تعود الحياة إلى ملاعب كرة القدم الإيطالية بلقاء قمة يوفنتوس وضيفه إيه سي ميلان اليوم، في إياب نصف نهائي مسابقة الكأس، بعد توقف منذ منتصف مارس (آذار) بسبب تفشي فيروس «كورونا» المستجد.
ستكون مباراة يوفنتوس وميلان اليوم والإنتر مع نابولي غداً بداية ما يأمل مسؤولو اللعبة في أن تكون عودة اللعبة المستديرة إلى طبيعتها.
وتوفي أكثر من 34 ألف شخص في إيطاليا بسبب الفيروس منذ بدء الأزمة، ومعظمهم في المناطق الشمالية أمثال بييمونتي ولومبارديا؛ حيث يقع ناديا يوفنتوس متصدر وبطل الدوري وميلان.
ورغم استمرار الفيروس، بدأت إيطاليا تخرج تدريجياً من عزل صارم الشهر الماضي، وتتجه نحو حياة عادية، بينما تؤكد عودة كرة القدم أن الأزمة الخطيرة أصبحت وراء الأبواب.
وبينما أكد وزير الصحة روبرتو سبيرانتسا، الأربعاء، تواريخ نصف النهائي والنهائي في روما يوم 17 يونيو (حزيران) الجاري، قال إن الحكومة «تميل إلى السماح» بإقامة المباريات الثلاث الأخيرة من المسابقة.
تأتي تعليقات سبيرانتسا في مجلس الشيوخ بعد أسابيع من الأخذ والرد بين السلطات الكروية والحكومة، بينما ستكون الجماهير تواقة لمتابعة أولى المباريات وراء أبواب موصدة بعد انتهاء فترة التعليق.
في المباراة الأولى، سيكون يوفنتوس مرشحاً لتخطي ميلان، بعدما عادله في عقر داره 1- 1 في فبراير (شباط) الماضي.
وتقدم الإنتر حتى الدقيقة الأخيرة على ملعب سان سيرو، بيد أن البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، منح يوفنتوس التعادل من ضربة الجزاء، ليعود الفريق بآمال كبيرة في مباراة الإياب. سيكون ميلان دون مهاجمه المصاب السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش الذي كان سبباً في إعادة الوهج الهجومي إلى الفريق، منذ انضمامه إليه في ديسمبر (كانون الأول).
وسيغيب أيضاً عن ميلان الذي سيحاول إلحاق الخسارة الأولى بيوفنتوس في تورينو منذ عام 2011، المهاجم الإسباني سامو كاستييخو الذي تعرض لسرقة مسلحة في ميلانو الثلاثاء، والمدافع الفرنسي تيو هرنانديز، وذلك بسبب الإيقاف.
وسيعوِّل مدربه سيلفيو بيولي على الأرجح على الكرواتي أنتي ريبيتش الذي سجَّل سبعة أهداف في تسع مباريات، قبل تعليق المنافسات الكروية.
وبالنسبة لميلان فإن الأشهر الثلاثة الأخيرة كانت بمثابة فترة توتر وترقب في ظل تكهنات مستمرة، تحدثت عن أن النادي بصدد الاستغناء عن خدمات المدرب ستيفانو بيولي في نهاية الموسم، وتعيين الألماني رالف رانجنيك بدلاً منه. كما تحدثت الصحف عن لقاء اتسم بالتوتر بين الرئيس التنفيذي للنادي إيفان غازيديس واللاعبين، لبحث خفض الرواتب نتيجة توقف النشاط الكروي.
واشتكى لاعبون، ومنهم إبراهيموفيتش، قائلين إنه كان من الواجب عقد هذا الاجتماع في وقت سابق، ووجَّه كلامه لغازيديس قائلاً: «ميلان لم يكن من الأندية التي اعتادت أن تشهد مثل هذا الغموض الكبير».
لكن ميلان ربما يستفيد اليوم من النظام الجديد القاضي بإلغاء الوقت الإضافي، بحال تعادل الفريقين بعد انتهاء الوقت الأصلي.
وتمثل هذه المسابقة أهمية كبيرة لميلان الذي يحتل مركزاً سابعاً مخيباً في الدوري، بفارق 27 نقطة عن يوفنتوس المتصدر. ويتوق ميلان للقب كبير أول في البلاد منذ تسع سنوات؛ حيث توج للمرَّة الخامسة والأخيرة في الكأس عام 2003.
في المقابل، يستعد يوفنتوس لمعركته الطاحنة في الدوري مع لاتسيو الذي يبعد عنه بنقطة يتيمة.
ورأى مدربه ماوريتسيو ساري في حديث لشبكة «سكاي» أن فريقه «محظوظ» لخوض الكأس والدوري ودوري أبطال أوروبا في فترات منفصلة، في ظل سعيه الدؤوب لنقل نجاحه المحلي إلى الساحة القارية.
وقال ساري، مدرب تشيلسي الإنجليزي ونابولي السابق: «يمكننا التركيز على أهدافنا الواحد تلو الآخر. قد يشكل هذا الأمر ميزة لنا».
وتابع مدرب الفريق الذي يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالكأس (13 آخرها في 2018): «لكن سندرك ذلك فقط عندما نطأ أرضية الملعب؛ لأن الوضع غريب للغاية. بعد وقفة طويلة، لم نكن قادرين على خوض مباريات طبيعية في التمارين، لا يعرف أحد في الطاقم الفني المستوى الذي وصل إليه الإعداد. أخشى من مخاطر الإصابة».
وقال مدرب يوفنتوس: «كل لاعب كانت تجربته مختلفة خلال هذه الفترة، والآن المهم هو فهم مستوى الحماس والدوافع لدى كل منهم».
ويدرك ساري خطورة الدفع بلاعبين ليسوا جاهزين بدنياً بنسبة مائة في المائة، وسيترك مهاجمه الأرجنتيني غونزالو هيغواين خارج تشكيلته الأساسية؛ لكن مع رونالدو، يوجد الأرجنتيني باولو ديبالا الذي شفي من فيروس «كورونا»، والبرازيلي دوغلاس كوستا، ما يجعل مهمة صناعة وتسجيل الأهداف مهمة غير صعبة المنال على يوفنتوس.
وسيلاقي المتأهل بين يوفنتوس وميلان صاحب البطاقة من نصف النهائي الثاني بين إنتر ونابولي.
لكن رجال المدرب أنطونيو كونتي يواجهون مهمة صعبة على أرض نابولي، بعد خسارتهم ذهاباً في عقر دارهم بهدف الإسباني فابيان رويز.
وعلى غرار ميلان، تُعدُّ مسابقة الكأس الفرصة المثالية لإنقاذ موسم نابولي المترنح في المركز السادس في الدوري. وعرف الفريق الجنوبي، المتوَّج خمس مرات باللقب، آخرها في 2014، مشكلات إدارية كبرى هذا الموسم، شهدت إقالة مدربه المرموق كارلو أنشيلوتي.
من جهته، حقق إنتر، المتوج سبع مرات في الدوري آخرها في 2011، بداية رائعة في الدوري، قبل تراجعه وراء يوفنتوس ولاتسيو.
الحياة تعود إلى الملاعب الإيطالية بقمة يوفنتوس ـ ميلان
الإنتر يستعد لمواجهة نابولي غداً... والمسؤولون يأملون نجاح التجربة بعد توقف نحو 90 يوماً
الحياة تعود إلى الملاعب الإيطالية بقمة يوفنتوس ـ ميلان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة