بوتين يقر حزمة دعم جديدة تركّز على الأسرة والأطفال

عاد الروس إلى أعمالهم عقب انقضاء عطلة مواجهة «كورونا» التي فرضتها الإدارة من أجل مواجهة تفشي الوباء (أ.ب)
عاد الروس إلى أعمالهم عقب انقضاء عطلة مواجهة «كورونا» التي فرضتها الإدارة من أجل مواجهة تفشي الوباء (أ.ب)
TT

بوتين يقر حزمة دعم جديدة تركّز على الأسرة والأطفال

عاد الروس إلى أعمالهم عقب انقضاء عطلة مواجهة «كورونا» التي فرضتها الإدارة من أجل مواجهة تفشي الوباء (أ.ب)
عاد الروس إلى أعمالهم عقب انقضاء عطلة مواجهة «كورونا» التي فرضتها الإدارة من أجل مواجهة تفشي الوباء (أ.ب)

عقدت الحكومة الروسية، أمس، اجتماعاً بحثت خلاله آلية تنفيذ حزمة الدعم الاقتصادي الأخيرة، التي أقرها الرئيس فلاديمير بوتين. ولم تصدر أي بيانات في أعقاب الاجتماع. كان أنطون كوتياكوف، وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الروسي، قال إن الحزمة الجديدة تصل قيمتها حتى 200 مليار روبل (2.7 مليار دولار تقريباً)، وسيتم تخصيص هذا المبلغ من الميزانية الفيدرالية. وبينما ركزت الحزمة الجديدة على دعم الأسرة، بصورة خاصة، انضم قطاع صناعة وتجارة الموبيليا الروسي إلى القطاعات المتضررة نتيجة «قيود كورونا»، وبينما حذرت تقارير من إفلاس 70 في المائة من شركاته، توجه هذا القطاع إلى الحكومة بطلب الحصول على دعم كالذي حصلت عليه قطاعات أخرى.
كان مستوى دخل الأسرة الروسية، التي يوجد فيها أطفال، موضوعاً رئيسياً توقف عنده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الاجتماع الأخير مع جميع ممثلي السلطات التنفيذية، الفيدرالية والمحلية في الأقاليم، وأشار في مستهله إلى أن «القيود الاضطرارية للحد من انتشار (كورونا) خلال مارس (آذار) - مايو (أيار)، أثرت بشكل سلبي على عدد كبير من القطاعات»، وأعلن عن انتهاء «العطلة»، داعياً إلى عودة شركات ومؤسسات من مختلف القطاعات «حيث تسمح الظروف بذلك»، ومع مراعاة تدابر الوقاية، إلى عملها، وقال إن «عدداً كبيراً من المواطنين يعملون في تلك الشركات، والعمل بالنسبة لهم يعني الأجر الشهري ورفاهة الأسرة»، موضحاً أن «جائحة (كورونا) والقيود التي استدعتها، وجهت ضربة قوية للاقتصاد والمجال الاجتماعي، وألحقت الضرر برفاهة الملايين من مواطنينا (...) وتراجع دخل كثيرين، مع نمو للنفقات والديون، إن كان بالنسبة للعاملين في الشركات، كما وبالنسبة للمواطنين الذي يمارسون الأعمال الفردية». بعد هذه المقدمة، وتذكيره بتدابير دعم للشركات والمواطنين اعتمدتها الحكومة خلال الفترة الماضية، أشار الرئيس الروسي إلى «حاجة الآن لتدابير إضافية ودعم مباشر للمواطنين»، وأعلن عن تلك التدابير، التي اشتملت على زيادة معونة رعاية الطفل حتى 6751 روبلاً (نحو 92 دولاراً)، وصرف معونة مادية مباشرة بقيمة 10 آلاف روبل (نحو 135 دولاراً) لمرة واحدة للأسرة عن كل طفل بعمر من 3 سنوات حتى 16 عاماً. ووفق تقديرات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، سيستفيد 22 مليون طفل روسي من هذه المعونة المالية المباشرة، وسيتم تخصيص 200 مليار روبل من الميزانية لتقديمها للمواطنين.
