حمّى «معركة المنسي الأخيرة» تجتاح مواقع التواصل في مصر

إشادات بإخراج الحلقة الـ28 من {الاختيار} وعرضها من دون فواصل إعلانية

لقطات من مسلسل «الاختيار»  -   مسلسل «الاختيار» بطولة الفنان أمير كرارة
لقطات من مسلسل «الاختيار» - مسلسل «الاختيار» بطولة الفنان أمير كرارة
TT

حمّى «معركة المنسي الأخيرة» تجتاح مواقع التواصل في مصر

لقطات من مسلسل «الاختيار»  -   مسلسل «الاختيار» بطولة الفنان أمير كرارة
لقطات من مسلسل «الاختيار» - مسلسل «الاختيار» بطولة الفنان أمير كرارة

احتفى عدد كبير من الفنانين والمسؤولين والمشاهدين المصريين بالحلقة الثامنة والعشرين من مسلسل «الاختيار» التي عرضت تفاصيل «معركة البرث بين ضباط الجيش المصري، والعناصر الإرهابية التي استهدفت الكمين بشمال سيناء»، (شمال شرقي القاهرة). واجتاحت حمى «معركة المنسي الأخيرة» بمسلسل «الاختيار» مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وتصدرت قوائم الأكثر بحثاً وتعليقاً واستحوذت على اهتمام عدد كبير من المصريين والمواقع الإخبارية بعد انتهاء الحلقة التي عرضت من دون فواصل إعلانية للمرة الأولى، في موسم رمضان، تكريماً لـ«لشهداء المعركة».
وساهمت تحذيرات مخرج المسلسل بيتر ميمي، قبل عرض الحلقة الـ28 من المشاهد الصادمة والموجعة بها، في إثارة اهتمام المشاهدين بتفاصيل المعركة، والتفافهم حول الشاشة لمشاهدة المعركة الأخيرة للمنسي، حيث قال ميمي على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي «رجاءً أقنعوا أهالي شهداء معركة البرث بعدم مشاهدة الحلقة الـ28، أنا أعتذر مبدئياً على صعوبة الحلقة، حاولت قدر المستطاع أقلل بشاعة ما حصل، لكن في الوقت نفسه كان من الضروري أن تعرف الناس كلها أنهم أبطال ووقفوا ودافعوا عن الأرض والكمين مع زملائهم لآخر نفس». على حد تعبيره.
ونقلت الحلقة تفاصيل المواجهة الدامية والطويلة مع العناصر الإرهابية التي حاصرت الكمين وسط الصحراء ساعات طويلة حتى وصول الدعم البري والجوي، وتميزت بمستوى إخراجي احترافي وعالٍ في نقل عمليات المواجهة المباشرة، بجانب اللقطات الإنسانية الدرامية التي أبكت الكثير من المشاهدين أمس، بحسب تعليقات بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
وحظيت الحلقة بنسب مشاهدة قياسية، بحسب خبراء مصريين، ووصفها بعض الفنانين المصريين بأنها من أهم مشاهد الأعمال التلفزيونية العربية في التاريخ،
ويتناول مسلسل «الاختيار» ويوثق قصة الضابط المصري الراحل أحمد منسي الذي «استشهد» في هجوم إرهابي في منطقة البرث بسيناء عام 2017 في قالب درامي، يتمتع باهتمام لافت من قبل قطاع كبير من المشاهدين المصريين.
وتدور الحلقة الـ28 من مسلسل «الاختيار» بطولة أمير كرارة، وأحمد العوضي، ودينا فؤاد، وتأليف باهر دويدار، وإخراج بيتر ميمي، ومن إنتاج شركة «سينرجي» تامر مرسي. بشأن تصدي وحدة في الصاعقة المصرية لهجوم إرهابي على موقع عسكري في منطقة البرث، حيث قاتل عناصر القوة حتى الرمق الأخير، قبل وصول الإمدادات إليهم.
وأعلن مخرج العمل، عن مشاركة «أبطال حقيقيين» من «معركة البرث»، ومنهم النقيب نصر، والمجند مايكل، والمجند عمر أبطال الفرافرة... وخالد علي موسى من ملحمة البرث، كما تم الإعلان عن مشاركة النجم أحمد السقا في أحد مشاهد نهاية المسلسل ضيف شرف، مستكملاً قائمة ضيوف الشرف التي شاركت في العمل، ومن بينهم محمد إمام، وعمرو سعد، وإياد نصار، ومحمد رجب، وماجد المصري، وغيرهم.
