«استديو تصميم» يدعم تطوير الهويات العمرانية لمنازل العلا السعودية

المرحلة الأولى تركز على زيادة المسطحات الخضراء

الهوية العمرانية للعلا ستبرز المكان بقيمته التاريخية (رويترز)
الهوية العمرانية للعلا ستبرز المكان بقيمته التاريخية (رويترز)
TT

«استديو تصميم» يدعم تطوير الهويات العمرانية لمنازل العلا السعودية

الهوية العمرانية للعلا ستبرز المكان بقيمته التاريخية (رويترز)
الهوية العمرانية للعلا ستبرز المكان بقيمته التاريخية (رويترز)

أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العلا «استوديو تصميم العلا»، الذي يقدم مجموعة من الخدمات المجتمعية الجديدة، التي سيكون لها دور أساسي في التطوير الحضري في المدينة التاريخية.
ويقدم الاستديو، مجموعة من النماذج والتصاميم المعمارية للراغبين ببناء عقارات سكنية أو تجارية مستلهمة من أنماط وأساليب العمارة العربية التقليدية المميزة.
وستركز المرحلة الأولى من تطوير جنوب العلا على زيادة رقعة المساحات الخضراء في العلا، عبر إنشاء الحدائق والمتنزهات وملاعب الأطفال والملاعب الرياضية، بالإضافة إلى دوره في تطوير مطل وادي العلا الذي سيعمل على الربط ما بين هذه المواقع المميزة.
وسيرفع إطلاق الاستديو، التكامل الحضري المتكامل، حيث ستعمل الهيئة من خلال استوديو التصميم التابع لها على توفير مجموعة مميزة من نماذج التصاميم المعمارية التي ستتم إتاحتها لأهالي العلا لاختيار الأنسب من بينها لتطوير عقاراتهم، بما ينسجم مع تاريخ وتراث العلا العريقين، ويضمن محافظة المباني الجديدة على أعلى مستويات السلامة والاستدامة، وإبرازها بمستوى جمالي عالٍ.
وتراعي التصاميم تحقيق استغلال مسطحات البناء بأقصى درجة ممكنة، وذلك لتوفير أكبر مساحة بناء ممكنة بما يحقق مصلحة السكان، ويفي بمتطلبات عائلاتها ويضمن تطوير المنطقة بأسلوب حياتي مجتمعي متكامل. فمن خلال التحكم بالمساحات المتاحة ما بين المباني وتصميمها سيتم توفير أرصف مظللة، وإنشاء شوارع أوسع وإتاحة مجال لساحات عامة ومناطق مخصصة للمشي، مع زيادة رقعة المساحات الخضراء، التي ستشكل مجموعة من المواقع المترابطة على امتداد المطل الجديد لوادي العلا.
وصرح عبد العزيز العقيل رئيس قطاع عمليات المحافظة بالهيئة الملكية لمحافظة العلا، بأن إطلاق استديو التصميم، فرصة للمساهمة في تشكيل وتطوير مجتمع العلا ورسم مستقبله، مضيفاً: «يأتي دورنا من خلال استوديو تصميم العلا مكملاً لهم للعمل معاً على توفير ما يحتاجون إليه وتزويدهم بأحدث الموارد والأدوات والإرشادات والتصاميم المعمارية، لنرسم معاً المستقبل الذي نصبو إلى تحقيقه ونضمن استمرارية الحفاظ على الإرث التاريخي للمنطقة».
من جانبه، قال ستيفن موراي رئيس قسم التخطيط العمراني للمحافظة بالهيئة الملكية لمحافظة العلا: «أولويتنا تطوير العلا لتكون وجهة مثالية للعيش والعمل والسياحة، ويقع على عاتق أهالي العلا الآن مسؤولية العمل معنا والاستفادة من استوديو تصميم العلا للحصول على استشارات مجانية خلال تطوير تصاميم عقاراتهم. وسنعمل بدورنا على تنفيذ خطط تطوير وتوسيع كبيرة للمساحات المشتركة في العلا».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».