خبراء: إنتاج لقاح لـ«كورونا» في حد ذاته ليس كافياً لإنهاء الوباء

دول العالم تتسابق في انتاج لقاح لفيروس كورونا (رويترز)
دول العالم تتسابق في انتاج لقاح لفيروس كورونا (رويترز)
TT

خبراء: إنتاج لقاح لـ«كورونا» في حد ذاته ليس كافياً لإنهاء الوباء

دول العالم تتسابق في انتاج لقاح لفيروس كورونا (رويترز)
دول العالم تتسابق في انتاج لقاح لفيروس كورونا (رويترز)

تجري العديد من الدول والمؤسسات الصحية في الوقت الحالي تجارب عديدة لإنتاج لقاح لفيروس «كورونا» المستجد في أسرع وقت ممكن.
وبحسب موقع «فوكس» الأميركي، فإنه على الرغم من أن الكثير من الأشخاص يظنون أن اللقاح هو منقذهم الفعلي من فتك الفيروس، فإن خبراء الصحة أكدوا أن إنتاج لقاح لـ«كورونا» في حد ذاته ليس كافيا لإنهاء الوباء.
وأشار الخبراء إلى أن هناك 4 عوامل مرتبطة بهذا اللقاح يجب أن تتوافر للقضاء على الوباء نهائياً، وهي:

- الفاعلية: هل يمنح اللقاح مناعة مدى الحياة؟
بعض الباحثين أكدوا أنهم يعملون على لقاح يقوم بـ«تعقيم المناعة»، مما يعني أن المتلقي سيكون في مأمن من العدوى المحتملة إلى الأبد. ومن جهة أخرى، أشار عدد من الباحثين أن معدل التحور السريع للفيروس يقلل من إمكان إنتاج لقاح فعال يستمر تأثيره لفترة طويلة.
ومن جهته، قال بول أوفيت، مدير مركز اللقاحات التعليمي في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، إن اللقاح المنتظر من المحتمل أن يمنع فقط الإصابات الخطيرة بـ«كورونا» التي تصاحبها أعراض حادة، إلا أنه قد يفعل القليل لوقف أشكال المرض الأخف والعدوى غير المصحوبة بأعراض.
أما بنجامين نيومان، عالم الفيروسات في جامعة تكساس الأميركية، فقد أشار إلى أن أجهزة المناعة لدى بعض الأشخاص قد لا تستجيب لأي لقاح من الأساس.

- التوقيت: كم من الوقت يستغرق التوصل إلى لقاح «كورونا»؟
قد يستغرق الأمر شهوراً، بل سنوات، فالتوقيت ليس واضحاً بعد. وكلما تأخر إنتاج اللقاح أثر ذلك بشكل كبير على قرارات الدول وإجراءاتها الاحترازية في هذه الأثناء.
وهناك جهود عالمية جارية لتسريع تطوير اللقاحات، إذ تبذل الحكومات والشركات الخاصة جهوداً كبيرة لتحقيق هذا الهدف في أسرع وقت ممكن. ولذلك، فإن بعض الباحثين متفائلون بإمكان التوصل إلى لقاح للفيروس في وقت قياسي. وقال أوفيت: «قد يحدث ذلك أسرع مما نتوقع».
لكن تاريخ تطور اللقاحات يظهر أن عملية اجتراح لقاح لـ«كورونا» يمكن أن تكون طويلة ومحبطة. وعلى سبيل المثال، استغرق إنتاج لقاح النكاف أربع سنوات، فيما استغرقت لقاحات أخرى أكثر من عقد.
وقال ريك برايت، الرئيس السابق لهيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم: «يقول الكثير من الأشخاص إن اللقاح سيكون جاهزا خلال فترة تتراوح بين 12 و18 شهرا. إلا أنني أرى أنها رؤية متفائلة للغاية. أعتقد أن الأمر سيستغرق وقتا أطول من ذلك».

