عصائر تضر بالمناعة... وتوصيات بمنع قلي الطعام

الماء مع التمر الوسيلة الأسلم بعيداً عن المشروبات المُحلاة بالسكر

بائع عصائر في العاصمة اللبنانية بيروت يرتدي قناعاً واقياً خوفاً من فيروس كورونا (أرشيفية - إ.ب.أ)
بائع عصائر في العاصمة اللبنانية بيروت يرتدي قناعاً واقياً خوفاً من فيروس كورونا (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

عصائر تضر بالمناعة... وتوصيات بمنع قلي الطعام

بائع عصائر في العاصمة اللبنانية بيروت يرتدي قناعاً واقياً خوفاً من فيروس كورونا (أرشيفية - إ.ب.أ)
بائع عصائر في العاصمة اللبنانية بيروت يرتدي قناعاً واقياً خوفاً من فيروس كورونا (أرشيفية - إ.ب.أ)

انشغلت الأوساط الاجتماعية المختلفة في جميع أنحاء العالم منذ الإعلان عن «كوفيد - 19» بجميع المحفزات التي تستهدف تقوية مناعة جسم الإنسان، سواء بالطعام أو المشروبات، لكن أحداً لم يلتفت كثيراً إلى العادات الغذائية التي من شأنها إضعاف هذه المناعة، خاصة في ظل شهر رمضان الكريم والإقبال على أنواع معينة من العصائر والمأكولاتتم ربما يكون من الأفضل تجنبها.
ورغم فوائد الصيام على صحة الإنسان، إلا أن الأمر مرهون بنوعية ما يتناوله في الإفطار والسحور، وهنا كشف الأطباء عن قائمة من المحظورات التي ربما تضع الجسم أمام خطر ضعف المناعة، خاصة مع تناول المشروبات الرمضانية المعتادة، مثل الكركديه والتمر هندي وقمر الدين.
وتقول الدكتورة فرح حسين، استشارية التغذية العلاجية، وعضو الاتحاد الأوروبي والمصري للتغذية الإكلينيكية لـ«الشرق الأوسط»: «تكمن خطورة هذه المشروبات في كمية السكر المستهلكة للتحلية»، كما تضم قائمة المحظور المشروبات الغازية والعصائر المُحلاة بطرق غير طبيعية.
وتضيف: «تحتوي هذه المشروبات على السكر والمواد الحافظة ومكسبات الطعم وأيضاً الألوان الصناعية، وجميعها مركبات تضر بالمناعة».
وعن العلاقة بين السكر والمناعة، أوضح الدكتور عمر ممدوح، اختصاصي تغذية علاجية ورياضية، أن «منظمة القلب الأميركية توصي باستهلاك 35 غراما من السكر للرجال، و25 غراما للنساء يومياً»، لافتاً إلى أن «استهلاك كمية أكبر من ذلك قد يضعف مناعة الإنسان، عن طريق ضعف الكبد، والتأثير سلباً على الخلايا اللمفاوية المسؤولة عن مواجهة الفيروسات والبكتيريا»، كذلك السكر له علاقة مباشرة بالسمنة التي بدورها تضعف المناعة، حسب دراسة نشرها المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية NCBI.
يشير الحديث السابق إلى أن رمضان هذا العام، والذي نواجه خلاله جائحة هي الأولى من نوعها، يجب أن تتغير عاداته الغذائية. وتنصح الدكتورة فرح باستبدال مشروبات الإفطار الكلاسيكية بكوب من الماء مع حبات من التمر، وتوضح: «التمور من الأطعمة الغنية بالألياف التي تجهز المعدة لتناول الأكل بعد ساعات الصيام، كذلك تمد الجسم بالطاقة بفضل السكر الطبيعي، فضلاً عن دورها في تعزيز المناعة».
وأن رفع كفاءة الجسم لمقاومة الأوبئة والفيروسات مهمة متشابكة لن تتحقق بخفض السكر فحسب، ويرى الدكتور ممدوح أن «المناعة هي منظومة معقدة، لا أستطيع قول أنه يوجد نوع محدد من الأغذية يُعززها، لكنها تتطلب نظاما غذائيا سليما ومتكاملا، ينعكس في استهلاك كمية مناسبة من السعرات الحرارية من خلال حصص متوازنة من الخضراوات الفاكهة على وجه الخصوص، لما تحتويه هذه الأطعمة من فيتامينات ومعادن ومضادات للأكسدة».
