«كان» يعلن أفلام دورته الملغاة

بينها 5 ذات صلات عربية

الصحافي الفرنسي لورين فغيل ومدير مهرجان كان تيري فريمو ورئيس المهرجان  بييرلسكور خلال اعلان الترشيحات (ا ف ب)
الصحافي الفرنسي لورين فغيل ومدير مهرجان كان تيري فريمو ورئيس المهرجان بييرلسكور خلال اعلان الترشيحات (ا ف ب)
TT

«كان» يعلن أفلام دورته الملغاة

الصحافي الفرنسي لورين فغيل ومدير مهرجان كان تيري فريمو ورئيس المهرجان  بييرلسكور خلال اعلان الترشيحات (ا ف ب)
الصحافي الفرنسي لورين فغيل ومدير مهرجان كان تيري فريمو ورئيس المهرجان بييرلسكور خلال اعلان الترشيحات (ا ف ب)

في الساعة السادسة مساءً من يوم الخميس (أول من أمس) جلس رئيس مهرجان «كان» بيير لسكور ومدير المهرجان العام تييري فريمو معاً أمام كاميرات محطة Canal‪+‬ الفرنسية لإعلان قائمة الأفلام التي اختارها المهرجان لدورة السنة الحالية.
ليس أن المهرجان سيُقام هذا العام. لقد تم تأجيله سابقاً، ثم تم إلغاؤه لاحقاً وبات الأمر مستحيلاً أن يُقام خلال ما تبقى من أشهر السنة مستقبلاً. البديل؟ عقد ما يشبه المؤتمر الصحافي (قاعة خالية من الصحافة باستثناء مذيع اللقاء) لإعلان قائمة أفلام لن تعرض على شاشات المهرجان العتيد في دورته الـ73.
سبب التأجيل ثم الإلغاء ثم الاكتفاء يعود إلى ما بات معروفاً وذكرناه هنا أكثر من مرّة: حل وباء «كورونا» فوق فرنسا والعالم وخرجت التشريعات المانعة للتجمع في أي مكان ثم الحجر الاختياري والحجر الإجباري ووجد المهرجان نفسه مقيد اليدين من قِبل وضعٍ خارج عن إرادته.
يقول تييري فريمو: «لم يكن إلغاء الدورة مطروحاً في أي وقت. كنا دائماً نبحث عن مخرج مناسب يرضي جميع الأطراف».
لحين غازل المهرجان إمكانية بث الأفلام المختارة للعروض الرسمية على الإنترنت، لكنه عاد وصادر تلك الفكرة على أساس أنها ستقلل من قيمة المهرجان. اللافت هنا أن إعلان المهرجان الفرنسي عن إلغاء فكرة البث على الإنترنت (التي لم تدم إلا لأسبوع أو اثنين على أي حال) حدث بعد إعلان منافسه الأول، مهرجان فينيسيا، رفضه الإقدام على هذا الحل. البديل بالنسبة لـ«كان» البحث عن وسيلة بقاء على مستوى أو آخر، وما وصل إليه من قرار هو الاتفاق على أن يصاحب عرض كل فيلم في الصالات، وفي بعض المهرجانات، عبارة تقول اختيار «كان» للمسابقة الرسمية.
- لبنانيان ومصري
على هذا الأساس تم الإعلان عن قائمة الأفلام الـ55 التي تشكل عماد هذه الدورة كما لو أنها ستعرض فعلياً. فالعادة درجت على أن يقوم الرئيس لسكور (الذي فاز برئاسة المهرجان لدورة ثالثة قبل أيام) ومديره العام فريمو بالإعلان عن أفلام كل دورة قبل نحو ثلاثة أسابيع من بدء المهرجان. الاثنان لم يجدا سبباً في عقد هذا المؤتمر، ولو على هذا النحو المختلف، والإعلان عن الأفلام التي كانت ستقدّم على شاشات المهرجان فيما لو أن المهرجان لم يُلغ.
أول ما يطالعنا هو أن مختارات «كان» هذه السنة تحتوي على خمسة أفلام هي إما عربية الإنتاج أو يحققها مخرجون منتمون إلى بلد عربي.
هذه الأفلام الخمسة هي:
‫1- سعاد لآتين أمين (مصر). ‬
2- «شغف بسيط» لدانيال عربيد.
3- DNA لـ Maïwenn (إنتاج جزائري - فرنسي) .
4- تربة حمراء لفريد بنتومي (فرنسا).
5- مفاتيح مكسورة لجيمي كيروز (لبنان).
هذه الأفلام توزعت، كسواها، ما بين المسابقة الأولى والمسابقة الثانية المتمثلة بـ«نظرة خاصّة»، لكنه من المؤسف أن يكون القرار قد استقر على هذا العدد من الأفلام العربية لدورة لن تُقام، وبالتالي لن يترأسها لجنة تحكيم وتمنح جوائزها في نهاية الدورة.
هذه الأسماء الخمسة الواردة أعلاه هي من ضمن الأسماء الجديدة التي تشارك في تأليف قائمة المخرجين الذين وردت أفلامهم لهذه الدورة.