- التوزيع: هل ستتلقى جميع دول العالم اللقاح؟
ليتحقق ذلك، ستكون هناك حاجة إلى إنتاج مليارات الجرعات، الأمر الذي يتطلب قدرات صناعية وتوريدية كبيرة سلسلة، وهي أمور تحتاج إلى استثمارات واسعة النطاق من الحكومات والقطاع الخاص.
ويتطلب توزيع اللقاح على الجميع تنسيقاً دولياً كبيراً، فليس من الواضح أن البلدان تتفق على طريقة التعاون في صنع اللقاح وتوزيعه، بل إن هناك شكوكا أن بعض الدول قد تحتكر اللقاحات التي ستنتجها لنفسها ولن توفرها لغيرها من الدول.

- استجابات الصحة العامة: هل يمكننا مواصلة الإجراءات الاحترازية حتى وصول اللقاح؟
نظرا لأن التوصل للقاح لـ«كورونا» قد يستغرق على الأرجح وقتا طويلا، فإن العديد من الإجراءات الصحية المتخذة حاليا لمنع انتشار الوباء ستظل هناك حاجة إليها إلى حين إنتاج لقاح موثوق به.
وقالت ميغان فيتزباتريك، من مركز تطوير اللقاحات في كلية الطب بجامعة ميريلاند: «إلى أن يتم تطوير لقاح، ينبغي أن تتبع الدول الإجراءات الصحية الاحترازية اللازمة مثل العزل ووضع الكمامات والحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي». وأضافت أن «الحد من انتشار الفيروس يمكن أن يعزز فاعلية اللقاح بين السكان، حتى لو كان تأثير هذا اللقاح المنتظر طويل المدى».


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

دعوة مستثمر مصري للعمل 12 ساعة يومياً تثير جدلاً

رجل الأعمال في أثناء حديثه بالبودكاست (يوتيوب)
رجل الأعمال في أثناء حديثه بالبودكاست (يوتيوب)
TT

دعوة مستثمر مصري للعمل 12 ساعة يومياً تثير جدلاً

رجل الأعمال في أثناء حديثه بالبودكاست (يوتيوب)
رجل الأعمال في أثناء حديثه بالبودكاست (يوتيوب)

في حين أوصت دراسة من جامعة كامبريدج بتقليص ساعات العمل وتطبيق «أربعة أيام عمل في الأسبوع» لتعزيز الإنتاجية والحفاظ على الصحة النفسية للموظفين والعاملين، صرّح محمد فاروق، المستثمر ورجل الأعمال المصري المعروف بـ«الشارك حمادة»، بضرورة زيادة ساعات العمل لتحقيق النجاح الاقتصادي وزيادة الإنتاجية.

وأثارت التصريحات جدلاً عبر «السوشيال ميديا» بمصر، فبينما عدّ البعض تلك التصريحات تضر بحقوق العمال، عدّها آخرون تستهدف الحماس والتفوق في العمل.

وقال رجل الأعمال المصري محمد فاروق، إنه من الضروري العمل 12 ساعة يومياً لمدة 6 أيام في الأسبوع، وأضاف في برنامج بودكاست بعنوان «حكاية مدير» أن الدول الناجحة والمتقدمة تطبق هذا الأمر، ضارباً المثل بالصين وأن الناس هناك تعمل من 9 صباحاً إلى 9 مساء لستة أيام في الأسبوع.

وانتقد فاروق ما يروجه البعض حول التوازن بين العمل والحياة الشخصية، عادّاً هذا الحديث الذي ظهر خلال «جائحة كورونا» نوعاً من «الدلع»، مؤكداً «عدم نجاح الدول التي اتبعت هذا الأسلوب»، وفق تقديره.

وعدّ عضو مجلس النواب المصري عن حزب التجمع، عاطف مغاوري، أن «هذا الكلام يذكرنا بعقلية بدايات النظام الرأسمالي الذي كان يستنزف العمال في أوقات عمل طويلة، إلى أن تمكنت حركات النضال العمالية من تنظيم عقد عمل وحقوق عمال ومواعيد للعمل، وهذا متعارف عليه عالمياً».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «التشريعات العمالية حين منحت العمال إجازات أو حددت لهم ساعات عمل كان هذا لمصلحة العمل وليس لصالح العامل، لأنك لو استنزفت العامل فلن تكون لديه قدرة على الاستمرار، كما أن منحه إجازات يجعله يجدد طاقته ونشاطه».

وأشار إلى أن «الاجتهاد يجب أن يكون في إطار الدستور والقوانين الموجودة لدينا، لكن المنطق الذي يطرح حالياً ربما يكون الهدف منه نبيلاً، وهو تحويل المجتمع إلى مجتمع منتج، ولكن ليس باستنزاف العامل».