ويمكن تطبيق هذه المعادلة الصحية من خلال ترتيب وجبة الإفطار الرئيسية لأنها الأهم، وتنصح الدكتورة فرح بالبدء بالحساء الدافئ، وترى أن «الحساء هو فرصة ذهبية لمد الجسم بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، لا سيما مع التنويع في الوصفات الغنية بالخضراوات، مثل الكوسة، البروكلي، العدس وأيضاً الوصفات الغنية بالبروتين النباتي مثل شوربة المشروم».
في المقابل، حذرت فرح من أنواع الحساء المجهزة لما تحتويه من أملاح ومواد اصطناعية بهدف إضافة مذاق. فبعد الحساء يفضل تناول السلطة المُضاف لها الليمون وزيت الزيتون بدلاً من الخلطات المُجهزة، وترى أن هذا المزيج «يعزز امتصاص الجسم لمادة الليكوبين، وهي من أقوى مضادات الأكسدة التي ترفع مقاومة الجسم للأوبئة». وبعد الحساء يأتي دور الطبق الرئيسي من البروتين ثم النشويات في نهاية الوجبة.
رفع المناعة لا يرتبط بنوع الأطعمة فحسب، بينما طريقة الطهي لها دور في ذلك، وتنصح استشاري التغذية العلاجية، فرح «من الأفضل للمناعة والوزن أن نعتمد طرق الطهي الصحية مثل السلق، الشواء، أو التسوية داخل الفرن «روستنج»، كذلك أجهزة القلي بتقنية الهواء الساخن»، أما طرق القلي داخل الزيت الغزير فتعد من أخطر الطرق لما تحتويه من دهون مهدرجة.
جرت العادة على تناول أطباق الحلوى الرمضانية مثل الكنافة والقطائف بين الإفطار والسحور، لكن هذه الأنواع مُكتظة بالسكر والدهون، ورغم ذلك يرى دكتور عمر ممدوح أنه لا داعي للمنع، ويقول: «الممنوع مرغوب، لا سيما أننا خلال العزل ربما نلجأ للأكل كطريقة للهروب من الملل والقلق»، لكنه نصح بتناول الحلوى الرمضانية مرتين فقط خلال الأسبوع، على ألا تتخطى الحصة حجم كف اليد.
وتتفق الدكتورة فرح مع هذا الرأي، بينما تضيف: «يمكن أن نستمتع بروح الشهر الكريم وأكلاته الشهية من خلال تناول الفاكهة المجففة أو المعروفة بـ«الياميش» أو كمية من المكسرات، فهي مخزن للمعادن ومضادات الأكسدة».
أما وجبة السحور فهي الفرصة الذهبية لتناول الأطعمة الخارقة «السوبر فوود».
وترجع هذه التسمية إلى قيمتها الغذائية التي تعزز جهاز المناعة. وتشمل هذه الأطعمة أغلب أنواع الخضراوات والفاكهة مثل الخضراوات الورقية، البروكلي، الأفوكادو، الموز، أيضا المكسرات والدهون الصحية مثل زبدة الفول السوداني، حسب رأي الدكتورة فرح. وتقول: «هذه الأطعمة لا تمد الجسم بجرعة وافية من الفيتامينات والمعادن فحسب بينما بعضها غني بالماء يوفر الترطيب اللازم خلال ساعات الصيام».


مقالات ذات صلة

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)
صحتك كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أكثر عرضة لانخفاض مستويات العناصر الغذائية الرئيسية في نظامهم الغذائي (أ.ف.ب)

الوحدة تخفض مستويات العناصر الغذائية الأساسية بأجسام كبار السن

قال علماء إن كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو المعزولين اجتماعياً هم أكثر عرضة لانخفاض مستويات العناصر الغذائية الرئيسية في نظامهم الغذائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي طفل يعاني سوء تغذية في مستشفى «ناصر» بخان يونس يوم 10 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

«يونيسيف» تحذر: 77 مليون طفل في الشرق الأوسط يعانون سوء التغذية

حذَّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن ما لا يقل عن 77 مليون طفل ويافع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعانون شكلاً من أشكال سوء التغذية.

