يمنيون يجابهون تكتم الحوثيين برصد حالات «كورونا» إلكترونياً

يمنيون يجابهون تكتم الحوثيين برصد حالات «كورونا» إلكترونياً
TT

يمنيون يجابهون تكتم الحوثيين برصد حالات «كورونا» إلكترونياً

يمنيون يجابهون تكتم الحوثيين برصد حالات «كورونا» إلكترونياً

أسس ناشطون يمنيون مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي، تتولى نشر إحصائيات وأخبار ضحايا فيروس كورونا، وقالوا إن إنشاء هذه المجموعة المتخصصة جاء استجابة لدعوات أطلقها المئات من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي، على إثر تصاعد أعداد الوفيات في اليمن يوما بعد يوم، وهي الأعداد المرشحة للتصاعد في قادم الأيام.
وحسب القائمين على المجموعة فإنها ستخصص لنشر أخبار الوفيات والتعازي، وهو الأمر الذي سيمثل فرصة لكل الباحثين والمهتمين والنشطاء لرصد وإحصاء أعداد الوفيات يومياً بكل سهولة.
القيادي الحوثي محمد المقالح انضم إلى المنددين بإخفاء الحقائق بأعداد ضحايا كورونا وقال «عالجوا أنفسكم وابقوا في بيوتكم واتركوا المستشفيات الحكومية العاطلة لطه المتوكل (وزير الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا)».
وأضاف: «أناشد العالم فتح مستشفيات ميدانية، وأقول طاقتنا أقل من حاجتنا وأضعف من قوة المرض وسرعة انتشاره». وفي أقوى انتقاد لإخفاء الحقائق، قال القيادي الحوثي: «أنا صادق أصرخ فيكم بأعلى صوتي: الفيروس الخبيث ينتشر اليوم بينكم بسرعة ولكن بصمت، فخذوا حذركم وانتبهوا لأنفسكم إن أردتم ألا تصابوا أو تفقدوا أحد أحبتكم».
وزارة الصحة في الحكومة غير المعترف بها أصدرت تعميما تعترف فيه على استحياء بحجم الكارثة وطالبت السكان في مناطق سيطرتها بالالتزام بارتداء الكمامات عند الخروج من المنزل ولا يكون الخروج إلا للضرورة وقضاء أيام العيد في المنزل بين أطفالك وأسرتك والاكتفاء بالمعايدة عبر التليفون أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعدم التنقل بين المحافظات والمديريات أو السفر لقضاء إجازة العيد، والالتزام التام بعدم المصافحة والمعانقة والتقبيل، والاكتفاء بالسلام عن بعد.
ومع أنها أبقت أسواق القات مفتوحة باعتبارها مصدر دخل يوميا من الضرائب رغم أنها أهم أماكن التجمعات والزحام فقد طلبت من السكان تجنب الازدحامات، خصوصا في هذه الأسواق والحرص على إبقاء مسافة لا تقل عن متر مع الآخرين. وحثتهم على تجنب التجمعات الاجتماعية مثل مقايل تناول القات لدى الرجال ومجالس النساء.
تعميم وزارة الحوثيين منع الأطفال من أخذ العيدية التي تعرف محليا بـ«عسب العيد» نظرا لإمكانية انتقال الفيروس عبر العملة الورقية ومنعهم من التنقل بين منازل جيرانهم وأقاربهم للحصول على عسب وجعالة (حلويات) العيد كما هي العادات في مثل هذه المناسبات.
ومع وصول فيروس كورونا المستجد إلى أرياف محافظة إب ووفاة أكثر من عشرة أشخاص على الأقل بحسب سكان، دعا قيادي حوثي محلي يدعى ضياء الدين الكبسي وهو أيضا خطيب مسجد الضياء إلى الاختلاط وممارسة الحياة الاعتيادية، وزعم أنه لا وجود للفيروس الفتاك وأن الأمر «مجرد مؤامرة دولية تهدف إلى منع صلاة الجماعة وصلة الرحم».
وخاطب المصلين قائلا: «لا يوجد شيء اسمه كرونا، وما يتردد عن ذلك ما هو إلا مؤامرة دولية تهدف إلى منع إقامة الصلاة في المساجد وقطع صلة الرحم حتى يقع الناس في الإثم الذي يستوجب سخط الله عليهم». وقال للمصلين إن الأمر مجرد «مؤامرة دولية» وحثهم على الاختلاط والمصافحة، قبل أن يعود ليقول: «لو افترضنا وجود هذا الفيروس فإن اليمنيين محصنون ضده لأننا نتناول سموم القات التي تمنحنا مناعة ضد أي فيروس».
هذا النوع من الخطاب تزامن مع إعلان وفاة الشاب بشير العماري بعد إصابته وإصابة والده بالوباء نفسه بعدة أيام، فيما يواصل الحوثيون التكتيم على تفشي الوباء دون توفير أي خدمات صحية.
يقول أحد السكان مفضلا عدم نشر اسمه: «أصبح الناس يتمنون الموت في بيوتهم خوفاً من الذهاب إلى المستشفى».
وفي مؤشر على خطورة الجائحة سجلت حالتا إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد في منطقة ذي نعوم التابعة لمديرية السياني جنوب محافظة إب ذات الكثافة السكانية العالية، بعد يوم على وفاة ثلاثة أشخاص في منطقة الدمنة التابعة للمديرية ذاتها والأمر ذاته في منطقة «مفرق حبيش» الريفية شمال عاصمة المحافظة، حيث أغلق الحوثيون مستوصفا ريفيا بعد اكتشاف حالة إصابة مؤكدة فيه.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.