فنادق مصرية تتحدى «عزلة كورونا» وتقدم وجباتها «ديليفري»

لتقليل الخسائر الناجمة عن الإغلاق

فنادق تقدم وجباتها «ديليفري» للحد من الخسائر الاقتصادية
فنادق تقدم وجباتها «ديليفري» للحد من الخسائر الاقتصادية
TT

فنادق مصرية تتحدى «عزلة كورونا» وتقدم وجباتها «ديليفري»

فنادق تقدم وجباتها «ديليفري» للحد من الخسائر الاقتصادية
فنادق تقدم وجباتها «ديليفري» للحد من الخسائر الاقتصادية

مع إغلاق الفنادق المصرية كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس «كورونا المستجد»، ومنع تناول الطعام داخل المطاعم، عمدت بعض الفنادق والمطاعم السياحية المصرية إلى ابتكار حلول تسويقية، لتشجيع المواطنين المصريين على شراء الوجبات الجاهزة، عبر تقديم وجباتها «ديليفري» إلى الزبائن.
وتحت عنوان «في البيت» أطلق فندق «كونراد» المطل على كورنيش النيل في القاهرة خدمة توصيل وجبات الإفطار والسحور الجاهزة إلى المنزل، مع توفير خدمة التقديم الفندقي داخل المنزل، بحد أدنى ألف جنيه للطلب الواحد، (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري)، وفق إعلانات الفندق.
خدمة توصيل الوجبات للمنازل اتجهت إليها فنادق أخرى، على غرار فندق «سميراميس» بوسط القاهرة، الذي أعلن عن سبع قوائم للوجبات يمكن للشخص الاختيار منها، تبدأ أسعارها من 489 جنيهاً مصرياً للفرد، غير شاملة للضريبة وخدمة التوصيل، بحد أدنى ستة أفراد للطلب الواحد. أما فندق «سوفياتيل» الجزيرة فبلغ سعر وجبة الإفطار نحو 570 جنيهاً للفرد، تضاف عليها مائة جنيه خدمة توصيل، وتتضمن الوجبة عصيراً، ومقبلات، وطبقاً رئيسياً، وحلوى. وفي سياق المنافسة قدم فندق «فيرمونت نايل سيتي» عرضاً مختلفاً، فإضافة إلى توصيل الطلبات إلى المنازل، حاول إيجاد طريقة لفتح المطعم، عن طريق منح كل من يطلب إفطاره من الفندق، إقامة مجانية لمدة ليلة واحدة في جناح النيل بالفندق؛ لكنه اشترط ألا يقل الطلب عن أربع أفراد، كانت تكلفة الفرد الواحد تبلغ في بداية شهر رمضان 600 جنيه مصري، تم زيادتها مع منتصف الشهر إلى 750 جنيهاً، وربما تسمح هذه الطريقة للفندق بتشغيل خدمة تناول الطعام في مطعم الفندق؛ حيث لا يسمح بتشغيل المطعم إلا للنزلاء. ورداً على أسئلة العملاء أوضح الفندق أنه «يسمح بتناول الطعام في مطعم الفندق للنزلاء فقط، وأن عرض الإقامة مع كل طلب متاح لفردين بالغين وطفلين، أو أربعة أفراد بالغين».
وأغلقت جميع الفنادق والمطاعم الموجودة بها أمام الزائرين من الخارج، بقرار من وزارة السياحة والآثار في 23 مارس (آذار) الماضي، في إطار الإجراءات الاحترازية الخاصة بالحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد، مع البدء في إجراءات تعقيم هذه الفنادق، على أن تبقى المطاعم مفتوحة أمام نزلاء الفندق لحين خروج آخر نزيل.
وقد تكون هذه محاولات تسويقية جيدة بالنسبة لبعض عملاء فنادق الخمس نجوم؛ لكنها «خطوة مؤلمة» على حد تعبير الخبير السياحي أحمد عبد العزيز الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «جمهور هذا النوع من الخدمات ليس كبيراً، وبالتالي فهو لن يساهم في تغيير الوضع المؤلم والصعب الذي يعيشه قطاع السياحة والفنادق»، موضحاً أن «الفنادق تعتمد على النزلاء، وعلى البوفيه المفتوح في مطاعمها، وعدم السماح بتشغيل البوفيه المفتوح يعني زيادة أسعار الوجبات بنسبة 40 في المائة على الأقل».
وأضاف عبد العزيز أن «هذه مجرد محاولة لتشغيل جزء بسيط من الفندق؛ لكن فعلياً لن يكون لها عائد اقتصادي»؛ لكن عدداً من مسؤولي الفنادق الذين تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» أكدوا أن «الإقبال كان جيداً، وأن الزبائن كانوا سعداء بالحصول على الخدمة التي اعتادوا عليها في منازلهم».
وفي محاولة للحد من الآثار الاقتصادية لإغلاق الفنادق، اتخذت الحكومة المصرية أخيراً قراراً بإعادة تشغيل الفنادق بنسبة إشغال 25 في المائة من طاقتها، بعد تأكد التزامها بشروط الفتح التي أقرتها وزارة السياحة والآثار للحد من انتشار فيروس «كورونا». ووفقاً للبيانات الرسمية تقدم نحو 172 فندقاً بطلبات لإعادة التشغيل، تعمل وزارة السياحة والآثار حالياً على التأكد من التزامها بشروط إعادة الفتح، قبل منحها شهادة السلامة الصحية للبدء في استقبال النزلاء المصريين، عند تطبيق خطة التعايش والفتح التدريجي التي تعتزم الحكومة المصرية تطبيقها من منتصف الشهر المقبل.
وفي السياق، أثرت الإجراءات الاحترازية الخاصة بالحد من انتشار فيروس «كورونا» على المطاعم؛ حيث أصبحت خدماتها مقتصرة على خدمة التوصيل للمنازل، مع عدم السماح بتناول الطعام داخل المطعم.
حتى هذه الخدمة تأثرت بمخاوف الناس؛ حيث كان الخوف سبباً في توقف عبير محمود - وهي موظفة وأم لثلاثة أطفال - عن شراء الوجبات الجاهزة، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنها اعتادت على طلب وجبات جاهزة مرة واحدة أسبوعياً على الأقل لظروف عملها، وكانت تشتري الحلوى من الخارج؛ لكنها توقفت عن ذلك خوفاً من أن تنقل هذه الوجبات فيروس «كورونا».
واتبعت المطاعم الكبرى سياسة تسويقية مختلفة، فبدلاً من الاقتصار على تقديم خدمة توصيل الوجبات الجاهزة للمنازل، بدأت بعض المطاعم الإعلان عن إمكانية توصيل أطعمة جاهزة للطهي.
لكن هذه الخدمة لم تفلح في إقناع عبير بالعودة لشراء الوجبات الجاهزة، وتقول: «أشعر بالخوف من التواصل مع أي شخص خارج منزلي، ومن الأفضل أن أقوم بتجهيز الطعام بنفسي».
بينما تؤكد سامية محمود - وهي ربة منزل وأم لخمسة أطفال - أنها اشتاقت للوجبات الجاهزة، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «منذ بدء الأزمة لم نشترِ وجبات جاهزة من الخارج؛ لكن أولادي اشتاقوا لها، وافتقدوا فكرة تناول الطعام في المطاعم، لذلك قررت اصطحابهم لتناول طعام الإفطار في السيارة أمام أحد المطاعم التي يحبونها، كنوع من التغيير».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.