وبالنسبة للمواطنين الذي يمارسون «الأعمال الفردية»، مثل الدروس الخاصة، أو القيام بأعمال خدمات منزلية، وغيرها، اقترح بوتين إعادة الضرائب التي تم احتسابها من دخلهم عام 2019، موضحاً أن أكثر من 340 ألف مواطن مسجلين ضمن هذه الفئة سيستفيدون من القرار، واقترح كذلك تقديم مساعدة مالية مباشرة لكل واحد منهم، بقيمة تعادل الحد الأدنى من الأجور الشهرية، للاستفادة منها في تسديد الضريبة العام الحالي، وتتراوح قيمتها من 4 إلى 6 في المائة من الدخل. فضلاً عن ذلك، طالب بوتين، الحكومة، بوضع خطة تضمن استقرار سوق العمل، لافتاً إلى تسجيل مليون و400 ألف عاطل عن العمل، وتدابير دعم أخرى للأطباء والمؤسسات الاجتماعية.
وقالت تتيانا غوليكوفا، نائبة رئيس الوزراء الروسي، في تصريحات، أمس، إن عدد العاطلين عن العمل تضاعف منذ مطلع مارس الماضي، وأشارت إلى تقدم مليون و600 ألف مواطن عاطلين، بطلب توظيف. وبالنسبة للأسرة الروسية، تشير بيانات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، إلى أن 80 في المائة من الأسر الروسية التي تعيش تحت خط الفقر، هي غالباً الأسر التي يوجد فيها أطفال. ويعيش 18.1 مليون مواطن روسي، أو 12.3 في المائة من المواطنين تحت خط الفقر، وفق إحصائية عام 2019. ولا توجد حتى الآن إحصائية لمعدل الفقر في البلاد عام 2020، إلا أن الخبراء يجمعون على أن أعدادهم سترتفع نتيجة انكماش الاقتصاد الروسي، وسط توقعات بتراجع الدخل الحقيقي للمواطنين في النصف الثاني من العام بنسبة 17.5 في المائة، وبنسبة 6.5 في المائة عن إجمالي 2020.
في الأثناء، انضم قطاع تصنيع وتجارة الموبيليا في روسيا، إلى القطاعات المتضررة. وقالت رابطة شركات الأثاث والنجارة في روسيا، إن 41 في المائة من منتجي الموبيليا لم يحصلوا على أي إيرادات من تجارة التجزئة خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، وحذرت في بيان رسمي من أن «التوقف الاضطراري عن العمل نتيجة قرار العطلة (للحد من تفشي كورونا)، والغياب التام للدعم الحكومي، مع أزمة في المدفوعات، قد تؤدي كلها إلى إفلاس 70 في المائة من شركات الأثاث والنجارة، خلال الشهرين المقبلين». لذلك طالبت الرابطة بتقديم دعم حكومي لتلك الشركات، كالذي حصلت عليه شركات قطاعات أخرى، واشتمل على تسهيلات ضريبية، وتأجيل الأجور الشهرية عن المنشآت المستأجرة، وتأمينات القروض، وتقديم قروض بدون فائدة لدعم رأس المال. فضلاً عن ذلك، تطالب شركات إنتاج الموبيليا بدعم مبيعاتهم، والمساهمة بتحسينها ضمن الظروف الحالية، من خلال إضافة منتجاتهم إلى قائمة العقارات الجديد المطروحة للمبيع في السوق، أي وضع بعض قطع الأثاث في الشقق الجديد، وبيعها كجزء من عقد البيع العقاري.