في الواقع استهل فريمو إعلانه بتقسيم قائمته إلى قسمين رئيسيين. الأول هو لمن سمّاهم بزبائن «كان» المخلصين، وتتألف من المخرجين الذين يداومون الحضور عاماً بعد عام. من بين هؤلاء المخرج البريطاني ستيف ماكوين الذي كان بعث بفيلمين جديدين له تم قبولهما، واحد ضمن المسابقة الرئيسية والثاني ضمن مسابقة «نظرة ما». هذان الفيلمان هما «صخرة العشاق» و«مانغروف» وكلاهما من إنتاج القسم السينمائي من شبكة BBC الشهيرة.
فيلمان بريطانيان آخران تم كذلك الإعلان عنهما هما «ليمبو» لبن شاروك و«أمونايت» (ما يتعلق بتاريخ الحفريات) لفرنسيس لي.
من الطبيعي القول هنا إن فيلمي ستيف ماكوين كانا سيجذبان الحجم الأكبر من المشاهدين فيما لو تم عرضهما لكن «ليمبو» هو الذي يملك فعلياً الموضوع المرتبط بمشاكل الحاضر، فهو يدور حول المهاجرين الذين مُنحوا حق البقاء فوق إحدى الجزر الاسكوتلندية وبينهم، تحديداً، عازف موسيقي شاب اسمه عمر (أمير المصري) وَرَد من سوريا.
بالعودة إلى قائمة «الزبائن المخلصين» نجد المخرج الأميركي وس أندرسن الذي كان المهرجان سيفتتح بفيلمه الجديد «مرسال فرنسي» (The French Dispatch). وُصف الفيلم بأنه «رسالة حب للصحافيين» إذ يحتوي على حكاية عدد من الصحافيين الأميركيين العاملين في مدينة فرنسية (خيالية). من بين الممثلين هنا طاقم المخرج المعتاد: إدوارد نورتون، تيلدا سوينتون، بِل موراي، أووَن ولسون وهم جزء من طاقم أوسع يضم بنثيو دل تورو، أدريان برودي، أنجليكا هوستون، كريستوفر وولتز وتيموثي شالامت.
خمسة أفلام أميركية أخرى من بينها فيلم من إخراج الممثل فيغو مورتنسن عنوانه «سقوط». ويحتوي على موضوع الصدام بين عقليتين مختلفتين في العائلة الواحدة. مورتنسن يؤدي دور أب محافظ يعيش في بعض الأصقاع البعيدة لكنه يقرر النزوح من وحدته للانضمام إلى منزل عائلته في المدينة. هناك يكتشف أن ابنه الشاب مثلي، ما يشكل صدمة فمواجهة فأزمة.
- سؤال في الجدوى
النسبة الأوروبية هي الغالبة فأفلامها مختارة من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وبلغاريا وليتوانيا والسويد والدنمارك وإسبانيا وألمانيا، مع تغييب كامل للسينما الإيطالية لأسباب مبهمة ربما بعضها يعود إلى شيء من فقدان الود مع مهرجان فينيسيا الذي كان ردّ على مدير مهرجان «كان» بالنفي عندما صرّح ذاك، قبل نحو شهر، بأنه أجرى مباحثات تعاون مع المهرجان الإيطالي بالنسبة لعرض بعض أفلام الدورة المحذوفة من «كان» في إطار فينيسيا.
على أي حال، الود بارد في الأصل نظراً للمنافسة القائمة بينهما ‫على استقطاب أفضل ما يمكن للسينما توفيره من أفلام وإنتاجات وأسماء. ‬هذا التنافس ازداد ضراوة عندما استطاع مهرجان فينيسيا تعزيز مكانته في السنوات الأخيرة باستقطاب المزيد من الأسماء الكبيرة والاستفادة من خلوّه من سوق للسينما لكي يدعم هويّته بأنه مهرجان للفن أساساً.
لجانب السينما الأوروبية هناك عناية معتادة بالسينما الآسيوية. المخرجة اليابانية ناوومي كاواسي (من الزبائن الدائمين لكان) كانت ستعرض «أمهات حقيقيات» كأحد ثلاثة أفلام يابانية جديدة أحدها الأنيميشن «آيا والساحرة» لغورو ميازاكي. ومن كوريا «جنة: إلى أرض السعادة» لإيم سانغ - سو. الصين مشتركة بفيلم «الخطو إلى الريح» (Striding into the Wind) لوي شوجون (من الزبائن الجدد) وبفيلم من هونغ كونغ عنوانه «حكاية هونغ كونغ» ما يطرح إشكالية كون الصين في سبيل محو الهوية الخاصة بهونغ كونغ حالياً.
كل هذا الجهد المبذول لإتمام قائمة أفلام دورة لن تتم يضعنا أمام سؤال حتمي حول ما إذا كانت خطة المهرجان التأكيد على أنه حاضر حتى وإن لم يستطع الوجود في عرينه كالمعتاد، وهو أمر بالغ الأهمية.
ربما. على الأرجح في هذا الوقت أكثر منه في الأشهر المقبلة عندما تبدأ عروض هذه الأفلام في الصالات كونها ستدخل أنابيب التوزيع كسواها من الأفلام حتى مع ختم المهرجان الفرنسي عليها.


