ماذا يفعل التنين الاقتصادي الصيني لتحسين صورته بعد «كورونا»؟

آلة إعلامية تحاول «خلق جدل حول مصدر الفيروس»

ماذا يفعل التنين الاقتصادي الصيني لتحسين صورته بعد «كورونا»؟
TT

ماذا يفعل التنين الاقتصادي الصيني لتحسين صورته بعد «كورونا»؟

ماذا يفعل التنين الاقتصادي الصيني لتحسين صورته بعد «كورونا»؟

تواجه الصين اتهامات دولية بالتستر على انتشار فيروس كورونا وتضليل العالم، بالتزامن مع دعوات دولية لفتح تحقيق رسمي، ومُطالبات بتعويضات مالية، باعتبار ووهان الصينية هي مصدر الفيروس الذي أغلق العالم، وحصد آلاف الضحايا، وأفقد ملايين وظائفهم.
غير أن بكين تحاول جاهدة عبر استراتيجية دعائية إعلامية، منذ انتشار الفيروس حول العالم، لتحسين سمعتها من الأضرار الفادحة التي ألحقَها الوباء بصورة النظام الصيني، ورئيسها، واقتصادها في العالم، وتفادي هزّ صور التنين الاقتصادي «كقوة عظمى إنسانية».
ترتكز هذه الاستراتيجية الدعائية على توجيه الآلة الإعلامية الصينية التي تخاطب الملايين خارج الصين لتحقيق 3 أهداف رئيسة، هي «نشر روح التفاؤل»، و«حماية صورة الصين دولياً»، و«خلق جدل حول مصدر الفيروس»، وفقاً لتحقيق نشرته مؤخرا صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، حاول تحليل محتوى وسائل الإعلام الصينية خلال الشهور الماضية.
وبحسب تحقيق الصحيفة الأميركية، فنظام الدعاية الواسع النطاق، يستهدف الأجانب خارج الصين، عبر نشر آلاف التغريدات باللغة الإنجليزية من وسائل الإعلام الحكومية والدبلوماسيين، للترويج لهذه الأهداف.
واتبعت وسائل الإعلام الصينية، سواء أكانت تلفزيونية أم عبر وسائل السوشيال ميديا، منهجاً لمحاولة إثبات أن جميع الفيديوهات التي شملت انتقادات من جانب مواطنين صينيين لحكومتهم «كاذبة وملفقة»، بينما نشرت فيديوهات لأطباء ومواطنين من ووهان يمتدحون التحرك السريع للسلطات لاحتواء الفيروس، وفيديوهات لمرضى في المستشفيات الصينية يبتهجون بالخدمات الصحية المُقدمة لهم، غير عابئين بـ«كورونا».
وسيلة أخرى اتبعتها بكين ضمن هذه الاستراتيجية، عبر تقديم مساعدات طبية لعشرات الدول، وإرسال خبراء صينيين لعدد من الدول لاحتواء الوباء، فضلاً عن مواجهة الاتهامات الأميركية بالادعاء أن أول إصابة لـ«كورونا» ظهرت في أميركا.
امتدت المواجهة الصينية لدفع بعض الحكومات الأجنبية للإشادة بجهودها في مواجهة «كورونا»، وهو ما انكشف بعدما أفصحت الحكومة الألمانية عن اتصالات صينية معها لدفعها للإشادة بجهود بكين في مواجهة «كورونا».
والحال ذاته مع الاتحاد الأوروبي الذي ضغط عليه مسؤولون صينيون لحذف انتقادات واردة في تقرير يتهم بكين بالترويج لمعلومات مغلوطة حول الوباء على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جانبها، تُنكر بكين هذه الادعاءات، وتتوعد كُل مروج لها أو منتقد لسياستها في مواجهة الوباء. وذكر المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، منذ أسابيع أن «الإصابة الأولى» بفيروس كورونا الذي باتت منظمة الصحة العالمية تعتبره جائحة، أتت من الولايات المتحدة، وليس من مدينة ووهان الصينية. وأوضح تشاو أنّ «الجيش الأميركي ربما جلب (كورونا) إلى مدينة ووهان. كونوا شفافين وانشروا ما لديكم من معلومات! الولايات المتحدة تدين لنا بتفسير».


