تحقيق في الكونغرس حول إقالة ترمب مفتشاً بالخارجية

TT

تحقيق في الكونغرس حول إقالة ترمب مفتشاً بالخارجية

أطلق أعضاء ديمقراطيّون في الكونغرس تحقيقاً برلمانيّاً في إقالة الرئيس دونالد ترمب لمفتّشٍ في وزارة الخارجيّة كان يجري تحقيقاً داخليّاً حول وزير الخارجيّة مايك بومبيو.
وأعلن كلّ من إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجيّة بمجلس النوّاب، وبوب مينينديز العضو الديمقراطي بمجلس الشيوخ، الليلة قبل الماضية، فتح التحقيق في إقالة ترمب لستيف لينيك المفتّش العام لوزارة الخارجيّة.
وقال إنغل ومينينديز في بيان إنّهما يعترضان «بشكل مطلق على أن يتمّ إقصاء مفتّشين عامّين لأسباب سياسيّة». وأضافا أن لينيك كان يحقّق في شكاوى تفيد بأنّ بومبيو قد يكون استغلّ سلطات مسؤول كبير ليؤدّي مهمّاتٍ شخصيّة له ولزوجته. كما طالب المسؤولان الديمقراطيّان بأن يحتفظ كبار المسؤولين الحكوميّين بجميع الوثائق المتعلّقة بهذه الإقالة وأن يحيلوها إلى اللجان المكلّفة التحقيق بحلول يوم الجمعة المقبل.
وكثيراً ما يُسافر بومبيو إلى مختلف أنحاء العالم على متن طائرة حكوميّة مع زوجته سوزان بومبيو، وهو الأمر الذي يُثير الاستياء لأنها لا تتمتّع بأيّ صفة أو دور رسمي.
وكانت الخارجية الأميركية قد أكّدت أول من أمس أنّ لينيك أقيل، دون أن تذكر السبب. وهذه ثالث مرّة يُقيل ترمب شخصاً يراقب أعمال الحكومة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وندّد الديمقراطيون بما اعتبروه نمطا مثيرا للقلق من جانب الرئيس يقوض جهات المراقبة المستقلة تقليديا.
وقال إنغل إنّه علم بأنّ لينيك باشر تحقيقا حول بومبيو، مضيفا أن «إقالة لينيك في أوج تحقيق من هذا النوع يوحي بشدة بأن الأمر يتعلق بعمل انتقامي غير قانوني».
وأوضح مساعد أحد النواب الديمقراطيين في الكونغرس طالبا عدم كشف هويته، أن لينيك كان يحقق في شكاوى تفيد بأن بومبيو استغل شخصا عينته السلطة السياسية، ليؤدّي مهمّات شخصيّة له ولزوجته. ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية أن بومبيو نفسه هو الذي أوصى بإقالة لينيك وهو الذي اختار ستيفين أكارد، المساعد السابق لنائب الرئيس مايك بنس ليخلف لينيك.
وبموجب القانون، يتوجب على البيت الأبيض أن يعطي الكونغرس إشعارا قبل 30 يوما من اعتزامه إنهاء عمل مفتش عام رسميا، ما يمنح النواب وقتا لدرس الأمر والاحتجاج على القرار. لكنّ عمليّات الإقالة السابقة مرّت بلا عوائق تذكر، وتم استبدال مفتّشين طردوا سابقا من خلال أنصار سياسيّين للرئيس. وذكرت «سي إن إن» العام الماضي أن مخبرا اشتكى من أن جهاز الأمن الدبلوماسي المكلف الحماية خلال الرحلات عليه الاهتمام بكلب العائلة مثلا أو الوجبات الغذائية.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن لينيك «عوقب لأنه قام بواجبه بنزاهة في حماية الدستور وأمننا القومي». أضافت «على الرئيس الكف عن عادة الانتقام من الموظفين الحكوميين الذين يعملون من أجل الحفاظ على سلامة الأميركيين، لا سيما خلال هذه الفترة من حالة الطوارئ العالمية».
وكان الرئيس السابق باراك أوباما عيّن في 2013 لينيك المدعي العام منذ فترة طويلة، للإشراف على ميزانية الدبلوماسية الأميركية البالغة سبعين مليار دولار. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن ستيفن أكارد عيّن مفتشا عاما جديدا للوزارة. وكان أكارد مساعدا سابقا لبنس.
ويتولى أكارد منذ العام الماضي إدارة البعثات الأجنبية في وزارة الخارجية، التي تهتم بالعلاقات مع الدبلوماسيين الموجودين في الولايات المتحدة.
وبومبيو (56 عاما) مقرب جدا من ترمب ومن الشخصيات النادرة التي تمكنت من تجنب أي خلاف ظاهر مع الرئيس الذي لا يمكن التكهن بتصرفاته. وكان بومبيو قد تولى حقيبة الدبلوماسية في 26 أبريل 2018 خلفا لريكس تيلرسون الذي كانت علاقاته مع ترمب متوترة. وقد دفع بومبيو باتجاه تحول في الدبلوماسية الأميركية بتأكيده، خلافا لآراء العديد من العلماء، نظرية تفيد أن وباء «كوفيد - 19» مصدره مختبر صيني.
وكان لينيك لعب دورا محدودا العام الماضي في مسلسل إجراءات عزل ترمب بتسليمه الكونغرس وثائق لمحامي الرئيس رودي جولياني.
وكان ترمب الذي برأه مجلس الشيوخ في نهاية المطاف، متهما من قبل الديمقراطيين بتعليق مساعدة عسكرية مخصصة لأوكرانيا لإجبار كييف على تسليمه معلومات مربكة لجو بايدن المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية ونائب الرئيس السابق أوباما. ومنذ تبرئته، يهاجم الرئيس الأميركي باستمرار «الدولة العميقة»، منتقدا الموظفين الفيدراليين الذين يعرقلون عمله، على حد قوله.
وتم نقل أو إقالة مفتشين عامين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والاستخبارات ووزارة الصحة وكذلك ريك برايت المسؤول العلمي الذي كان حتى نهاية أبريل يتولى إدارة «سلطة الأبحاث الحيوية الطبية المتقدمة والتنمية» من قبل الوكالة الحكومية المكلفة تطوير علاجات ولقاحات ضد فيروس «كورونا» المستجد.
ويؤكد برايت أنه أقيل خصوصا بسبب معارضته استخداما واسع النطاق لعقار «كلوروكين» الذي شدد ترمب على استخدامه لفترة.
وقال منتقدون إن أعمالا كهذه تهدد دعامة مهمة للديمقراطية. وقالت جيل واين بانكس، وهي محامية تولت منصب المدعي العام إبان فضيحة ووترغيت التي أسقطت ريتشارد نيكسون إن «ترمب لا يريد إشرافا من مفتشين عامين أو صحافيين أو الكونغرس أو ناخبين. وهذا تهديد لدستورنا».