مقالات ذات صلة

«نورة»... من «كان» إلى صالات السينما بالرياض

يوميات الشرق انطلاق عرض فيلم «نورة» في صالات السينما بالرياض (تصوير: تركي العقيلي)

«نورة»... من «كان» إلى صالات السينما بالرياض

وسط مشاركة كبيرة من نجوم العمل ونخبة الفنانين والنقاد والمهتمين، شهدت صالات السينما في الرياض، الأربعاء، العرض الافتتاحي الخاص للفيلم السعودي «نورة».

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «نورة» حقق إنجازاً غير مسبوق للسينما السعودية (مهرجان البحر الأحمر)

عرض فيلم «نورة» بصالات السينما السعودية والعالمية 20 يونيو

أعلنت «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» عرض فيلم «نورة» في صالات السينما السعودية والعالمية بتاريخ 20 يونيو المقبل، بعد نجاحه اللافت خلال مهرجان «كان» السينمائي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما المخرج الأميركي شون بيكر الحاصل على السعفة الذهبية في مهرجان «كان» السينمائي عن «أنورا» (إ.ب.أ)

فيلم «أنورا» للأميركي شون بيكر يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان «كان»

حصل المخرج الأميركي شون بيكر البالغ (53 عاماً)، السبت، على السعفة الذهبية في مهرجان «كان» السينمائي عن «أنورا»، وهو فيلم إثارة في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (كان)
سينما «أنواع اللطف» (مهرجان كان)

«الشرق الأوسط» في مهرجان كان (7): ساعات قبل ختام دورة «كان» الحافلة

في الساعة السابعة مساء بتوقيت فرنسا، يوم السبت، يبدأ حفل توزيع جوائز الدورة الـ77 من مهرجان «كان»، الذي انطلق في 14 مايو (أيار) الحالي.