«الشرق الأوسط» (عمان)
يوميات الشرق المستشار الألماني أولاف شولتز تناول الطعام مع فريق بلاده في القرية الأولمبية بباريس (أ.ف.ب)

أطعمة صديقة للبيئة وأثاث غير مريح يثيران الانتقادات في القرية الأولمبية بباريس

للطعام الفرنسي سمعة شهية تخطت الحواجز والثقافات، ولذلك عندما يشتكي الرياضيون المشاركون في أولمبياد باريس من مستوى الطعام، يصبح الأمر مثاراً للتعجب. فعلى الرغم…

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك صورة لحساء القرع والفاصولياء من بيكسباي

3 أغذية تسهم في إطالة العمر

هل أنت مستعد للحصول على صحة أفضل؟ إليك طرق ينصح بها الخبراء تسهم في إطالة العمر بنمط تغذية سليم

كوثر وكيل (لندن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
TT

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)
من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

كشفت دراسة بريطانية عن أنّ الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند بلوغهم سنّ السابعة.

وأشارت الدراسة التي قادتها جامعة أدنبره بالتعاون مع جامعتَي «نورثمبريا» و«أوكسفورد» إلى أهمية مراقبة تطوّر التنظيم العاطفي لدى الأطفال في مرحلة مبكرة من حياتهم، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Development and Psychopathology».

والتنظيم العاطفي لدى الأطفال هو القدرة على إدارة مشاعرهم بشكل مناسب، مثل التعبير الصحّي عن المشاعر والتحكُّم في الانفعالات القوية منها الغضب والحزن، ويساعدهم ذلك على التفاعل إيجابياً مع الآخرين والتكيُّف مع التحدّيات اليومية.

أمّا اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهو حالة تؤثّر في قدرة الفرد على التركيز والتحكُّم في الانفعالات والسلوكيات، ويتميّز بصعوبة في الانتباه، وفرط النشاط، والاندفاعية، ويظهر في الطفولة وقد يستمر إلى البلوغ، مع عوامل وراثية وبيئية وعقلية تسهم في حدوثه.

وأوضح الباحثون أنّ دراستهم الجديدة تُعدّ من أوائل البحوث التي تستكشف العلاقة بين أنماط تنظيم المشاعر في المراحل المبكرة من الطفولة والصحّة النفسية في مرحلة المدرسة. فقد حلّلوا بيانات نحو 19 ألف طفل وُلدوا بين عامي 2000 و2002. واستندت الدراسة إلى استبيانات ومقابلات مع أولياء الأمور لتقويم سلوكيات الأطفال الاجتماعية وقدرتهم على تنظيم مشاعرهم.

واستخدموا تقنيات إحصائية لفحص العلاقة بين مشكلات المشاعر والسلوك وأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند سنّ السابعة.

وتوصل الباحثون إلى أنّ الأطفال الذين يُظهرون استجابات عاطفية شديدة ويتأخرون في تطوير القدرة على تنظيم مشاعرهم يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والمشكلات السلوكية والانطوائية، مثل القلق والحزن.

وأظهرت النتائج أنّ هذه العلاقة تنطبق على الجنسين، حتى بعد أخذ عوامل أخرى في الحسبان، مثل وجود مشكلات نفسية أو عصبية مسبقة.

وقالت الدكتورة آجا موراي، من كلية الفلسفة وعلم النفس وعلوم اللغة بجامعة أدنبره، والباحثة الرئيسية للدراسة: «تُكتَسب مهارات تنظيم المشاعر في سنّ مبكرة وتزداد قوة تدريجياً مع الوقت، لكنّ الأطفال يختلفون في سرعة اكتساب هذه المهارات، وقد يشير التأخُّر في هذا التطوّر إلى احتمال وجود مشكلات نفسية أو عصبية».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «تشير نتائجنا إلى أنّ مراقبة مسارات تطوُّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال يمكن أن تساعد في تحديد مَن هم أكثر عرضة للمشكلات النفسية في المستقبل».

ويأمل الباحثون أن تُسهم هذه النتائج في تطوير برامج وقائية تستهدف الأطفال في المراحل المبكرة من حياتهم، لتقليل احتمالات تعرّضهم لمشكلات نفسية وسلوكية عند الكبر.