مقالات ذات صلة

تقرير أميركي: وفاة 10 أطفال بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا»

صحتك طفلة تتلقى جرعة من لقاح «موديرنا» لفيروس «كورونا» بصيدلية سكيباك في شوينكسفيل - بنسلفانيا (رويترز)

تقرير أميركي: وفاة 10 أطفال بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا»

قال مارتي ماكاري، مفوض إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، اليوم (السبت)، إن البيانات أظهرت وفاة 10 أطفال؛ بسبب جرعات التطعيم ضد فيروس «كورونا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل في المكسيك يتلقى جرعة من لقاح الحصبة (رويترز)

لقاحات شائعة تمنع الأمراض المزمنة وبعض أنواع السرطان... تعرّف عليها

لا تقتصر فوائد اللقاحات على حمايتك من أمراض معدية محددة أو تخفيف حدة الأعراض عند الإصابة بالمرض، بل يمكنها أيضاً الوقاية من الأمراض المزمنة الشائعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شخص يجهز جرعة من لقاح «كوفيد-19» (رويترز)

تقرير: «الغذاء والدواء» الأميركية تربط وفاة 10 أطفال بلقاحات «كوفيد»

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس (الجمعة) أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية ذكرت في مذكرة داخلية أن 10 أطفال على الأقل لقوا حتفهم على «بسبب» لقاحات «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك اغلاق كورونا تسبب في ارتفاع كبير في عدد الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من مشاكل في النطق (رويترز)

دراسة: إغلاقات «كورونا» أعاقت قدرة الأطفال على تعلم الكلام

ارتبطت عمليات الإغلاق التي نتجت عن تفشي كوفيد 19 بارتفاع كبير في عدد الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من مشاكل في النطق وتعلم الكلام وغيرها من مشاكل النمو.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم رجل يرتدي قناعاً وسط جائحة «كوفيد-19» (رويترز)

هل تدين الصين للعالم بتعويضات عن جائحة «كوفيد»؟

صعّدت ولاية ميسوري الأميركية مساعيها لمصادرة أصول صينية في الولايات المتحدة، سعياً للحصول على تعويض مقداره 24 مليار دولار، في قضية تُتهم فيها بكين بالكذب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وزير الطاقة القطري: الذكاء الاصطناعي يضمن الطلب المستقبلي على الغاز المسال

وزير الطاقة القطري سعد الكعبي... الدوحة (أرشيفية - رويترز)
وزير الطاقة القطري سعد الكعبي... الدوحة (أرشيفية - رويترز)
TT

وزير الطاقة القطري: الذكاء الاصطناعي يضمن الطلب المستقبلي على الغاز المسال

وزير الطاقة القطري سعد الكعبي... الدوحة (أرشيفية - رويترز)
وزير الطاقة القطري سعد الكعبي... الدوحة (أرشيفية - رويترز)

شكلت تصريحات وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري، سعد الكعبي، خلال «منتدى الدوحة 2025»، نقطة محورية في مناقشات المنتدى الذي افتتحه أمير البلاد، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في نسخته الثالثة والعشرين تحت شعار: «ترسيخ العدالة: من الوعود إلى واقع ملموس». وأكد الكعبي على رؤية متفائلة للغاية لمستقبل الغاز، مشدداً على أنه «لا قلق لديه على الإطلاق» بشأن الطلب المستقبلي بفضل الحاجة المتزايدة لتشغيل مراكز الذكاء الاصطناعي.

وأكد الكعبي أن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي سيظل قوياً بفضل تزايد احتياجات الطاقة لتشغيل مراكز الذكاء الاصطناعي، متوقعاً أن يصل الطلب على الغاز الطبيعي المسال إلى ما بين 600 و700 مليون طن سنوياً بحلول عام 2035. وأبدى في الوقت نفسه، قلقه من أن يؤثر نقص الاستثمار على الإمدادات المستقبلية للغاز الطبيعي المسال والغاز.