محمد رُضا (كان)
سينما «هورايزن: ملحمة أميركية» (وورنر).

شاشة الناقد: أفلام عن الحروب والسلطة

HORIZON‪:‬ AN AMERICAN SAGA ★★★☆ إخراج: كيڤن كوستنر | وسترن | الولايات المتحدة | 2024 لجون فورد وهنري هاثاوي وجورج مارشال، فيلم وسترن مشترك حققوه سنة 1962 من…


«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

 مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)
مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)
TT

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

 مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)
مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات، خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» المقام في لوس أنجليس بمفاجأة رائعة ترفع من أهميّته غير المحسوبة في إعلامنا العربي ومنهج صنع الفيلم العربي عموماً.

يوم الخميس، أغلق المهرجان الآسيوي دورته الجديدة بإعلان فوز فيلم «مندوب الليل» بجائزته الكبرى. الفيلم هو أول أعمال المخرج السعودي علي الكلثمي، وعند الناقد كاتب هذه السطور، هو أفضل فيلم سعودي طويل خرج في الأشهر الاثني عشر الماضية.

حين رشّحته للمهرجان المذكور، اتصل بي رئيسه جورج شمشوم معبّراً عن دهشته: «أذهلتني جودة الفيلم حرفة وموضوعاً. كانت مفاجأة كبيرة لي بعدما سمعت عن كثيرٍ من الأفلام السعودية الجديدة، وكيف أنها باتت تُسهم في تغيير السائد والتقليدي. مع ذلك، فإن هذا الفيلم كان روعة».

لمن لم يسمع به من قبل أو سمِع به ولم يشاهده، «مندوب الليل» هو عن شاب (الجيد محمد الدوخي) يُطرد من عمله في شركة اتصالات هاتفية إثر مشادة بينه وبين مسؤوليه. والده مُعتل وشقيقته مطلّقة عادت لبيت أهلها مع طفلها. سيجد عملاً بصفته مندوب توصيل البيتزا. لكنه يكتشف طريقة أخرى للثراء وهي، سرقة مؤونة من الكحول المخبأة التي يبيعها أصحابها للأثرياء. بذلك يضع قدميه عند نقطة تحوّلٍ واعدة غير مدركٍ مغبّة ما قام به وكيف سيضع نفسه وأهله في خطر جسيم.

فوز ناصع

الفيلم ليس قصّة بوليسية، لكنه قصّة تشويقية، والتشويق فيه مُحكم. فيلم متقن كتابة وإخراجاً وتأليفاً وتصويراً وتمثيلاً ومصمم بدقة. مُعالج بدراية وفعّال في عرض التفاصيل بذكاء. وهو نتيجة رائعة لعملية لا بدّ استغرقت كثيراً من التّصميم المُسبق والتنفيذ.

لجانب هذا الفوز الناصع لا يجب أن ننسى أن العام الآيل إلى الرحيل خلال 40 يوماً من الآن، شهد اشتراك السينما السعودية في إحدى مسابقات مهرجان «كان» رسمياً لأول مرّة. الفيلم هو عملٌ جيّد آخر، لكن من وزن مختلف، عنوانه «نورة» ومخرجه هو الطموح توفيق الزايدي.

الاشتراك السعودي الرسمي في «مهرجان القاهرة» الذي يُنهي أعماله مساء الجمعة تَوزّع بين فيلمين هما، «ثقوب» لعبد المحسن الضبعان، و«فخر السويدي» لثلاثة مخرجين هم هشام فتحي وعبد الله بامجبور وأسامة صالح.

