بيلوسي تتهم ترمب بخرق القانون في إقالة المفتش العام

تجدد الضغوط على بومبيو لخوض سباق مجلس الشيوخ

تسريبات أظهرت أن المفتش العام (في الصورة) كان يجري تحقيقاً حول وزير الخارجية مايك بومبيو شخصياً (أ.ف.ب)
تسريبات أظهرت أن المفتش العام (في الصورة) كان يجري تحقيقاً حول وزير الخارجية مايك بومبيو شخصياً (أ.ف.ب)
TT

بيلوسي تتهم ترمب بخرق القانون في إقالة المفتش العام

تسريبات أظهرت أن المفتش العام (في الصورة) كان يجري تحقيقاً حول وزير الخارجية مايك بومبيو شخصياً (أ.ف.ب)
تسريبات أظهرت أن المفتش العام (في الصورة) كان يجري تحقيقاً حول وزير الخارجية مايك بومبيو شخصياً (أ.ف.ب)

تفاعلت قضية إقالة المفتش العام في وزارة الخارجية، ستيف لينيك، بشكل متسارع، في ظل الكشف عن معلومات تشير إلى احتمال أن يكون سبب الإقالة انتقامياً. فعلى الرغم من أن البيت الأبيض عزا سبب الإقالة إلى فقدان الثقة بلينيك، إلا أن بعض التسريبات أظهرت أن المفتش العام كان يجري تحقيقاً حول وزير الخارجية مايك بومبيو شخصياً، وأن الرئيس الأميركي طرده لهذا السبب.
أنباء أثارت غضب الديمقراطيين والجمهوريين، على حد سواء، فتدافع هؤلاء لانتقاد قرار البيت الأبيض، مطالبين بتوضيحات لأسباب الطرد. ولم يقتصر الأمر على هذا، بل اعتبرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، أن الإقالة غير قانونية في حال تمت بسبب نزعات انتقامية. وقالت بيلوسي: «يحق للرئيس طرد أي موظف فيدرالي، لكن إذا ما ثبت أن قرار الطرد جاء كرد انتقامي على تحقيقات المفتش العام، فالقرار قد يكون غير قانوني». ودعت بيلوسي، البيت الأبيض، إلى الالتزام بالقانون، وتبرير الإقالة للكونغرس، مشيرة إلى أن الجمهوريين يشاركونها في قلقها حيال خلفيات قرار ترمب.
وبالفعل، فقد أعرب عدد من الجمهوريين الذين عرفوا بولائهم للرئيس الأميركي عن قلقهم من القرار، فقال رئيس اللجنة المالية في مجلس الشيوخ تشاك غراسلي: «الكونغرس يتطلب أسباباً مكتوبة لتبرير إقالة أي مفتش عام. وغياب الثقة بالمفتش ليس سبباً وافياً، الكونغرس بحاجة للمزيد من التفاصيل». موقف دعمته السيناتورة الجمهورية سوزان كولينز، التي غرّدت: «أن الرئيس لم يوفّر التبريرات المطلوبة بحسب القانون لإقالة المفتش العام»، وذلك في إشارة إلى القانون الذي أقّر في عام ٢٠٠٨، والذي يلزم الرئيس بتقديم تبريرات كتابية للكونغرس تفصّل الأسباب المحيطة بإقالة أي مفتش عام قبل ٣٠ يوماً من تطبيق القرار. وقد أكّد البيت الأبيض أن ترمب اتخذ القرار بناءً على توصية بومبيو، وقال مستشار ترمب بيتر نافارو، إن الرئيس الأميركي لديه الصلاحية الكاملة لإقالة لينيك، مضيفاً: «لينيك كان جزءاً من (الدولة العميقة)، وسوف يكون هناك شخص أفضل لهذا المنصب، شخص أكثر ولاء، ليس للرئيس بالضرورة، بل لأجندة ترمب». لكن نافارو لم يجب على الاتهامات القاضية بأن قرار الإقالة جاء بعد أن بدأ لينيك تحقيقاً ببومبيو بسبب طلبه من موظف في الخارجية، وبعض عناصر الأمن الدبلوماسي التابع له، القيام بوظائف شخصية، كتنزيه كلبه، وتوصيل طلبات طعام من مطاعم مختلفة، واستلام ملابسه من المصبغة. وقد أبلغ مسرّب الكونغرس بهذه التحركات قائلاً إن عناصر الأمن اشتكوا من الموضوع، ووصفوا أنفسهم بأنهم «خدمة مسّلحة لتوصيل الطعام». كما قال المسرّب إن زوجة بومبيو وابنه طلبا من موظفي الخارجية القيام بخدمات مماثلة.
ومع تفاعل القضية بشكل متسارع، طالبت القيادات الديمقراطية في مجلسي الشيوخ والنواب، الإدارة، بتسليم كل الملفات المرتبطة بطرد لينيك في مهلة أقصاها يوم الجمعة. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إليوت إنغل، وكبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب مننديز، في بيان، «إن قرار البيت الأبيض الذي يهدف لحماية الوزير بومبيو من المحاسبة، يهدد مؤسساتنا الديمقراطية، وقد يشكل فعلاً انتقامياً غير قانوني».
وقال كل من مننديز وإنغل إن لجنتيهما ستنظران في فتح تحقيق رسمي في ممارسات بومبيو، تحديداً في «استغلال» وزير الخارجية لموظف فيدرالي في الوزارة، للقيام بخدمات شخصية له ولزوجته، على وصف مصدر ديمقراطي في مجلس الشيوخ.
هذا ولم تعلن القيادات الجمهورية عن أي نية لها بفتح تحقيق في هذا الملف، خصوصاً في ظل محاولات زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل، إقناع بومبيو بخوض سباق مجلس الشيوخ عن ولاية كنساس. ويعلم مكونيل جيّداً التأثير الكبير الذي قد تحدثه تحقيقات من هذا النوع على مستقبل بومبيو السياسي، لهذا فمن المستبعد أن يتم تصعيد القضية في المجلس. وعلى الرغم من أن بومبيو أعلن في السابق أنه غير مهتم بالترشح للمنصب، إلا أن زياراته المتواصلة للولاية تثبت العكس، إضافة إلى تجدد الضغوطات عليه للترشح بسبب تخوف الجمهوريين من خسارتهم للأغلبية في مجلس الشيوخ. وعلى ما يبدو، فإن الرئيس الأميركي انضم مؤخراً إلى لائحة المطالبين لبومبيو بخوض السباق. ولا يزال أمام وزير الخارجية فترة أسبوعين تقريباً لحسم موقفه، نظراً لأن المهلة الأخيرة لتقديم طلبات الترشح في الولاية هي في الأول من يونيو (حزيران).


