«إيزولدا» يجعل مايو الأكثر أمطاراً في تاريخ روسيا

الربيع الروسي يتميز بهطولات مطرية كثيفة
الربيع الروسي يتميز بهطولات مطرية كثيفة
TT

«إيزولدا» يجعل مايو الأكثر أمطاراً في تاريخ روسيا

الربيع الروسي يتميز بهطولات مطرية كثيفة
الربيع الروسي يتميز بهطولات مطرية كثيفة

بعد شتاء غريب بالنسبة للشتاء الروسي التقليدي البارد، تراوحت درجات الحرارة فيه ما بين مستويات الخريف والربيع، بدأ الصيف الروسي هذا العام بحالة طقس أقرب إلى ما تكون عليه في بداية الربيع الذي يتميز بهطولات مطرية كثيفة ودرجات حرارة معتدلة، لا تزيد عن 15- 18 درجة مئوية.
وحتى أمس، اليوم الثالث من موسم الصيف، استمر سقوط الأمطار الغزيرة على مناطق وسط روسيا، وبينها العاصمة موسكو التي تبقى تحت تأثير جبهات جوية محملة برياح باردة قطبية المنشأ. وتسببت تلك الأمطار في ارتفاع منسوب المياه في نهر موسكو، ما أدى إلى فيضانات محدودة في بعض القرى على ضفافه.
إلا أن المفاجأة الأهم حتى الآن هي تلك التي حملها شهر مايو (أيار) الفائت، والذي لم تتوقف الأمطار عن التساقط في معظم أيامه. وخلال الأيام الأخيرة منه، وقعت مناطق وسط روسيا تحت تأثير منخفض «إيزولدا» الجوي البارد، الذي تسبب في تساقط 82 ملليمتراً مكعباً من الأمطار خلال ثلاثة أيام، حتى 31 مايو.
وقال مركز الأرصاد الجوية الروسية، إن كميات الأمطار التي تساقطت خلال الشهر بلغت 147 ملليمتراً مكعباً، وتساوي كميات الأمطار التي تتساقط عادة خلال ثلاثة أشهر. وبذلك دخل شهر مايو 2020 التاريخ، بعد أن كانت الأمطار فيه الأعلى التي تُسجل طيلة تاريخ الرصد الجوي في روسيا، وكانت أعلى من المستوى القياسي السابق، حين تساقطت 131.7 ملليمتر مكعب من الأمطار في شهر مايو عام 1922، وأكثر من الأمطار في مايو 1821 وبلغت حينها 140 ملليمتراً مكعباً. وغمرت مياه الأمطار في مايو الشوارع والحدائق، وأدى ارتفاعها إلى توقف حركة المرور في بعض شوارع العاصمة موسكو، ومدن أخرى.
وعلى الرغم من أن مركز الأرصاد الجوية الروسي توقع في وقت سابق «صيفاً حارقاً» هذا العام، فإن درجات الحرارة حتى أمس لم تزد عن 14 درجة مئوية فوق الصفر في موسكو.
ويقول خبراء رصد جوي إن الأشهر القادمة من موسم الصيف في روسيا، ستحمل معها أياماً بدرجات حرارة مرتفعة جداً. وكانت تحولات غير تقليدية قد طرأت على حالة الطقس في روسيا العام الفائت، إذ بدأ موسم الصيف بدرجات حرارة قياسية مرتفعة، ومن ثم هيمنت درجات حرارة متدنية بمستوى قياسي أيضاً على نصفه الثاني.
وبينما كانت التقلبات خلال الخريف مقبولة وضمن معدلات أقرب إلى الطبيعية، كانت درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، منذ بدايته وحتى النهاية، أعلى من المعدل الطبيعي بمستويات قياسية، وتأخر تساقط الثلوج حتى شهر فبراير (شباط) فضلاً عن أنها لم تتساقط بكميات كبيرة كما هي العادة.
ويحيل الخبراء هذه التقلبات غير الطبيعية إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، والتغيرات المناخية الناجمة عنها.


مقالات ذات صلة

سلطات غرب ليبيا تحتاط من منخفض جوي

شمال افريقيا محيط مستشفى ترهونة العام بعدما أغرقته الأمطار 5 ديسمبر (مؤسسة رؤية لعلوم الفضاء)

سلطات غرب ليبيا تحتاط من منخفض جوي

أعلنت السلطات في غرب ليبيا حالة الطوارئ بعد تحذير المركز الوطني للأرصاد الجوية من منخفض جوي وذلك بعد أيام من طقس سيئ ضرب مدينة ترهونة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا متطوعو الهلال الأحمر الليبي يحاولون إبعاد سيارة عالقة بالمياه في مدينة الزاوية (الهلال الأحمر)

تحذير من «فيضانات» بعد أمطار غزيرة ضربت غرب ليبيا

أغرقت مياه الأمطار شوارع عديدة في غرب ليبيا، كما طوقت محيط مستشفى ترهونة التعليمي، وعزلت عديد المنازل، وسط جريان أودية وتحذير من «فيضانات محدودة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا أعلنت «غوغل» الأميركية ابتكار أداة ذكاء اصطناعي «جين كاست» قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة (متداولة)

«غوغل» تبتكر وسيلة ذكاء اصطناعي توفر توقعات جوية بدقة غير مسبوقة

أعلنت شركة غوغل الأميركية، اليوم الأربعاء، ابتكار أداة ذكاء اصطناعي قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
بيئة رجل يركب دراجة هوائية في شارع غمرته المياه جنوب إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا تقرّ «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» في الظروف السيئة

أقرت الحكومة الإسبانية اليوم (الخميس) «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» لأربعة أيام لتجنب تنقل الموظفين في حال وجود تحذير بسبب سوء الأحوال الجوية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق الأجواء الباردة شجعت السكان على التوجه إلى البراري ومناطق التخييم (واس)

موجة باردة مفاجئة تعيد حياة سكان الرياض إلى الأجواء الشتوية

شهدت العاصمة السعودية الرياض، ومعظم المناطق الوسطى من البلاد، تغييراً مفاجئاً في طقسها.

بدر الخريف (الرياض)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».