وقال الكعبي: «لا أشعر بأي قلق على الإطلاق بشأن الطلب على الغاز في المستقبل»، مُضيفاً أن الطاقة اللازمة للذكاء الاصطناعي ستكون مُحرّكاً رئيسياً للطلب. عند بلوغه كامل طاقته الإنتاجية، من المتوقع أن يُنتج مشروع توسعة حقل الشمال 126 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنوياً بحلول عام 2027، مما سيعزز إنتاج قطر للطاقة بنحو 85 في المائة من 77 مليون طن متري سنوياً حالياً.

وأضاف أن أول قطار من مشروع «غولدن باس» للغاز الطبيعي المسال، وهو مشروع مشترك مع «إكسون موبيل» في تكساس، سيبدأ العمل بحلول الربع الأول من عام 2026.

وأكد الكعبي أن أسعار النفط التي تتراوح بين 70 و80 دولاراً للبرميل ستوفر إيرادات كافية للشركات للاستثمار في احتياجات الطاقة المستقبلية، مضيفاً أن الأسعار التي تتجاوز 90 دولاراً ستكون مرتفعة للغاية.

كما حذّر من كثرة العقارات التي تُبنى في الخليج، ومن احتمال «تشكُّل فقاعة عقارية».

الاتحاد الأوروبي

كما أبدى أمله أن يحل الاتحاد الأوروبي مخاوف الشركات بشأن قوانين الاستدامة بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول).

وكانت قطر أعربت عن استيائها من توجيه العناية الواجبة في مجال استدامة الشركات الصادر عن الاتحاد الأوروبي، وهدّدت بوقف إمدادات الغاز. ويتمحور الخلاف حول إمكانية فرض توجيه العناية الواجبة في مجال استدامة الشركات غرامات على المخالفين تصل إلى 5 في المائة من إجمالي الإيرادات العالمية. وقد صرّح الوزير مراراً بأن قطر لن تحقق أهدافها المتعلقة بالانبعاثات الصفرية.

من جهة أخرى، أطلق الكعبي تحذيراً بشأن النشاط العمراني في المنطقة، مشيراً إلى أن هناك «بناءً مفرطاً للعقارات في منطقة الخليج»، ما قد يؤدي إلى «تشكُّل فقاعة عقارية».

استراتيجية مالية منضبطة

من جهته، أكد وزير المالية القطري، علي أحمد الكواري، خلال المنتدى، قوة ومتانة المركز المالي للدولة. وأوضح أن التوسع المخطط له في إنتاج الغاز الطبيعي المسال سيعمل كعامل تخفيف رئيسي يقلل من تأثير أي انخفاض محتمل في أسعار النفط مستقبلاً. وأضاف أن السياسة المالية «المنضبطة» التي تتبعها قطر تمنحها مرونة كبيرة، مما يعني أنها لن تضطر إلى «اللجوء إلى أسواق الدين» لتلبية احتياجاتها من الإنفاق في أي مرحلة.


حاكم «المركزي» السوري: قرار كندا رفع العقوبات يفتح صفحة جديدة من التعاون

حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (فيسبوك)
حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (فيسبوك)
TT

حاكم «المركزي» السوري: قرار كندا رفع العقوبات يفتح صفحة جديدة من التعاون

حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (فيسبوك)
حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية (فيسبوك)

رحب حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، بقرار كندا رفع العقوبات عن سوريا، بما يفتح صفحة جديدة من الفرص والتعاون البنّاء بين البلدين.

وكانت الحكومة الكندية، أعلنت يوم الجمعة، رفع العقوبات عن سوريا، وإزالة اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لافتة إلى أن خطواتها بإزالة العقوبات عنها، تتماشى مع قرارات اتخذها حلفاؤها مؤخراً، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وأشار الحصرية، في بيان، إلى أنه عقد سلسلة من اللقاءات وصفها بـ«المثمرة والناجحة بكل المقاييس»، مع البنك المركزي الكندي، وشركاء مهمين في القطاع المالي، وذلك خلال زيارته الأخيرة إلى كندا، بهدف بناء جسور التعاون بين القطاع المالي السوري والقطاع المالي الكندي.

