ذكرت تقارير لوسائل الإعلام أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقد رد حكام الولايات على الاحتجاجات في البلاد خلال اتصال هاتفي، اليوم (الإثنين)، وقال إن عليهم اتخاذ موقف أكثر صرامة وإن ردهم الحالي يجعلهم يبدون ضعفاء.
وقالت محطة «سي بي إس» التلفزيونية نقلاً عن تسجيل صوتي حصلت عليه للمكالمة: «عليكم السيطرة، إذا لم تسيطروا على الوضع فإنكم تهدرون الوقت... سيسحقونكم وستظهرون كمجموعة من الحمقى».
وأوردت «سي بي إس» وصحيفة «نيويورك تايمز» أن ترمب حض حكام الولايات على أن ينفذوا اعتقالات شاملة وأن يصدروا قوانين ضد حرق العلم، حسب ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.
ولم يرد ممثلو البيت الأبيض فوراً على طلب التعليق على الاتصال الذي تم بعد أن شابت أعمال العنف المظاهرات التي أقيمت احتجاجاُ على مقتل جورج فلويد وهو أسود أعزل، بعد أن ألقت الشرطة القبض عليه في مدينة مينيابوليس الأسبوع الماضي.
وقالت وسائل إعلام إن حاكم ولاية إلينوي الديمقراطي جيه بي بريتسكر قال لترمب إن كلامه يزيد الوضع تفجراً، وإن رد ترمب الجمهوري عليه كان غاضباً.
ولم يدل ترمب ببيان علني رئيسي منذ وفاة فلويد، لكنه كتب مرات كثيرة على «تويتر» للضغط من أجل رد حازم.
وتوفي فلويد (46 عاماً) الاثنين 25 مايو (أيار) بعد أن أظهر مقطع فيديو ضابط شرطة أبيض في مينيابوليس وهو يجثو على رقبته لما يقرب من 9 دقائق.
وفجر المقطع حالة من الغضب اجتاحت أمة منقسمة سياسياً وعرقياً في خضم حملة رئاسية اتسمت بالاستقطاب. وفرضت السلطات حظر التجول على عشرات المدن في أنحاء الولايات المتحدة، وهو أكبر عدد منذ العام 1968 في أعقاب اغتيال مارتن لوثر كينغ.
ومع اتساع الاضطرابات في المدن، يسعى أحد أعضاء مجلس النواب الأميركي لاعتماد رتشريع هذا الأسبوع يضع نهاية لقا عدة قانونية تحمي أفراد الشرطة من المقاضاة على أفعال غير قانونية وغير دستورية.
وفاز عضو مجلس النواب الأميركي جاستن أماش، وهو محافظ مستقل يمثل ولاية ميتشيغن، بدعم من النائبة الديمقراطية في مينيابوليس إلهان عمر، اليوم، لمصلحة مشروع قانونه الذي ينهي الحصانة ويسمح بإقامة دعاوى قضائية مدنية على الشرطة، وهو حق تلجأ إليه المحكمة العليا.
وقال أماش لزملائه في رسالة نُشرت على «تويتر» الأحد: «القتل الوحشي لجورج فلويد هو الأحدث في سلسلة طويلة من حوادث سوء السلوك الفاضح للشرطة... هذا النمط مستمر لأن الشرطة محمية قانونياً وسياسياً وثقافياً». وأضاف: «يجب أن يتغير ذلك حتى يتوقف وقوع هذه الحوادث».
بدوره، أصدر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بياناً بشأن الاحتجاجات المستمرة على مقتل فلويد، داعياً المتظاهرين إلى «توجيه غضبنا المبرر إلى عمل سلمي ومستدام وفعال».
وقال أول رئيس أميركي من أصول أفريقية إنه يتعين على المواطنين أن يرفعوا الوعي بشأن الظلم، بما في ذلك من خلال الاحتجاجات، وأن يقوموا بترجمة هذا الوعي إلى زيادة الإقبال في الانتخابات وانتخاب «مسؤولين حكوميين يستجيبون لمطالبنا».
واعترف بأن المظاهرات جاءت رداً على قضايا عالقة منذ فترة طويلة لم يتم حلها من جانب المسؤولين الذين تم انتخابهم، مديناً في الوقت نفسه أعمال العنف والنهب. وقال إن «موجات الاحتجاجات في أنحاء البلاد تعبر عن إحباط حقيقي وشرعي إزاء الفشل المستمر على مدى عقود لإصلاح ممارسات الشرطة ونظام العدالة الجنائية الأوسع في الولايات المتحدة».
وأكد أوباما أن هناك حاجة إلى الاعتراف بـالدور المستمر المؤدي للتآكل الذي تلعبه العنصرية في المجتمع والقيام بإصلاحات لمعالجة هذا، مشدداً على الحاجة إلى تغير حقيقي. وأضاف: «علينا أن نتحرك لزيادة الوعي وأن ننظم أنفسنا وندلي بأصواتنا للتأكد من أننا ننتخب مرشحين يعملون على الإصلاح».
ترمب يدعو حكام الولايات إلى موقف أكثر صرامة حيال الاحتجاجات
ترمب يدعو حكام الولايات إلى موقف أكثر صرامة حيال الاحتجاجات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة