وزير التجهيز والإسكان التونسي لـ «الشرق الأوسط»: خطة لإنقاذ نصف مليون عامل من البطالة

الرياض تساهم في دعم الإسكان الاجتماعي

وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية التونسي المنصف السليطي (الشرق الأوسط)
وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية التونسي المنصف السليطي (الشرق الأوسط)
TT

وزير التجهيز والإسكان التونسي لـ «الشرق الأوسط»: خطة لإنقاذ نصف مليون عامل من البطالة

وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية التونسي المنصف السليطي (الشرق الأوسط)
وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية التونسي المنصف السليطي (الشرق الأوسط)

كشف وزير التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية التونسي المنصف السليطي، عن أن «نحو 4 آلاف مشروع في قطاعات البناء والطرقات والتهيئة العمرانية والصيانة تعطلت في تونس، بسبب وباء (كورونا) وقرارات الحجر الصحي العام، وإجراءات التقشف المالي التي شرعت فيها السلطات التونسية»، موضحاً أن الوزارة صرفت جزءاً من ديون المستثمرين، بهدف تجنب شلّ قطاعات تساهم في تشغيل نحو نصف مليون مواطن.
وأوضح السليطي، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه المشاريع تخصّ العاصمة تونس ومختلف محافظات البلاد، وتناهز قيمتها أكثر من 6 مليارات دينار تونسي (نحو مليارين و300 ميلون دولار)، موضحاً أن هذه المشاريع تشمل 21 مشروعاً تنموياً استراتيجياً، بينها القطب التكنولوجي في ضاحية أريانة (شرق مدينة تونس)، وملعب رياضي ومسبح في مدينة سوسة السياحية (150 كلم جنوب العاصمة)، ومبيت للطلاب في مدينة الكاف الحدودية مع الجزائر.
وبالنسبة لقطاع الأشغال العمومية في مجال الطرقات والجسور والبنية الأساسية والمسالك في المناطق الزراعية، قال الوزير إن 250 مشروعاً قيمتها نحو مليار دولار، «توقفت بسبب (كورونا)؛ بينها مشاريع كبرى انطلقت قبل أكثر من عام لإنجاز أنفاق وجسور ضخمة حول مطار تونس قرطاج الدولي، والمنطقتين الصناعية والسياحية المجاورتين له».
وتسبب تفشي فيروس «كورونا»، والإجراءات الاحترازية المترتبة عليه، خصوصاً الأوضاع الاقتصادية والطبية الاستثنائية، في توقف جميع مشاريع حماية المدن من الفيضانات، التي هي بصدد الإنجاز، وعددها الإجمالي 52 مشروعاً كانت توفر آلاف فرص العمل.
لكن الوزير التونسي قال إن «بعض هذه المشاريع استؤنف جزئياً بعد إقرار الحكومة استراتيجية الحجر الصحي الموجّه، بما سمح لآلاف العمال الذين أحيلوا إلى البطالة الفنية المؤقتة بالعودة إلى عملهم»، موضحاً أن الوزارة صرفت جزءاً من ديونها لفائدة المستثمرين، بهدف تجنب شلّ قطاع يساهم في تشغل نحو نصف مليون مواطن.
وعدّ السليطي أن من «أكبر التحديات التي تواجه الحكومة اليوم، هو إنقاذ آلاف العمالة من البطالة»، في بلد يوشك أن يخسر مئات آلاف مواطن الشغل في قطاعات السياحة والصناعات التقليدية والخدمات بعد المؤشرات السلبية مغاربياً ودولياً، بالنسبة لمواعيد استئناف الرحلات الجوية والحجوزات السياحية بسبب «كورونا».
وعن تأجيل جميع مشاريع التنمية المعتمدة في ميزانية 2020، قال السليطي لـ«الشرق الأوسط»، إن وزارته تتدخل فيما لا يقل عن ثلث ميزانية الدولة المخصصة لمشاريع التنمية، والتي يفترض أن توفر نحو نصف مليون موطن شغل، أغلبها في قطاع البناء والأشغال العامة الذي وصفه بـ«العام والاستراتيجي»، ويمثل 7 في المائة من الناتج الوطني الخام، «لكن الظروف الاقتصادية والمالية الاستثنائية التي تمر بها البلاد وبقية دول المنطقة والعالم، سوف تفرض على الحكومة إعادة النظر في أولوياتها ومخططاتها السابقة». وتزداد التخوفات في قطاع السكن الاجتماعي، الذي يعدّ نقطة قوة سياسات الدولة التونسية طوال العقود الماضية، من أن تطاله تأثيرات فيروس «كورونا» بسياسة «شد الحزام».
غير أن المنصف السليطي أوضح أن «التجهيز والإسكان» تتابع «إنجاز نحو 30 ألف مسكن اجتماعي جديد لفائدة العائلات الفقيرة، بأسعار منخفضة، بينها 10 آلاف مسكن تسند لساكني الأكواخ سابقاً».
وأشار الوزير في هذا الصدد إلى أن المملكة العربية السعودية تساهم في دعم برنامج السكن الاجتماعي التونسي، ومنحت الدولة التونسية قرضاً بقيمة 85 مليون دولار لتمويل المرحلة الثانية من البرنامج، مشيراً إلى أن الحكومة التونسية وقعت في هذا السياق 8 اتفاقيات مع الصندوق السعودي للتنمية بقيمة 200 مليون دولار.
وعن الاستثمارات الضخمة المؤجلة منذ عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، وبينها مشروع سكني سياحي تجاري ضخم يمتد على مساحة ألف هكتار في ميناء العاصمة، كانت ستنجزه مؤسسة «سماء دبي» الإماراتية، أوضح السليطي أنه عقد مؤخراً جلسات عمل بمشاركة عدد من أعضاء الحكومة، للبتّ في مصير هذه الاستثمارات، بعد نحو 10 أعوام من تعطلها.
وتوقع السليطي أن تسفر المحادثات مع المؤسسة الإماراتية عن البتّ في صيغة إنجاز هذا المشروع الضخم، الذي من المتوقع أن يساهم في توفير آلاف فرص العمل الجديدة، «وسيغير وجه العاصمة ويضاعف إشعاعها السياحي والمالي والتجاري محلياً وفي كامل المنطقة».



