«الشرعية» تستهدف جعار أبين... و«الانتقالي» يشن هجوماً مضاداً

TT

«الشرعية» تستهدف جعار أبين... و«الانتقالي» يشن هجوماً مضاداً

أفادت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» بأن القوات الموالية للحكومة الشرعية باغتت أمس (الأحد) القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي بهجوم استهدف السيطرة على مدينة جعار ثاني أكبر مدن محافظة أبين قبل أن تتراجع على وقع هجوم مضاد لقوات «الانتقالي».
وجاء هذا التطور الميداني بعد أقل من شهر منذ اندلعت المعارك بين القوات الموالية للحكومة والأخرى التابعة لـ«الانتقالي» بعد أن كان الأخير أعلن ما سماه «الإدارة الذاتية» في المدن الجنوبية بعيدا عن سلطة الحكومة المعترف بها دوليا.
وقالت مصادر ميدانية وأخرى قبلية في المنطقة إن القوات تقدمت بشكل سريع ومفاجئ شرق مدينة جعار ووصلت إلى أحياء في المدينة حيث دارات مواجهات في مناطق «المخزن» و«عبر عثمان» قبل أن يدفع «الانتقالي» بتعزيزات صدت الهجوم، وأجبرت القوات المهاجمة على التراجع.
ولم يصدر أي تعليق رسمي حتى لحظة كتابة هذا الخبر من قبل الحكومة الشرعية بخصوص نتائج الهجوم، في حين قال متحدث رسمي باسم قوات «الانتقالي» إن القوات المهاجمة عادت إلى مواقعها السابقة بعد صد الهجوم.
من جهته قال المتحدث باسم قوات «الانتقالي» في أبين محمد النقيب إن قواتهم استطاعت التعامل مع الموقف وقضت على «المتسللين» من القوات الحكومية وغنمت أسلحة وذخائر.
وفيما لم يكشف أي طرف عن خسائره خلال المعارك التي استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، ترددت أنباء عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من الجانبين، في وقت لا يزال القصف المدفعي المتبادل شرق مدينة زنجبار قائما دون تقدم على الأرض.
وتشن القوات الحكومية منذ بدء المواجهات في 11 مايو (أيار) الماضي معاركها من محورين هما «الشيخ سالم» باتجاه زنجبار كبرى مدن أبين ومن جهة «الطرية» باتجاه مدينة جعار، أملا منها في استعادة المدينتين والتقدم نحو مدينة عدن الخاضعة بشكل فعلي لقوات «الانتقالي» منذ خسارة القوات الحكومية للمواجهات التي دارت في أغسطس (آب) من العام الماضي.
وبث ناشطون يمنيون من الطرفين صورا على مواقع التواصل الاجتماعي لإثبات مزاعم انتصارات كل فريق، في وقت أكد شهود في مدينة جعار لـ«الشرق الأوسط» أن الأوضاع آلت عصر أمس إلى الهدوء دون سماع أي إطلاق نار من جهة شرق المدينة.
وأدت المعارك منذ اندلاعها إلى قطع الطرق الرئيسية التي تربط حضرموت بأبين وعدن، في وقت لا تزال الآمال منعقدة في الشارع السياسي اليمني على تجنب المزيد من الصدام والتوصل إلى حل يستند إلى «اتفاق الرياض» الموقع بين الطرفين.
وكان «الانتقالي» والشرعية وقعا في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي «اتفاق الرياض» برعاية سعودية لجهة طي صفحة المواجهات التي كانت اندلعت في أغسطس (آب) الماضي وأسفرت عن سيطرة الانتقالي على عدن ومناطق أخرى من أبين ولحج.
وفيما حالت الخلافات المتصاعدة بين الطرفين دون تطبيق بنود الاتفاق المؤلف من شق سياسي وآخر عسكري وأمني أدى تصاعد التوتر بينهما إلى تفجر الوضع عسكريا وذلك عقب إعلان «الانتقالي» ما وصفه بـ«الإدارة الذاتية» في عدن والمحافظات الجنوبية.
ومن ذلك الحين تحولت المعارك بين قوات الحكومة الشرعية والقوات الموالية لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» إلى دوامة ملتهبة لاستنزاف قوات الطرفين دون وجود أي تقدم لحسم المعركة.
ويقول الموالون لقوات «الانتقالي» إنهم يحرزون تقدما في مواجهة القوات الحكومية ويطمحون في السيطرة على منطقة «قرن الكلاسي» وصولا إلى مدينة شقرة الساحلية التي تعد قاعدة رئيسية للقوات الحكومية التي كانت أيضا استقبلت تعزيزات سابقة من مناطق أخرى خاضعة للشرعية.
وكان مجلس الأمن الدولي وتحالف دعم الشرعية والأمم المتحدة وجهوا دعوات للتهدئة من أجل توفير الموارد والجهود لمكافحة تفشي فيروس «كورونا» الذي انتشر في أغلب المحافظات اليمنية، والرجوع إلى «اتفاق الرياض».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