وأكد الحصرية أن تلك الزيارة عكست رغبة واضحة لدى الجانب الكندي في دعم الاستقرار المالي، وتعزيز آفاق التعاون مع سوريا في المرحلة المقبلة، وقال: «نتطلع إلى الاستفادة من هذه الانطلاقة الجديدة، والعمل معاً من أجل إعادة دمج اقتصادنا في النظام المالي العالمي بطريقة آمنة وفعّالة».


العراق يصف تقلبات السوق الموازية الأخيرة بـ «التذبذب الطارئ»

رجل عراقي يقود قاربه في نهر دجلة وسط بغداد (أ.ف.ب)
رجل عراقي يقود قاربه في نهر دجلة وسط بغداد (أ.ف.ب)
TT

العراق يصف تقلبات السوق الموازية الأخيرة بـ «التذبذب الطارئ»

رجل عراقي يقود قاربه في نهر دجلة وسط بغداد (أ.ف.ب)
رجل عراقي يقود قاربه في نهر دجلة وسط بغداد (أ.ف.ب)

أكد مظهر محمد صالح، المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي، يوم السبت، أن سعر الصرف الرسمي للدينار مقابل الدولار ثابت عند 1320 ديناراً، مشدداً على أن التقلبات الأخيرة التي شهدتها السوق الموازية لا تمثل تأثيراً جوهرياً على الاستقرار الاقتصادي العام.

وكانت أسواق الصرف في العراق شهدت يوم الجمعة تحركات واضحة، بينما ازداد بحث المواطنين حول سعر الدولار في العراق.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن صالح وصفه هذه التقلبات بأنها «تذبذب طارئ ومؤقت» ناتج عن تأثيرات معلوماتية «غير دقيقة» أسماها في التحليل الاقتصادي بـ«الضوضاء الملوّنة». وأوضح أن هذه المعلومات المشوشة، التي تعتمد غالباً على الإشاعة، تؤدي إلى سلوك مضاربات قصيرة الأجل في السوق النقدية غير المنظمة.

الإصلاحات الحكومية تحمي استقرار الأسعار

أشار المستشار المالي إلى أن مثل هذه التحركات السعرية تُعد نموذجية في الفترات الانتقالية، خاصة مع استمرار البلاد في مرحلة ما بعد الانتخابات التشريعية، وبالتزامن مع تطبيق الحكومة لنظام الحوكمة الجمركية، وإجراءاتها الرقمية. وتتضمن هذه الإجراءات أنظمة التتبع الجمركي، والتطبيقات الرقمية الحديثة التي تهدف إلى تعزيز الشفافية، والانضباط في البيئة التجارية، والمالية.

وأكد صالح أن هذا التذبذب في سعر الدولار في السوق الموازية لم يترك أي أثر جوهري على استقرار المستوى العام للأسعار، حيث نجحت السياسة النقدية في تحقيق هدفها المتمثل في تثبيت الأسعار، والحفاظ على ثبات سعر الصرف الرسمي.

كما أكد صالح أن سياسة ثبات سعر الصرف مدعومة بـ«أسس جوهرية»، أبرزها كفاءة الاحتياطيات الأجنبية الكافية لدعم سعر الصرف الرسمي.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها البنك الدولي، ومؤسسات التمويل العالمية متعددة الأطراف، تنظر «بعين الارتياح» إلى الخطوات الإصلاحية التي تتخذها الحكومة العراقية في نطاق القطاع المصرفي، والاقتصادي.

وتُعد هذه الخطوات، وخاصة التوجه نحو تعزيز الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، ركائز أساسية لبناء اقتصاد متنوع، وداعم لـ«رؤية العراق 2050» للتنمية المستدامة.