الأسواق الآسيوية ترتفع بفضل بيانات التضخم الأميركية وتوقعات خفض الفائدة

متعاملون بالقرب من شاشات تعرض مؤشر أسعار أسهم «كوسبي» في غرفة تداول العملات بسيول (أ.ب)
متعاملون بالقرب من شاشات تعرض مؤشر أسعار أسهم «كوسبي» في غرفة تداول العملات بسيول (أ.ب)
TT

الأسواق الآسيوية ترتفع بفضل بيانات التضخم الأميركية وتوقعات خفض الفائدة

متعاملون بالقرب من شاشات تعرض مؤشر أسعار أسهم «كوسبي» في غرفة تداول العملات بسيول (أ.ب)
متعاملون بالقرب من شاشات تعرض مؤشر أسعار أسهم «كوسبي» في غرفة تداول العملات بسيول (أ.ب)

شهدت الأسهم الآسيوية ارتفاعاً يوم الخميس، مستفيدة من صعود أسهم التكنولوجيا في «وول ستريت» خلال الليل بعد قراءة غير متوقعة لمؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، مما عزّز التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة من قِبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقبل.

وتجاوز مؤشر «نيكي» الياباني مستوى 40 ألف نقطة للمرة الأولى منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، مدعوماً بمكاسب أسهم قطاع الرقائق. كما استفاد المؤشر الذي تهيمن عليه أسهم المصدرين من ضعف الين؛ حيث قلّص المتعاملون رهاناتهم على رفع أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان في اجتماعه المقبل.