وتفاعل عدد كبير من الفنانين مع الحلقة الـ28، ونشر الفنان أحمد حلمي، صورة الشهيد أحمد المنسي، مُعلقاً عبر «تويتر»: «الله يرحمك يا قائد ويرحم كل شهدائنا»، في حين قال الفنان ماجد الكدواني مُوجهاً كلماته إلى الشهيد: «الله يرحمك يا بطل ويرحم كل شهدائنا».
كما أشاد الفنان أحمد صلاح حسني، بدور كرارة بالمسلسل، قائلاً «الله أكبر عليك يا كرارة عمل تاريخي... رحم الله شهداء الوطن... تحيا مصر»، في حين شارك الفنان أحمد السقا بجمل من حوار دار داخل الكمين: «هنعمل إيه يا فندم؟.. هنموت رجالة زي ما عيشنا يا هرم».
في السياق، قرر اتحاد الإعلاميين العرب، واتحاد المبدعين العرب، منح وسام التفرد في الإبداع لمسلسل «الاختيار». وقال أحمد نور رئيس الاتحاد، إن «هذا المسلسل جسد ملحمة وطنية عظيمة وأظهر شرف الجندية المصرية لخير أجناد الأرض وعبّر بشكل غاية في الإبداع والواقعية مدى تضحيات رجال مصر الشرفاء من أبناء القوات المسلحة من أجل الحفاظ على سلامة وأمن الوطن»، وأضاف في تصريحات صحافية، إنه «سيتم عمل حفل تكريم مهيب لكل نجوم المسلسل، على رأسهم الفنان المبدع أمير كرارة والشخصيات الحقيقية وأسر الشهداء».
ويرى نقاد فن مصريون، من بينهم محمد رفعت، أن سبب نجاح «الاختيار» في اجتذاب اهتمام الناس به، هو الأجواء العامة المصرية الغاضبة من العمليات الإرهابية في سيناء والتي كان آخرها استهداف عدد من الجنود بمدينة بئر العبد قبل أيام عدة. ويقول رفعت لـ«الشرق الأوسط»، «مستوى كتابة وإخراج المسلسل جيد جداً، وشديدة الاحترافية، كما أن دمج المشاهد الدرامية مع اللقطات التوثيقية أضفت مصداقية كبيرة على المسلسل». وساهم عرض الحلقة الـ28 من المسلسل من دون فواصل إعلانية في اندماج المشاهد مع تفاصيل المعركة، وفق رفعت الذي يؤكد أن «مسلسل (الاختيار) يعد استكمالاً للأعمال الدرامية القديمة التي تحدثت عن بطولات المصريين في الحرب ضد إسرائيل على غرار (دموع في عيون وقحة) للفنان عادل إمام، و(رأفت الهجان)، لمحمود عبد العزيز، رغم أن (الاختيار) يوثق معارك نارية ودامية».
ورغم انتقاد بعض المتابعين والنقاد للأسلوب الخطابي المباشر في بعض حلقات «الاختيار»، فإن رفعت يشير إلى أن «الأعمال الوطنية صاحبة الرسائل المحددة تستوعب ذلك»، ويرى أن مسلسل «الاختيار» امتداد ناجح لفيلم «الممر» بطولة الفنان أحمد عز، والذي حقق زخماً هائلاً وقت عرضه العام الماضي.
ويعد ثنائي المخرج بيتر ميمي مع أمير كرارة، من أبرز الثنائيات الفنية في مصر خلال السنوات الأخيرة؛ إذ حقق هذا الثنائي نجاحات عدة عبر سلسلة «كلبش»، وأفلام «حرب كرموز» و«كازابلانكا»، وغيرها.


مقالات ذات صلة

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق سهر الصايغ خلال تسلمها إحدى الجوائز (حسابها على إنستغرام)

سهر الصايغ: تمردت على دور «الفتاة البريئة»

قالت الفنانة المصرية سهر الصايغ إنها تشارك في مسلسل «أسود باهت» بدور «شغف» التي تتورط في جريمة قتل وتحاول أن تكشف من القاتل الحقيقي.

مصطفى ياسين (القاهرة )

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».