مقالات ذات صلة

ترمب يعين كاري ليك مديرة «فويس أوف أميركا»... ماذا نعرف عنها؟

الولايات المتحدة​ كاري ليك إلى جانب دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في فيندلاي تويوتا أرينا في بريسكوت فالي، أريزونا، في 13 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

ترمب يعين كاري ليك مديرة «فويس أوف أميركا»... ماذا نعرف عنها؟

عيَّن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الأربعاء كاري ليك التي رفضت نتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 حين فاز جو بايدن مديرة جديدة لمؤسسة «فويس أوف أميركا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الملياردير الأميركي إيلون ماسك يظهر إلى جانب الرئيس المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

الأول بالتاريخ... فوز ترمب يساعد ماسك على تحقيق ثروة تتخطى 400 مليار دولار

أصبح إيلون ماسك أول شخص في التاريخ تبلغ ثروته 400 مليار دولار (314 مليار جنيه إسترليني) بعد زيادة ثروته منذ فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ريتشارد غرينيل مسؤول المخابرات السابق الذي يفكر ترمب في تعيينه مبعوثا خاصا لإيران (أرشيفية)

ترمب يدرس تعيين ريتشارد غرينيل مبعوثا خاصا لإيران

قال مصدران مطلعان على خطط انتقال السلطة في الولايات المتحدة إن الرئيس المنتخب دونالد ترمب يدرس الآن اختيار ريتشارد غرينيل ليكون مبعوثا خاصا لإيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مدير «إف بي آي» كريستوفر راي (أ.ب)

مدير «إف بي آي» سيستقيل قبل تنصيب ترمب

 قالت شبكة «فوكس نيوز»، الأربعاء، إن مدير مكتب التحقيقات الاتحادي كريستوفر راي سيستقيل من منصبه في وقت ما قبل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

تقرير: «تايم» ستختار ترمب «شخصية العام»

قال موقع «بوليتيكو» على الإنترنت، اليوم (الأربعاء)، نقلاً عن 3 مصادر مطلعة، إنه من المتوقع أن تختار مجلة «تايم» دونالد ترمب «شخصية العام».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.