بدوره، ارتفع الدولار الأسترالي بفضل بيانات توظيف قوية فاجأت الأسواق، متعافياً من ضعفه يوم الأربعاء بعد تقرير لـ«رويترز» يفيد بأن الصين قد تدرس السماح لليوان بالانخفاض أكثر العام المقبل. وتعد الصين الشريك التجاري الأول لأستراليا، وغالباً ما يتم استخدام الدولار الأسترالي بديلاً سائلاً لليوان.

في الوقت ذاته، استقر اليوان فوق أدنى مستوى في أسبوع، بعد أن أبقى البنك المركزي الصيني نقطة المنتصف الرسمية للعملة ثابتة.

أداء الأسواق

ارتفع مؤشر «نيكي» الذي يعتمد على التكنولوجيا بنسبة 1.6 في المائة اعتباراً من الساعة 06:11 (بتوقيت غرينتش)، بينما تقدم مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 1.1 في المائة.

وفي كوريا الجنوبية، ارتفع مؤشر «كوسبي» بنسبة 1.8 في المائة، في حين ارتفع مؤشر «تايوان» القياسي بنسبة 0.6 في المائة.

وفي هونغ كونغ، قفز مؤشر «هانغ سنغ» بنسبة 1.8 في المائة، وارتفعت الأسهم القيادية في البر الرئيسي بنسبة 1 في المائة.

وفي الولايات المتحدة، ارتفع مؤشر «ناسداك» الذي يركز على التكنولوجيا بنسبة 1.8 في المائة ليغلق فوق مستوى 20 ألف نقطة للمرة الأولى، في حين ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.8 في المائة.

أمّا على صعيد الأسواق الأوروبية، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستوكس 50» بنسبة 0.1 في المائة.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة 0.3 في المائة الشهر الماضي، وهو أكبر مكسب منذ أبريل (نيسان)، لكن المحللين قالوا إن الزيادة كانت متماشية مع توقعات الاقتصاديين في استطلاع أجرته «رويترز» وليست كافية لتقويض فرص خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وقال كريس ويستون، رئيس الأبحاث في «بيبرستون»: «قراءة التضخم أشعلت شرارة في أسواق الأسهم الأميركية»، مضيفاً أن السوق شهدت إزالة ما بدا أنه آخر العقبات المتبقية أمام المعنويات، مما مهّد الطريق لانتعاش موسمي حتى نهاية العام.

ويرى المتداولون حالياً احتمالات بنسبة 97 في المائة لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماع المقبل لبنك الاحتياطي الفيدرالي في 18 ديسمبر (كانون الأول).

واستقر الدولار الأميركي بالقرب من أعلى مستوى له في أسبوعين، مدعوماً بارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية، بعدما أظهرت البيانات اتساع العجز في الموازنة الأميركية، مما دفع المتداولين إلى توخي الحذر بشأن الديون.

وارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.2890 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني). وعكس الدولار خسائره المبكرة ليرتفع 0.2 في المائة إلى 152.755 ين، بعد أن ذكرت «رويترز» أن صناع السياسات في بنك اليابان يميلون إلى تأجيل رفع أسعار الفائدة في 19 ديسمبر وانتظار المزيد من البيانات بشأن الأجور في أوائل العام المقبل.

وارتفع اليورو والفرنك السويسري أيضاً قبل تخفيضات متوقعة تصل إلى نصف نقطة مئوية من البنك المركزي الأوروبي والبنك الوطني السويسري في وقت لاحق من اليوم.

الذهب والنفط

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها في أكثر من شهر، لتسجل 2725.79 دولار للأوقية (الأونصة) للمرة الأولى منذ السادس من نوفمبر، قبل أن تتراجع قليلاً إلى 2711.24 دولار.

أما أسعار النفط الخام، فقد واصلت ارتفاعها هذا الأسبوع وسط تهديدات بفرض عقوبات إضافية على إنتاج النفط الروسي. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 27 سنتاً إلى 73.79 دولار للبرميل، في حين تم تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 70.45 دولار للبرميل، بارتفاع 16 سنتاً.