هذا الكم لا يوقف المد القادم: حديثٌ عن اشتراك سعودي مقبل في «مهرجان برلين» في فبراير (شباط) 2025، وتحضيرٌ مبكر لجعل الدورة المقبلة من «كان» مايو (أيار) تُنجز أكثر ممّا أنجزت الدورة الماضية من حضورٍ كمي ونوعي كبيرين.

محمود حميدة و«الفن السابع»

كُتب وتكريمات

بالنسبة لـ«مهرجان القاهرة»، هناك محاورٌ عدّة للحكم له أو عليه. هو واحد من المهرجانات العربية التي تقع في الربع الأخير من كل عام. هذا يصلح كمسافة زمنية تمنح المهرجان فرصة عمل لجمع وتجميع أفلام من كل حدبٍ وصوب، لكنه توقيت يحرمه من أن يكون منصّة انطلاق لأي غاية. لا يخرج فيلم من هنا ليجوب العالم. حتى الفيلم الذي يربح جائزة كبرى فإن حدود جائزته تنتهي مع إقلاع المخرج عائداً إلى بلده.

هذا ليس شأنه فقط، بل شأن كلّ المهرجانات العربية تقريباً باستثناء «مهرجان البحر الأحمر» ولو إلى حدٍ. هو أصبح محطة انطلاق، على الرغم من وجوده في هذا الرُّكن الزمني من السنة، وذلك لأنه حرص على عرض أفلام سعودية تستطيع الانطلاق منه والسفر كونها في الأساس جيدة وتستحق. عاملٌ آخر هو أن الغرب بات يعرف أن السعودية أصبحت لاعباً ثقافياً وفنياً واضحاً. ما عاد الرِّهان عليه، بل على ارتفاع شأنه مستقبلاً.

ما هو عبثي في كثير من المهرجانات العربية، أن تلك التي تُوزّع التكريمات والاحتفاءات باتت أمام مفترق طرق: لقد كُرّم معظم الحاضرين والذين كانوا حاضرين وقت تكريمهم. هناك آخرون يستحقون (كُتاب سيناريو، مديرو تصوير، مؤلفو موسيقى، ممثلون ونقاد ومؤرخون) لكن أحداً قلّما شعر بهم.

«فخر السويدي» (مهرجان القاهرة السينمائي)

على «مهرجان القاهرة» أن ينفض عنه الالتزام بالواجب لأنه واجب، وأن يبحث في طيّات السينمات العربية عمن يستحق «تكريمه» فعلاً.

ما هو لافت كذلك في «مهرجان القاهرة» أكثر من سواه، هو إصداره كتباً سينمائية. هذه عادة توقّفت عنها غالبية مهرجانات العالم الرئيسية منذ عقود، مدركة أن كتب الاحتفاء لم تعد تأتي بجديد يُضاف إلى ما صدر عن كلّ محتفى به.

يمكن للمهرجان المصري إصدار كتابٍ قيّم واحد عوض ثلاثة أو حتى اثنين.

خلال العام الحالي أصدر المهرجان كتاباً مميّزاً ومهمّاً من إعداد ناجي فوزي بعنوان «مختارات من الفن السابع». وكانت مجلة «الفن السابع» السينمائية الرائعة التي أسسها محمود حميدة في عام 1997 قد سدّت ثغرة كبيرة آنذاك في ثقافة الفيلم المطبوعة.

الكتابان الآخران هما «حلم عز» لرامي المتولّي و«سينما يسري نصر الله» لأحمد عزّت عامر. الأول لا يعدو عن بضع صفحات لممثل لم يختم بعد عقداً واحداً من شهرته، والثاني لمخرج يستحق كتاباً يحلّل أفلامه ما لها وما عليها. كتاب من المهرجان لأي مخرج أو سينمائي، يعني انحيازاً للإيجابيات فقط.

عدم إصدارها في الغرب لا يعني أنه قرار صائب، خصوصاً أن البديل لدينا يجب أن يكون مختلفاً وهناك كثير من الأفكار في هذا الشأن.