مقالات ذات صلة

الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

الاقتصاد ورقة نقدية صينية (رويترز)

الصين تدرس خفض اليوان في 2025 لمواجهة رسوم ترمب الجمركية

يدرس القادة والمسؤولون الصينيون السماح بانخفاض قيمة اليوان في عام 2025، في وقت يستعدون فيه لفرض الولايات المتحدة رسوماً تجارية أعلى في ظل رئاسة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ كيمبرلي غيلفويل الخطيبة السابقة لدونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز (أ.ب)

ترمب يعيّن الخطيبة السابقة لابنه سفيرة في اليونان

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الثلاثاء أنّه قرّر تعيين كيمبرلي غيلفويل، الخطيبة السابقة لابنه البكر دونالد جونيور والمذيعة السابقة في شبكة فوكس نيوز

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ عناصر من جهاز الخدمة السرية يؤمنون حماية المرشح الرئاسي الجمهوري آنذاك دونالد ترمب بعد إطلاق النار عليه في بتلر بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة 13 يوليو 2024 (رويترز)

فريق برلماني يحقق في محاولات اغتيال ترمب يوصي بتغييرات في جهاز الخدمة السرية

أوصى فريق عمل يبحث في محاولات اغتيال الرئيس الأميركي ترمب، بإجراء تغييرات في جهاز الخدمة السرية، بما فيها حماية عدد أقل من القادة الأجانب خلال الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

مدّعون يقترحون إنهاء قضية أموال الصمت دون إلغاء إدانة ترمب

اقترح ممثلو ادعاء بالولايات المتحدة إمكانية قيام القاضي بإنهاء قضية الرئيس المنتخب دونالد ترمب التي تتعلق بدفع أموال مقابل الصمت، دون أن يؤدي ذلك إلى نقض إدانته

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ سكان يقفون في أحد الشوارع خلال دورية مشتركة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقيادة الولايات المتحدة في ريف القامشلي شمال شرقي سوريا (رويترز)

نائب مستشار الأمن القومي الأميركي: قواتنا باقية في سوريا

أعلن جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي اليوم (الثلاثاء) أن القوات الأميركية ستظل في سوريا لمهمة كبيرة ستكملها هناك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.