جائحة وأوبئة تحاصر اليمنيين وتفاقم كابوساً بدأ بالانقلاب الحوثي

تقديرات معدل وفيات «كوفيد ـ 19» تثير قلقاً أممياً

يمني يرتدي كمامة يسير ومن ورائه مباني المدينة القديمة في صنعاء (إ.ب.أ)
يمني يرتدي كمامة يسير ومن ورائه مباني المدينة القديمة في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

جائحة وأوبئة تحاصر اليمنيين وتفاقم كابوساً بدأ بالانقلاب الحوثي

يمني يرتدي كمامة يسير ومن ورائه مباني المدينة القديمة في صنعاء (إ.ب.أ)
يمني يرتدي كمامة يسير ومن ورائه مباني المدينة القديمة في صنعاء (إ.ب.أ)

«خمس عشرة جثة دفناها في ليلة واحدة وفي مقبرة واحدة داخل صنعاء». بهذه العبارة يلخص حفار للقبور في إحدى مقابر العاصمة اليمنية الوضع مع تفشي وباء كورونا، وتكالب خليط من الأوبئة تهدد حياة الملايين.
ورغم استمرار الحوثيين في التغطية على حقيقة أعداد الإصابات بفيروس كورونا والوفيات، فإن المقابر تستقبل يومياً عشرات الجثث التي يتم دفنها بمعرفة سلطة الانقلاب بعيداً عن أسرهم.
يقول حفار قبور في مقبرة «ماجل الدمة» بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، إنهم دفنوا ليلة أمس 15 جثة في ليلة واحدة في هذه المقبرة «في حين تسابقت عائلات على نشر أخبار أقاربها بهذا الفيروس في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي».
وفي اليمن، من الممكن تغييب كل أطياف المجتمع عن الحقيقة، إلا حفار القبور، فهم أكثر شريحة تعرف وتلحظ ازدياد عدد الموتى، وهو ما يعني أن شيئاً استثنائياً يحدق بالبلاد.
مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن قال أمس إنه وخلال الأسبوع الماضي حتى 16 مايو (أيار) تم الإعلان عن 91 حالة أخرى مؤكدة، بزيادة قدرها 325 في المائة تقريباُ عن الأسبوع السابق عندما تم الإبلاغ عن 28 حالة مؤكدة، وذكر في تقريره أن عمليات البحث عن مصابين مستمرة، على الرغم من وجود تحديات في الوصول والأمن في بعض المناطق، مفصلاً حالات الإصابة بفيروس كورونا في محافظات: عدن، وحضرموت، وتعز، ولحج، وأبين، والمهرة، وشبوة، ومأرب والضالع وفي مدينة صنعاء. وقال إن معدل وفيات الحالات مرتفع بشكل مثير للقلق؛ إذ يبلغ 15.9 في المائة.
وتعمل وكالات الأمم المتحدة على مساندة الإدارة الفعالة للتعامل مع الإصابات ودعم قطاع الصحة العامة، وزيادة الوعي، حيث يتوقع أن يصيب الفيروس نحو 16 مليون نسمة. كما يتوقع أن يتسبب الفيروس في وفاة عشرات الآلاف.
ولأن اليمنيين الذين تسبب انقلاب الحوثيين بجعل 24 مليون شخص منهم يعيشون على المساعدات ونصفهم باتوا على حافة المجاعة، يواجهون تكالب الأوبئة المتعددة عليهم لتكمل مأساة ما بدأه الحوثيون من تنغيص لحياة اليمنيين وتحويلها إلى جحيم.
وفي طليعة هذه الأوبئة فيروس كورونا، والكوليرا، والملاريا، والضنك، وحمى شيكونغينا، ويزيد من الإصرار على قتلهم رفض سلطات الانقلاب الكشف عن حقيقة أعداد الإصابات بفيروس كورونا وعدد الوفيات واتخاذ إجراءات عملية للحد من انتشاره.
ووفق ما قاله ثلاثة من أطباء في مستشفى الكويت ومستشفى زايد في صنعاء المخصصَين لعلاج المصابين بفيروس كورونا، فإن هذين المستشفيين لم يعودا قادرين على استقبال المزيد من الضحايا، وأن الحوثيين يقومون يومياً بدفن الضحايا من دون حضور أسرهم.