وزارة القوى العاملة في مصر (فيسبوك)

ولفت إلى وجود «تشريعات حديثة تدعو لاحتساب الوقت المستغرق للوصول إلى العمل والعودة منه ضمن ساعات العمل».

وينظم ساعات العمل في القطاع الحكومي (العام) في مصر والقطاع الخاص، قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 وما طرأ عليه من تعديلات، بالإضافة إلى اللوائح والقرارات التنفيذية الداخلية بكل مؤسسة أو شركة، وتقر المادة 85 من قانون العمل المصري بأنه «في جميع الأحوال لا يجوز أن تزيد ساعات العمل الفعلية على عشر ساعات في اليوم الواحد».

وعدّ الخبير في «السوشيال ميديا» محمد فتحي أن «البودكاست أصبح يتم استغلاله في الدعاية بشكل لافت»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «بعض رواد الأعمال يستغلون هذه المنصة لبناء صورتهم الشخصية وعلاماتهم التجارية».

وأشار الخبير «السوشيالي» إلى سعي العديد من رجال الأعمال إلى بناء صورة إيجابية لأنفسهم وعلاماتهم التجارية من خلال المشاركة في البودكاست، حيث يمكنهم الوصول إلى جمهور واسع والتأثير في آرائه، للبحث عن الشهرة»، وفق تعبيره.

لكنه عدّ نقل الخبرات والمعرفة من الجوانب الإيجابية لظهور رجال الأعمال في البودكاست، بما يساهم في تطوير المهارات الريادية لدى الشباب، وكذلك إلهام الآخرين وتحفيزهم على تحقيق أهدافهم.

ووفق فتحي فإن «الأمر لا يخلو من جوانب سلبية لظهور رجال الأعمال في البودكاست من أهمها التسويق الخفي، بالإضافة إلى التركيز على النجاح الفردي بشكل مبالغ فيه، مما قد يخلق انطباعاً خاطئاً لدى المستمعين حول سهولة تحقيق النجاح».

وتوالت التعليقات على «السوشيال ميديا» حول تصريحات فاروق، بين من يعدّونه نموذجاً ويطالبون بتركه يتحدث، وآخرين عَدُّوه يتحدث بمنطق رجال الأعمال الذين لا يراعون العمال. وعلقت متابعة على الحلقة في «يوتيوب»، وكتبت: «المفروض يتعمل نادي لرجال الأعمال علشان يتجمعوا ويطوروا ويفيدوا بعض... وعجبتني جداً رؤية محمد فاروق للتكنولوجيا وحماسه تجاهها».

في حين كتب متابع آخر: «من السهل أن يعمل 12 ساعة وأكثر لأنها أعمال مكتبية، لا يمكن مقارنتها بعامل يقف على قدميه طوال اليوم لمدة 12 ساعة».

ويرى استشاري الأعمال الدولي، محمد برطش، أن «ساعات العمل لها قانون يحددها في أي مجتمع، لكن هناك ظروف استثنائية يمكن أن يعمل فيها الشخص 12 و20 ساعة لو هناك ما يتطلب ذلك».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «أرفض المقارنة بين مصر ودول أخرى، خصوصاً أوروبا وأميركا وأستراليا، فهذه دول تحملت الكثير لكي تصل إلى ما هي عليه الآن، وظروفها لا تشبه ظروفنا».

وتابع: «فكرة 12 ساعة عموماً يمكن الموافقة عليها أو رفضها بعد الإجابة عن عدة أسئلة، مثل: في أية ظروف وبأي مقابل، في القطاع العام أو الخاص؟ فمثلاً لو قلنا إن مصر لديها مشروع قومي لتصبح دولة صناعية حقيقية وسنطبق 12 ساعة عمل لتنفيذ مشروع قومي في مجال إنتاج بعينه حتى يتحقق الهدف من المشروع فهذا مقبول، لكن في الظروف العادية فهذا يتنافى مع قانون العمل».

وتبلغ ساعات العمل الأسبوعية في القطاعات المختلفة بمصر نحو 55 ساعة عمل أسبوعياً، وفق إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء صادرة عام 2022.