تشديد الإجراءات على المخالطين لمنع تفشي الفيروس في البقاع اللبناني

هلع إثر تسجيل 13 إصابة في صفوف نازحين سوريين

تشديد الإجراءات على المخالطين لمنع تفشي الفيروس في البقاع اللبناني
TT

تشديد الإجراءات على المخالطين لمنع تفشي الفيروس في البقاع اللبناني

تشديد الإجراءات على المخالطين لمنع تفشي الفيروس في البقاع اللبناني

أثارت إصابة 13 نازحاً سورياً في بلدة مجدل عنجر بالبقاع شرق لبنان، حالة هلع دفعت بالبلديات لتشديد الإجراءات على المخالطين، مع تسجيل وزارة الصحة 21 إصابة إضافية رفعت العدد التراكمي إلى 1161 إصابة في لبنان.
وأعلنت وزارة الصحة العامة في بيان، تسجيل 21 إصابة جديدة؛ تنقسم إلى 5 حالات في صفوف الوافدين إلى لبنان ضمن رحلات إعادة المغتربين، و16 حالة محلية؛ بينها 14 من المخالطين لمصابين سابقين، لافتة إلى أن هناك 692 حالة شفاء، فيما استقر عدد الوفيات عند 26 حالة.
وأعلن محافظ البقاع كمال أبو جودة أن 13 إصابة جديدة سجّلت الثلاثاء في بلدة مجدل عنجر بالبقاع تعود إلى سوريين يقطنون مبنى واحداً، لافتاً إلى عزل المبنى، وإجراء فحص «بي سي آر» لجميع سكانه بالتعاون مع البلدية. وأشار إلى تواصله مع مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة للعمل على منع الفيروس من الوصول إلى المخيمات.
وأثارت هذه الإصابات هلعاً في بلدات بقاعية، لمنع نقل العدوى عبر المخالطين إليها. فقد أوضحت بلدية مشغرة في البقاع الغربي في بيان، أنه «بعد قيام المدعو سامر محمد الكوسة من العائلات السورية المقيمة في بلدة مشغرة بمغادرة البلدة خلال عطلة العيد وزيارة أقاربه في عنجر، قامت البلدية بمنعه من العودة إلى البلدة قبل التواصل مع الجهات الرسمية المختصة. وبناء عليه تم تسطير محضر ضبط بحقه بقيمة 250 ألف ليرة، والسماح له ولعائلته بالعودة شرط التزام الحجر المنزلي لمدة 14 يوماً على أن يخضعوا بعدها لفحص (بي سي آر)، وفي حال تبين إصابة أحدهم بفيروس (كورونا) فسيتم ترحيلهم». ودعت البلدية جميع المقيمين من اللبنانيين والأجانب إلى التزام القرارات والإجراءات الوقائية وعدم المخالفة للحفاظ على صحة الجميع. كما دعت «المواطنين إلى الإبلاغ عن أي مخالفة».
وشدد وزير الصحة حمد حسن بعد لقائه الشيخ صالح الغريب على «ضرورة تضافر الجهود في مواجهة فيروس (كورونا)، لأن مقاومة هذا الوباء تجنّب بلادنا ومجتمعنا سيناريوهات سيّئة».
من جهته، عدّ الشيخ الغريب أن «لبنان يقود معركة اقتصادية صعبة، ومن ثم أتى فيروس (كورونا)، وبإمكاناته الضعيفة والمتواضعة لا يستطيع مواجهة الخطر الكبير إلا بجهود المجاهدين والقيمين».
وعكس خلو الفحوصات في بلدة مزبود بإقليم الخروب في جبل لبنان من أي إصابات جديدة، ارتياحاً في البلدة ومحيطها. وخضع 214 شخصاً من أبناء البلدة يوم السبت الماضي للفحوصات، وأتت جميعها سلبية، بعد أن ارتفع عداد (كورونا) في مزبود إلى 17 إصابة توزعت على عدد من أحيائها.
ورغم إجراءات العزل وقرار منع التجول منذ 10 أيام، فإن الشبان خرجوا بمواكب سيارة جابت شوارع البلدة وهي تطلق أبواقها فرحاً بالنتائج.
هذا، وأعلنت وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور، في بيان، عدم تسجيل أي إصابة على مستوى القضاء بـ«كوفيد19». ولم تسجل أي حالة مشتبه بها، وما زالت 6 حالات مشتبه بها قيد الدرس والمتابعة بعد صدور 3 نتائج سلبية لمشتبه بهم، وعليه؛ فإن عدد المصابين في القضاء ما زال 43 مصاباً.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.