وفي موقف يعكس مدى الضيق من إصرار الميليشيا على رفض إعلان أعداد الضحايا خرج محمد المقالح، القيادي فيما تسمى اللجنة الثورية التابعة للانقلابيين، واتهم وزارة الصحة في الحكومة غير المعترف بها بقتل طبيب شهير من أطباء الميليشيا، وقال «مقتل الدكتور أحمد المؤيد مالك ومدير مستشفى المؤيد إحراج كبير لوزير الصحة»، في حين تساءلت الناشطة المعروفة منى لقمان عما يجري في هذا المستشفى الواقع في حي الجراف، وهو الحي الذي حولته ميليشيا الحوثي إلى منطقة مغلقة أشبه بالضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية، وقالت «أحد أطباء المستشفى يرقد بالعناية المركزة مصاباً بـ(كورونا)، والمستشفى بمن فيه من مرضى وموظفين وأطباء وصحيين في وضع الحجر الصحي وممنوعون من الخروج وحراسة أمنية مشددة على المستشفى، الحوثيون‬ يتسببون في كارثة في ‫صنعاء ومنظمة الصحة العالمية ولا كلمة».
وفي محافظة إب التي تحتل المرتبة الثانية بعد صنعاء في انتشار فيروس كورونا في مناطق سيطرة الحوثيين يورد السكان روايات مرعبة عن وفيات متتالية لأفراد من أسرة واحدة كما حدث مع أسرة الدكتور يسري مجلي الذي فارق الحياة بعد يومين على وفاة والده بهذا الفيروس، إلا أن حجم الكارثة جعل السكان ينسجون قصصاً خيالية عن حقن يتم إعطاؤها للمرضى الذين يتم إدخالهم مستشفى جبله الذي خصص لعلاج المصابين بفيروس كورونا، وأن هؤلاء يفارقون الحياة بعد إدخالهم المستشفى بيومين.
وفي الحديدة الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي يتحدث السكان عن تفشي الوباء بصورة مخيفة ويقولون إن التكتم عليه يزيده سوءاً، في حين أكد مصدران طبيان لـ«الشرق الأوسط»، أن يوم أمس سجل أربع حالات وفاة بفيروس كورونا وأن الحوثيين قاموا بدفنهم فجراً.
ويورد أحد الأطباء قصة شاب كان يعاني من مرض الربو، ويحتاج بين فترة وأخرى إلى تنفس صناعي، وأن والدته ذهبت به وشقيقه الآخر الذي يعاني من القلب، إلى مستشفى السلخانة، وبعد وقت قصير أبلغوها بوفاة ابنها، وتم فرض الحجر الصحي عليها وعلى ولدها الآخر، ولم يكتفوا بذلك، بل قاموا بإرسال قوات من الأمن إلى الحي الذي تسكنه الأسرة لتطويق المنزل تحت مبرر فرض الحجر المنزلي.
ولأن الكوليرا تزاحم فيروس كورونا، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنها رصدت نحو 112 ألف حالة يشتبه بإصابتها بوباء الكوليرا في اليمن، منذ مطلع العام الحالي. وذكرت أنه «منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، بلغ عدد الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا في اليمن 112 ألفاً و851 حالة».
وأن «من هذه الحالات 56 حالة مؤكدة مخبرياً و29 حالة وفاة مرتبطة» تم رصدها في 200 مديرية في اليمن من أصل 333، وقالت إنه و«استجابة لذلك دعمت 138 مركزاً لعلاج الإسهال و58 نقطة لمعالجة للجفاف، ومعظمها في مناطق متأثرة».
أما في عدن، حيث تتخذ الحكومة موقفاً مغايراً لمواقف الميليشيا وتعلن إحصائية يومية لعدد المصابين بفيروس كورونا في المناطق المحررة، وتؤكد أنها لا تجزم بالوصول إلى كل المصابين؛ فقد أظهرت إحصائية لأحد المراكز الخيرية لعلاج الحميات أن المصابين بحمى الضنك والملاريا وغيرهما يفوقون أعداد المصابين بفيروس كورونا
وذكر مركز الطوارئ الخيري لعلاج الحميات بمستشفى الكوبي، أنه استقبل في يوم واحد خلال هذا الأسبوع 502 حالة مصابة بالحميات المنتشرة بعدن، وأنه سجل 17 وفاة أغلبها لأشخاص كانوا يعانون من التهابات في الجهاز التنفسي وبعضها وصل بحالة متدهورة.
وتوزعت الحالات وفقاً لإحصائيات المركز 49 حالة إصابة بالملاريا و134 إصابة بحمى الضنك و131 بحمى شيكونجونيا المعروفة محلياً باسم المكرفس و88 حالة إصابة بالتهاب الجهاز التنفسي و44 حالة اشتباه بفيروس كورونا.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.