خدمات التوصيل المنزلي نمت 240 % في السعودية

الخدمات اللوجيستية لتوصيل الطلبات تضاعفت أعمالهافي السعودية مع جائحة {كورونا} (الشرق الأوسط)
الخدمات اللوجيستية لتوصيل الطلبات تضاعفت أعمالهافي السعودية مع جائحة {كورونا} (الشرق الأوسط)
TT

خدمات التوصيل المنزلي نمت 240 % في السعودية

الخدمات اللوجيستية لتوصيل الطلبات تضاعفت أعمالهافي السعودية مع جائحة {كورونا} (الشرق الأوسط)
الخدمات اللوجيستية لتوصيل الطلبات تضاعفت أعمالهافي السعودية مع جائحة {كورونا} (الشرق الأوسط)

مستفيدة من جائحة فيروس كورونا المستجد، كشفت بيانات رسمية حكومية عن ارتفاع مضاعف لحركة استخدام الخدمات اللوجيستية للتوصيل، مفصحة عن نمو الطلب 240 في المائة في وقت سجل عدد العاملين في شركات ومؤسسات التطبيقات الإلكترونية المتخصصة بما يقارب خمسة أضعاف مما سبق.
في هذا الخصوص، أبدى عاملون في القطاع آمالاً واسعة بأن يستمر الطلب على هذا المستوى الذي سيهيئ لمزيد من فرص نمو أعمال شركات التوصيل ورفع أدائها على مستوى التوظيف والتشغيل بما ينعكس على الاقتصاد الوطني.
وأفصحت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أول من أمس، عن ارتفاع نسبة عدد مندوبي التوصيل السعوديين النشطين في تطبيقات التوصيل المسجلة لدى الهيئة إلى أكثر من 500 في المائة منذ بدء منع التجول في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي.
وقالت الهيئة في بيان صدر عنها، إن زيادة الطاقة الاستيعابية والتشغيلية لتطبيقات التوصيل منذ بدء جائحة كورونا أسهمت في تسجيل رقم جديد للطلبات المنفذة، حيث تجاوزت نسبة الطلبات المنفذة أكثر من 240 في المائة، مقارنة بـ54 في المائة بداية أبريل (نيسان) الماضي، مضيفة أن تطبيقات التوصيل تمكنت من تنفيذ أكثر 12 مليون طلب في أكثر من 200 مدينة ومحافظة في المملكة يغطيها نشاط تطبيقات التوصيل. بدوره، قال إبراهيم الجاسم، مالك ومؤسس تطبيق «هنجرستيشن»، إن سوق تطبيقات التوصيل نشطت خلال فترة جائحة كورونا المستجد، وذلك للسماح لهم بتوصيل الطلبات في أوقات «منع التجول»، وهو ما جعلهم يستحوذون على عملاء بشكل أكبر، مضيفاً أن الفيروس وما تبعه من إجراءات صحية، غيّر سلوك الكثير في التعامل عبر الدفع الإلكتروني بدلاً من الدفع عبر الأوراق النقدية، إضافة إلى أن الإجراءات الصحية شجعت العميل على الشراء عبر التطبيقات بدلاً من الذهاب إلى المتاجر أو المطاعم، قائلاً «لاحظنا أن الدفع عبر الإنترنت ارتفع بشكل كبير».
وأكد الجاسم لـ«الشرق الأوسط»، أن الأزمة أتاحت الفرصة لتجربة تطبيقات التوصيل لدى الكثير من العملاء الجدد؛ وهو ما يرى أنها ستكون فرصة لزيادة الطلبات على سوق تطبيقات التوصيل بعد الأزمة، مضيفاً أن المستفيد الأكبر من أزمة الفيروس، خلال فترة منع التجول، ليست تطبيقات التوصيل المخصصة للمطاعم، بل كانت لتطبيقات التوصيل المخصصة للمستلزمات الأخرى، حيث ارتفع الطلب عليها بشكل كبير.
من جانبه، أوضح مدير عام الخدمات البريدية واللوجيستية بالهيئة، المهندس نايف ششه، أن هيئة الاتصالات قامت وبالشراكة مع الكثير من الأجهزة الحكومية بوضع آليات حوكمة دقيقة تضمن فاعلية هذا النشاط المهم خلال الجائحة، مستشهداً بإطلاق صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) وبالشراكة مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في وقت سابق برنامج دعم مالي لتحفيز الشباب السعودي للانضمام لتطبيقات التوصيل المسجلة لدى الهيئة، والذي يشمل حوافز مالية وفرصاً تحفيزية، في خطوة مهمة نحو توطين هذا القطاع الحيوي.
وأضاف ششه، أن إعادة هيكلة عمل قطاع تطبيقات التوصيل كانت أحد المستهدفات الرئيسية للهيئة، من خلال التعاون المشترك والبناء مع وزارة التجارة في إطلاق مبادرة استهدفت ربط المتاجر التموينية والصيدليات ومحال المستلزمات الطبية بتطبيقات التوصيل المسجلة لدى الهيئة بهدف ضمان إيصال احتياجات المستفيدين لمنازلهم بكل يسر وسهولة.
وكانت «هيئة الاتصالات» قد وجّهت في وقت سابق جميع مقدمي خدمات التوصيل من خلال تلك المنصات الإلكترونية باتخاذ مجموعة من الإجراءات الوقائية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.