مع انتشار جائحة «كورونا» حول العالم، تستمر وسائل الإعلام في نشر الإحصاءات المتعلقة بعدد الإصابات والوفيات والتقارير التي تتحدث عن الفيروس، بكامل قوتها.
ومع ذلك، ودون إطار مرجعي، قد يكون من الصعب تفسير أرقام مثل عدد القتلى. وعلى سبيل المثال، تُقاس الوفيات التي تُنسب إلى الفيروس بآلاف الأشخاص يومياً على مستوى العالم، ولكن هل هذا العدد قليل أو كثير، بالنسبة للأسباب النموذجية للوفاة؟
ويستخدم الرسم التوضيحي الذي نشره موقع «وورلد إكونوميك فورم» (المنتدى الاقتصادي العالمي) بيانات من عالمنا يوضح العدد الإجمالي للوفيات اليومية في جميع أنحاء العالم، كما يحدد عدد الأشخاص الذين يموتون كل يوم لأسباب محددة.
ويموت ما يقرب من 150 ألف شخص يومياً في جميع أنحاء العالم، بناءً على أحدث بحث شامل نُشر في عام 2017.
وبحسب الرسم التوضيحي، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تقتل 48.742 شخصاً كل يوم، وهي تعتبر من أكثر مسببات الوفيات في العالم، وتدخل من بينها الوفيات الطبيعية والتي يتم تشخيصها طبيًا بالسكتة القلبية أو الهبوط الحاد في الدورة الدموية.
ويسبب مرض السرطان بمقتل 26.181 شخصاً في العالم باليوم الواحد، ليحتل المرتبة الثانية ضمن لائحة أسباب الوفاة العالمية.
وتأتي بعده أمراض الجهاز التنفسي التي تقضي على 10.742 شخصاً كل يوم، ومن ثم هناك التهابات الجهاز التنفسي السفلي التي تقتل حوالي 7.010 أشخاص يومياً.
أما مرض الخرف، فيتسبب بموت 6.889 شخصاً كل يوم، يليه أمراض الجهاز الهضمي، واضطرابات حديثي الولادة، وأمراض الإسهال، ومرض السكري وأمراض الكبد.
ويتسبب مرض نقص المناعة البشرية (الإيدز) في مقتل 2.615 شخصاً في اليوم، يليه مرض الملاريا (1.698 شخصاً).
أما «فيروس كورونا»، فتسبب في وفاة 2.205 أشخاص تقريباً في اليوم في الفترة الزمنية بين ديسمبر (كانون الأول) و15 مايو (أيار).
أما بين 13 أبريل (نيسان) و19 من الشهر نفسه، تسبب المرض بمقتل نحو 7.504 أشخاص يومياً، حيث كان في ذروة انتشاره.
وتُعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة. ومع ذلك، فإن بروزها لا ينعكس في تصوراتنا للموت ولا في وسائل الإعلام.
وفي حين بلغت حصيلة الوفيات بسبب فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) ذروتها في عام 2004، فإنها لا تزال تؤثر على العديد من الناس اليوم.
ويتسبب الإرهاب والكوارث الطبيعية في وفاة عدد قليل نسبياً. ومع ذلك، يمكن أن تختلف هذه الأرقام من يوم لآخر - ومن عام لآخر - اعتماداً على شدة كل حالة فردية.
وعلى المستوى الوطني، تختلف هذه الإحصاءات بشكل أكبر. فيما يلي إجمالي الوفيات من جميع الأسباب لبلدان مختارة، بناءً على بيانات عام 2017:
- الصين: 28.036 في اليوم
- الهند: 25.270
- الولايات المتحدة الأميركية: 7.564
- روسيا: 5.013
- البرازيل: 3.528
- ألمانيا: 2.528
- إيطاليا: 1.667
- بريطانيا: 1.597
وتشهد كل من الصين والهند أكثر من 25 ألف حالة وفاة في اليوم، بسبب العدد الكبير من السكان.
ومع ذلك، مع تسجيل 34.7 حالة وفاة يومية لكل مليون شخص كل يوم، فإن روسيا لديها أعلى نسبة وفاة تتناسب مع عدد السكان عن أي من هذه البلدان.
في حين أن هذه الأرقام تساعد في توفير بعض السياق للمقياس العالمي لوفيات «كورونا»، إلا أنها لا تقدم مقارنة مباشرة.
وفي الحقيقة، فإن العديد من معدلات الوفيات المذكورة أعلاه تستند إلى أحجام عينات أكبر بكثير وتتبع بيانات واضحة. على الجانب الآخر، منذ أن أعلنت «منظمة الصحة العالمية» فيروس «كورونا» وباءً في 11 مارس (آذار) 2020، انخفضت الوفيات المؤكدة يومياً في نطاق واسع بين 272 و10.520 يومياً - ولا توجد فكرة واضحة عما يمكن أن يحدث في المستقبل.
وعلاوة على هذا التباين، فإن البيانات المتعلقة بحالات وفاة «كورونا» المؤكدة لها خصائص أخرى. على سبيل المثال، قد تختلف معدلات اختبار الفيروس بين السلطات، كما كانت هناك أيضاً خلافات حول كيفية حساب الوفيات في المقام الأول. وهذا يجعل الحصول على صورة دقيقة أمراً معقداً بشكل مدهش.
150 ألف وفاة يوميًا حول العالم... كم شخصًا يموت بـ«كورونا» وكم بغيرها؟
150 ألف وفاة يوميًا حول العالم... كم شخصًا يموت بـ«كورونا» وكم بغيرها؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة