سميحة أيوب: رفضي لـ«أعمال البلطجة» وراء غيابي عن الساحة الفنية

قالت إن «المسرح الحقيقي» متعثر... والقطاع الخاص يبحث عن الأرباح فقط

سميحة أيوب  -  أيوب على أفيش مسلسل «سكر زيادة»
سميحة أيوب - أيوب على أفيش مسلسل «سكر زيادة»
TT

سميحة أيوب: رفضي لـ«أعمال البلطجة» وراء غيابي عن الساحة الفنية

سميحة أيوب  -  أيوب على أفيش مسلسل «سكر زيادة»
سميحة أيوب - أيوب على أفيش مسلسل «سكر زيادة»

قالت الفنانة المصرية الكبيرة سميحة أيوب الملقبة بـ«سيدة المسرح العربي» إن رفضها للمشاركة في أعمال تتضمن مشاهد عنف وبلطجة كان وراء غيابها عن الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة، وأكدت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن مسلسل «سكر زيادة» الذي عرض في موسم رمضان 2020 كان «نسمة لطيفة على قلب المشاهد، وصاحب رسائل تربوية مهمة»، مشيرة إلى أن الفن عبارة عن رسالة في المقام الأول، منتقدة أي صانع فن يحاول تقديم العنف والبذاءة إلى المشاهد تحت حجة «الجمهور يريد ذلك».
في البداية... كشفت سميحة أيوب سبب غيابها عن الساحة الفنية خلال السنوات الخمس الأخيرة، منذ تقديم فيلم «الليلة الكبيرة» عام 2015 قائلة: «لم أجد العمل أو السيناريو الذي يصلح لتقديمه، وبعض الأعمال عرضت علي ولكني وجدتها دون المستوى ولا ترقى للتقديم من أساسه، ورفضتها بالطبع لضعف مستواها، وحتى محتواها غير ملائم ووجدت أن بعضها قائم على فكرة الضرب والعنف والبلطجة، وأنا لا أحب الترويج لأمور كهذه في أعمالي الفنية لأن الفن في النهاية رسالة ولا بد من تقديم عمل فني ينفع الجمهور»، وأضافت: «قررت العودة بمسلسل (سكر زيادة) لأني وجدته خفيف الظل وخاليا من الإسفاف والألفاظ الخارجة أو الجارحة، ويحاول تقديم رسالة تربوية، ويبتعد تماماً عن فكرة العنف أو الضرب أو التحريض على البلطجة، فالمسلسل أشبه بجلسة لطيفة خفيفة الظل تمر كالنسمة على المشاهد، فهن نساء دمهن خفيف يحاولن تقديم رسالة جيدة للجمهور لأن كلا منهن لديها مشكلة في حياتها، ولأكون منصفة فهو لا يمكن تصنيفه أنه (عمل عظيم) ولكني أشبهه بـ(النسمة الخفيفة) على قلب المشاهد».
ولدى أيوب تحفظات عديدة على الأعمال الفنية التي تعرض عليها في الوقت الراهن، وترفضها: «فنانة مثلي بتاريخها وشخصيتها المعروفة أصبح لزاماً عليها تقديم رسالة للجمهور، فالفن هدفه الارتقاء بالجمهور وأخلاقه، وما يحدث الآن في بعض الأعمال الفنية أنها تتدنى بالذوق العام وتجذب معها الشباب والجمهور للأسفل، ومن يبرر تقديم ذلك بحجة أن (الجمهور يريد ذلك) فهو يسوق حججا غير صحيحة، فلو قدم صناع الفن الفن الجيد للناس، فسيتقبلونه بصدر رحب».
واعتبرت أيوب مسلسل «سكر زيادة» تحديا قويا لفناناته اللاتي لم يسبق لهن تقديم الكوميديا كثيراً بقولها «الفنان الحق والموهوب يمكنه أن يجسد أي دور في أي قالب، ولكنه محصور بمقتضى السيناريوهات التي تعرض عليه، فمثلاً أنا لم أقدم الكوميديا كثيراً بسبب أن المعروض الكوميدي علي كان قليلا للغاية، ولم أقدم في حياتي أي عمل كوميدي سوى مسلسل (مغامرات ذكية هانم) وشاركت في فيلم (تيتة رهيبة) مع الفنان محمد هنيدي، والذي كان يقدم رسالة تربوية في قالب خفيف وفي شكل مواقف كوميدية لطيفة، وهذا ما ينتهجه مسلسل (سكر زيادة)».
ووصفت أيوب تعاونها في المسلسل مع الفنانات نبيلة عبيد ونادية الجندي وهالة فاخر بـ«المثمر»، مشيرة إلى أن «كلا منهن أستاذة على قدر كبير من الموهبة ولم تحدث بيننا أي اختلافات، وقد تعاملت معهن باحترافية مثل مشاركتي في أي عمل فني آخر، ووجودنا معا جعل العمل ذا ثقل فني، وخصوصاً أننا كنا منسجمات معا».
مسلسل «سكر زيادة» كان اسمه في البداية «نساء من ذهب» وتم تغييره للاسم الحالي، وتدور فكرته حول 3 نساء يتعرضن للنصب، حيث يقوم صاحب الفيلا التي يقطن فيها ببيعها لكل منهن بعقد بيع منفرد، ويجدن أنفسهن في مأزق كبير ويضطررن لقبول التعايش معا في الفيلا نفسها في محاولة مستمرة كي تطرد كل منهن الأخرى من المكان باستخدام أساليب كوميدية، والعمل مقتبس عن المسلسل الأميركي Golden Girls المقدم عام 1985 في 7 مواسم كوميدية، وشاركت في بطولته كل من بيتي وايت وبيترس آرثر ورو ماكلانان وليني غرين.
وأكدت أيوب أن أمين جمال كاتب سيناريو المسلسل لم يلتزم بالنص الأميركي، قائلة «بالفعل المسلسل مقتبس عن الأميركي (فتيات من ذهب)، ولكن في السيناريو العربي استعنا فقط بالقالب العام، أما سيناريو العمل نفسه فمتوافق كلياً مع عاداتنا وأسلوبنا في الحياة الشرقية، فخرج وكأنه سهرة جميلة».
أيوب التي اشتهرت بتقديمها عدداً كبيراً من المسرحيات الناجحة والمرموقة على غرار «الساحرة» و«الإنسان الطيب» و«خيال الظل»، لم تغير رأيها فيما يقدمه «المسرح الخاص» حالياً رغم استعانتهم بكبار الفنانين، قائلة: «هي محاولات للكسب التجاري فقط، فالمتغيرات التي حدثت في المجتمع ساهمت في تغيير العملية الفنية كلها، فالمسرح تعثر بقوة، وأنا أتحفظ على ما يقدمه بعض منتجي القطاع الخاص؛ لأن المسرح الحقيقي عرض كبير ويتم مناقشته، والمسرح فن عميق جداً يرتقي بالعقل والروح، وكل ما يجري الآن مجرد محاولات للكسب التجاري ولكنها ليست لتقديم مسرح كما تعنيه الكلمة».


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.