طائر الشبنم اعتاد العزلة ولا تروق له الحرية

عكس حيوانات تستمتع بغياب ضجيج الزوار

طائر الشبنم موجود في واحدة من أقدم حدائق الحيوان في العالم بقلب مدينة لاهور شرق باكستان
طائر الشبنم موجود في واحدة من أقدم حدائق الحيوان في العالم بقلب مدينة لاهور شرق باكستان
TT

طائر الشبنم اعتاد العزلة ولا تروق له الحرية

طائر الشبنم موجود في واحدة من أقدم حدائق الحيوان في العالم بقلب مدينة لاهور شرق باكستان
طائر الشبنم موجود في واحدة من أقدم حدائق الحيوان في العالم بقلب مدينة لاهور شرق باكستان

مع وصول الحياة العامة إلى مرحلة التوقف تقريبا بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19 )، بدا أن بعض الحيوانات على الأقل في حدائق الحيوان تستمتع بوقتها مع غياب الزائرين وضجيجهم.
وفي مدينة شيكاغو الأميركية، حصلت طيور البطريق على فرصة للتجول حول حوض أسماك «شيد» الفارغ، بينما في هونج كونج، التقى اثنان من حيوانات الباندا للمرة الأولى للتزاوج منذ عقد من الزمان مع توفر الكثير من الوقت للبقاء سويا على انفراد، بسبب تفشي فيروس كورونا.
غير أنه لم يتغير شيء بالنسبة لطائر الشبنم الوحيد في باكستان (واسمه العلمي الكاسواري)، والذي يعيش حياة منعزلة منذ حوالي 50 عاما حسب تقرير بثته وكالة الأنباء الألمانية أمس.
والطائر الكبير جدا والذي لا يستطيع الطير، وينتمي لفصيلة طيور الإيمو، موجود في واحدة من أقدم حدائق الحيوان في العالم والتي تقع في قلب مدينة لاهور شرقي باكستان. والشبنم يعتبر ثاني أكبر طائر في العالم بعد النعامة، حيث يبلغ وزنه ما يقرب من 60 كيلوغراما.
وظهرت حديقة حيوان لاهور في حقبة ستينيات القرن التاسع عشر كمكان لحيوانات برية في أقفاص، ثم تم إنشاء الحديقة بشكل مناسب مع إضافة قفص لتربية الطيور، هدية من أحد المواطنين في عام 1872. مما يجعلها واحدة من أقدم حدائق الحيوان في العالم.
وهناك حوالي 1200 حيوان من 110 أنواع، علاوة على قرابة 900 من الأشجار القديمة والجديدة تمثل 60 نوعا في حديقة حيوان لاهور الممتدة على مساحة 7.‏9 هكتار من الأراضي وتقع على أكثر الطرق ازدحاما في المدينة، والمشهورة بعدد من المباني التي تم تشييدها في عهد الحكم البريطاني.
وتستقبل حديقة الحيوان 5.‏3 مليون زائر كل عام، ويرافق مرشدون أكثر من 200 ألف طالب وباحث في جولاتهم في الحديقة.
وطائر الشبنم (الكاسواري) وهو في الخمسينات من عمره، يظل في حظيرته معظم الوقت والواقعة في أحد أركان حديقة الحيوان بعيدا عن الصخب، ويبدو أنه مهتم على الأقل بالتعرف على جيرانه، وهي نعامة من فصيلته على يمينه وزرافات وإبل على يساره.
وقال الطبيب البيطري رضوان خان في حديقة الحيوان هاتفيا لوكالة الأنباء الألمانية إن الطائر كان يبلغ من العمر ست سنوات عندما وصل إلى الحديقة عام 1971.
وطائر الشبنم ذو الريش الخشن، والوجه الأزرق، والغدتين الحمراوين اللتين تتدليان من عنقه والكتلة العظمية المجوفة التي تشبه الخوذة فوق رأسه، هو طائر جذاب، ومعروف بأنه أحد الطيور الأكثر خطورة.
وهو طائر يستوجب الخوف منه بسبب طبيعته العدوانية ومخالبه الشبيهة بالخنجر، والتي يمكن أن تلحق إصابات تفضي إلى الوفاة.
وطائر الشبنم يعيش وحيدا في حديقة حيوان لاهور، وبُذلت بعض المحاولات من جانب حديقة الحيوان لإيجاد شريك له ولكنها باءت بالفشل، وقد تخلت الإدارة الآن عن عملية البحث عن شريك له.
وقال مدير حديقة الحيوان تشودري شافقات علي: «ينتمي الشبنم إلى الأنواع المهددة بالانقراض، الأمر الذي جعل من شبه المستحيل أن نعثر له على شريك وإحضاره إلى باكستان».
وأضاف أنه لا يوجد سوى شبنم واحد في باكستان، رغم وجود العديد من حدائق الحيوان العامة والخاصة في عدة مدن.
وقال الطبيب البيطري خان: «إن طائر الشبنم في باكستان لم ير شريكا منذ حوالي 50 عاماً». لكنه أضاف أن العيش مع شريك ليس من طبيعة هذا الطائر. وأوضح أن الطيور تعيش معا فقط خلال موسم التزاوج، وأنه بمجرد وضع البيض، يتحمل الذكر مسؤولية رعاية حضانة البيض وتربية الأفراخ الصغيرة.
وتابع خان أن طائر الشبنم في حديقة الحيوان قد تجاوز عمر التكاثر، ولم تلاحظ إدارة حديقة الحيوان أي تغييرات في السلوك تظهر عادة في الطيور خلال موسم التكاثر، مضيفا أن طائر الشبنم تخطى الخمسين من عمره، ولكن لا يعاني من مشاكل صحية.
لكن طائر الشبنم الذي يعيش وحيدا لم يفقد جاذبيته ولا يزال يحظى باهتمام الزوار، وخاصة الأطفال الذين يشعرون بالدهشة عندما يعلمون أن هذا الطائر لا يستطيع الطيران، وفقا لما ذكرته كيران سليم، مسؤولة التثقيف في حديقة الحيوان التي تقوم بجولات إرشادية بصحبة الطلاب والباحثين للتعريف بالحديقة وحيواناتها.
وأضافت سليم أن هذا الطائر الغريب هو أحد أقدم الحيوانات في حديقة الحيوان، وبينما جاء العديد من جيرانه ورحلوا، فإنه لا يزال يعيش حياة هادئة في نفس حظيرته منذ عدة عقود.
ورغم أن إدارة حديقة الحيوانات تقول إن طائر الشبنم الوحيد لم يهاجم أي شخص أو يتسبب في إصابات قاتلة له، فإن حظيرته محاطة بسياج مزدوج وخندق بينهما لكي يظل على مسافة آمنة من زواره.
ويزداد عدد زوار حديقة الحيوان خلال موسم العطلات، ولكن بسبب فيروس كورونا تم إغلاقها هذا العام، وتابعت سليم أنه لم يتضح بعد الموعد الذي سوف تعيد فيه الإدارة فتح الحديقة أمام الجمهور.
وبالنسبة لطائر الشبنم، فإن الأمور كما كانت دائما لم يطرأ عليها أي تغيير.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.