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

روبيو: أوكرانيا ستضطر للتنازل عن أراض لصالح روسيا في أي اتفاق لإنهاء الحرب

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث مع وسائل الإعلام على متن طائرته أثناء توجهه إلى جدة بالمملكة العربية السعودية 10 مارس 2025 (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث مع وسائل الإعلام على متن طائرته أثناء توجهه إلى جدة بالمملكة العربية السعودية 10 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT

روبيو: أوكرانيا ستضطر للتنازل عن أراض لصالح روسيا في أي اتفاق لإنهاء الحرب

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث مع وسائل الإعلام على متن طائرته أثناء توجهه إلى جدة بالمملكة العربية السعودية 10 مارس 2025 (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث مع وسائل الإعلام على متن طائرته أثناء توجهه إلى جدة بالمملكة العربية السعودية 10 مارس 2025 (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إن أوكرانيا ستضطر إلى التنازل عن أراض لصالح روسيا في أي اتفاق لإنهاء الحرب.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن روبيو قوله في أثناء حديثه إلى الصحافيين على متن الطائرة خلال رحلته إلى جدة، اليوم (الاثنين)، «أهم ما يجب أن نؤكد عليه هنا هو ضرورة امتلاك أوكرانيا الإرادة للقيام بخطوات صعبة، تماما كما سيتعين على روسيا اتخاذ قرارات صعبة لإنهاء هذا الصراع أو على الأقل إيقافه بطريقة ما».
وأضاف روبيو «على كلا الطرفين أن يدركا أنه ليس هناك حل عسكري لهذا الوضع. فروسيا غير قادرة على احتلال أوكرانيا بالكامل، وفي الوقت ذاته، سيكون من الصعب جداً على أوكرانيا، في أي أفق زمني معقول، إجبار الروس على التراجع إلى مواقعهم قبل عام 2014».

وأوقفت إدارة ترمب المساعدات العسكرية لأوكرانيا عقب المواجهة الحامية بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني بسبب رفض ترمب منح كييف أي ضمانات أمنية في صفقة مقترحة تتعلق بالموارد الطبيعية لأوكرانيا.

معارضة خطاب «معادٍ» لروسيا

في سياق متصل، قال روبيو إن الولايات المتحدة ستعارض أي خطاب «معادٍ» لروسيا في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، هذا الأسبوع.

وصرّح لصحافيين أثناء توجّهه إلى جدة في السعودية لإجراء محادثات مع أوكرانيا: «في نهاية المطاف، لا يمكننا الموافقة على أي بيان لا ينسجم مع موقفنا القاضي بجلب كلا الطرفين إلى طاولة المفاوضات».

وأضاف روبيو أن الموقف لا ينطوي على «انحياز لأي طرف، بل يأتي لشعورنا بأن الخطاب المعادي يصعّب أحياناً جلب الأطراف إلى الطاولة».

وأقرّ روبيو باختلاف وجهات النظر بين الدول الأخرى الأعضاء في المجموعة؛ أي بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان.

لكنّه قال إن الولايات المتحدة «هي حالياً الجهة الوحيدة التي يبدو أنها في وضع يمكّنها من جعل محادثات كتلك ممكنة».

وأحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحوّلاً جذرياً في موقف الولايات المتحدة التي صوّتت، الشهر الماضي، إلى جانب روسيا وضد معظم حلفائها الغربيين في قرار للأمم المتحدة لم يتضمّن دعوة إلى انسحاب موسكو الكامل من أراضٍ استولت عليها في أوكرانيا.

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يتحدث مع وسائل الإعلام على متن طائرته أثناء توجهه إلى جدة بالمملكة العربية السعودية 10 مارس 2025 (رويترز)

وروبيو موجود في جدة لإجراء محادثات مع وفد أوكراني لاستكشاف مدى استعداد كييف لتقديم تنازلات، بعدما جمّد ترمب المساعدات للأوكرانيين، إثر اجتماع في البيت الأبيض شهد سجالاً حاداً بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

تستضيف كندا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع، اجتماع وزراء الخارجية في شارلوفوا في مقاطعة كيبيك، اعتباراً من الأربعاء، في حين يمارس ترمب ضغوطاً قصوى على جارة الولايات المتحدة وحليفتها.

فرض ترمب رسوماً جمركية على كندا التي يواصل الحديث عن ضمها للولايات المتحدة لتصبح «الولاية الـ51»، قائلاً إنها تعتمد بشكل غير عادل على الولايات المتحدة.

وتوقّع روبيو البحث في التوترات مع نظيرته الكندية ميلاني جولي، إلا أنه شدّد على أن الولايات المتحدة وكندا ما زالتا تتشاركان «الكثير من المصالح المشتركة» وهما منضويتان في حلف شمال الأطلسي وقيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (نوراد).

وقال: «من واجبنا أن نسعى، إلى أقصى حد ممكن، للحؤول دون أن يتأثر سلباً كل ما نعمل عليه معاً بسبب أمور نختلف بشأنها في الوقت الراهن».