العالم العربي الحرائق مستمرة على متن ناقلة «سونيون» اليونانية منذ أسبوع (إ.ب.أ)

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

وافق الحوثيون على قطر ناقلة النفط اليونانية «سونيون» المشتعلة في جنوب البحر الأحمر، بعد ضوء أخضر إيراني.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي سيول جارفة أدت إلى وفاة عشرات اليمنيين في محافظة المحويت (إ.ب.أ)

تغيير الحوثيين التقويم المدرسي يهدد حياة طلبة المدارس

تهدد الأمطار الموسمية طلبة المدارس في اليمن؛ بسبب قيام الحوثيين بتغيير التقويم الدراسي إلى السنة الهجرية بدلاً عن الميلادية، بينما تسببت السيول في خسائر كبيرة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي جهاز الأمن والمخابرات الحوثي يسعى إلى توسيع رقابته على السكان (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يشدّدون أعمال الرقابة والتجسس على السكان

شدّدت الجماعة الحوثية قبضتها الأمنية لتوسيع نفوذها وسطوتها على سكان مناطق سيطرتها، حيث تتجه لإنشاء أنظمة استخبارية جديدة؛ مع تعزيز رقابتها على السكان

وضاح الجليل (عدن)
خاص المتحدث الإقليمي للخارجية الأميركية باللغة العربية سام وريبرغ (تصوير سعد العنزي) play-circle 01:24

خاص واشنطن: لا مستقبل لـ«حماس» في حكم غزة بعد الحرب

وصف مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية انتقال المفاوضات بين حركة «حماس» وإسرائيل إلى مجموعات عمل تضم متخصصين لبحث الاتفاق بـ«التقدم الإيجابي».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي العليمي محيياً مستقبليه في تعز (سبأ)

العليمي في تعز المحاصرة حوثياً

على الرغم من المخاوف الأمنية، وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، إلى مدينة تعز، أمس، في زيارة تاريخية للمدينة التي يحاصرها الحوثيون للسنة

علي ربيع (عدن)

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
TT

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

لقى ثلاثة أشخاص حتفهم، وأصيب 18 آخرون، في انفجار بمحطة غاز، مساء الجمعة، في مدينة عدن، جنوبي اليمن.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان قولهم: «اندلع حريق هائل إثر انفجار محطة غاز بمديرية المنصورة، شمالي مدينة عدن، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 18 آخرين».

وأكد شهود عيان أن الانفجار خلف دمارا هائلا في المحلات والمباني المجاورة، «فيما لا تزال عملية البحث عن الضحايا مستمرة».

أحد أفراد قوات الأمن اليمنية يسير باتجاه المنطقة المتضررة جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حجم الحريق الذي اندلع جراء انفجار محطة الغاز الواقعة في حي سكني مكتظ بالسكان.

وقالت إدارة أمن عدن في بيان لها، إن حصيلة ضحايا الانفجار الذين تم رصدهم في عدد من مشافي عدن «بلغ 18 مصابا، إصابات بعضهم بالغة».

وأوضح البيان أن الأجهزة الأمنية قامت بتطويق مكان الانفجار وباشرت بإجراء تحقيق حول أسباب الحادث.

في ذات السياق، قام أحمد عوض بن مبارك، رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، بزيارة ميدانية، لمعاينة آثار الانفجار، حيث «أطلع على تقارير أولية حول الحادث الذي أسفر عن وقوع عدد من الوفيات والإصابات البشرية».

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن بن مبارك «وجه بإجراء مراجعة شاملة للتراخيص الممنوحة لمحطات الغاز خاصة في الأحياء السكنية والتحقيق مع المخالفين ومحاسبتهم على عدم التقيد بمعايير السلامة المهنية».

وشدد رئيس الحكومة على معاقبة كل مسؤول «يثبت تورطه في منح تصاريح مخالفة لمحطات غاز في أحياء سكنية بالمخالفة لإجراءات ومعايير السلامة المهنية، وما يشكله ذلك من مخاطر جسيمة على السكان».