بوضع هامش ربح على الأسعار التي أعرضها، إضافة إلى العمولة التي يحصلن عليها بعد إتمام عملية البيع».
وتواجه بعض المسوقات صعوبات عديدة، وعنها تقول مناهل فرح، خبيرة تسويق ومسوقة: «رداءة الأصناف وعدم المصداقية من أصحاب العلامات التجارية يدخل المسوقات في مشاكل مع الزبائن». وتضيف: «التسويق عبر الشبكة هذه الأيام ساعد فتيات عاطلات عن العمل، في توفير مصدر دخل مريح ومعقول».
وتشير سارة عبد الحليم مديرة التسويق في الشركة المصرفية إلى تغير سلوكيات الشراء من قبل المستهلكين لعدة أسباب؛ منها الظّروف الصحية التي تمر بها البلاد الآن. وتضيف: «حدثت قفزة في عمليات البيع عبر وسائط التواصل وتعرف بـ(الديليفري) بنحو 400 في المائة، لا سيما بين الحاصلين على تصاريح تجوال أثناء ساعات الحظر»، وتقول: «شمل التسويق الإلكتروني القطاعات التجارية كافة، وأسهم في تطوير حركة الدفع الإلكتروني بنسبة 100 في المائة».
فتيات «الديليفري» ومسوقات التواصل الاجتماعي يسيطرن على أسواق السودان
فتيات «الديليفري» ومسوقات التواصل الاجتماعي يسيطرن على أسواق السودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة