مصر لا تستبعد اللجوء إلى «الحظر الشامل» لمواجهة «كوفيد ـ19»

اعتماد إضافي في الموازنة بقيمة 10 مليارات جنيه لاحتواء التداعيات

مصرية ترتدي كمامة خلال ترددها على إحدى الصيدليات في القاهرة (رويترز)
مصرية ترتدي كمامة خلال ترددها على إحدى الصيدليات في القاهرة (رويترز)
TT

مصر لا تستبعد اللجوء إلى «الحظر الشامل» لمواجهة «كوفيد ـ19»

مصرية ترتدي كمامة خلال ترددها على إحدى الصيدليات في القاهرة (رويترز)
مصرية ترتدي كمامة خلال ترددها على إحدى الصيدليات في القاهرة (رويترز)

وسط مطالبات بفرضه خلال فترة إجازات عيد الفطر المقبلة، لم يستبعد مسؤول طبي مصري بارز، اللجوء لـ«الحظر الشامل»، لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، وقال إن «الخيار مطروح يومياً» على جدول مناقشات اللجنة المعنية بإدارة الأزمة.
وتفرض مصر منذ أواخر مارس (آذار) الماضي، حظراً ليلياً مؤقتاً على التجول، كما قررت منع بعض الأنشطة خشية العدوى، قبل أن تقرر السلطات، نهاية الشهر الماضي، تخفيف ساعات الحظر لساعة واحدة في نهاية الشهر الماضي، لتبدأ من التاسعة مساءً وحتى السادسة صباحاً، وهو ما لا يزال سارياً حتى يوم أمس.
وتجاوزت الإصابات الجديدة أكثر من 400 حالة يومياً على مدار الأيام الثلاثة الماضية، قبل أن تعلن وزارة «الصحة»، أمس (الاثنين)، تسجيل «346 حالة إصابة جديدة ووفاة 8 حالات»، مؤكدة «خروج 97 من المصابين من مستشفيات العزل والحجر الصحي».
وقال مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية، مساء أول من أمس، الدكتور محمد عوض تاج الدين، إن «الفيروس شرس ومعدٍ، وعندما نقوم بالتقصي نكتشف إصابات دون أعراض ما يعني قدرته الكبيرة على الانتشار، وذلك على الرغم من أن الغالبية العظمى لا تشكو من أعراض».
وفيما رأى تاج الدين، في تصريحات تلفزيونية لقناة «الحدث اليوم» المصرية المحلية، أن «زيادات الإصابات (في مصر) متوقعة ووفق تصوراتنا ولا نرجو زيادتها»، فإنه أشار إلى التصريحات السابقة والمتواصلة لرئيس الحكومة المصرية، مصطفى مدبولي، بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وأن البلاد «قد تضطر إلى إجراءات أشد وأقسى إذا احتجنا».
ودعا تاج الدين المواطنين إلى «المتابعة والتأكد من أن اللجنة المعنية بمواجهة الفيروس والوزارة (الصحة)، تدرس الأمر كل يوم حتى تقدر الموقف، ومدى الاحتياج للحد من الحركة، وهذا (الحظر الشامل) في خاطر المسؤولين وفق توازنات شديدة جداً بين المصالح الصحية والاقتصادية».
وفي السياق ذاته، وبعد يومين من إعلان «بنك القاهرة» إصابة 2 من موظفيه بفرع في وسط العاصمة القاهرة، قرر «اتحاد بنوك مصر» إلزام «عملاء البنوك والمترددين على فروعها بارتداء قناع الوجه الطبي (الكمامة) قبل دخول فروع البنوك، وذلك اعتباراً من يوم الأحد المقبل».
وأشار الاتحاد إلى أن «القرار يأتي حرصاً منه على سلامة وصحة العاملين بالقطاع المصرفي، وكذلك العملاء والمتعاملين مع البنوك، وتطبيق التدابير المصرفية المسؤولة، وتماشياً مع الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها الدولة والبنك المركزي ووزارة الصحة وبعض الهيئات القضائية من ضرورة ارتداء قناع الوجه الطبي».
بدورها، قررت «مصلحة الدمغة والموازين» التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية غلق مقر المصلحة، 14 يوماً، وذلك بعد إعلان «إصابة مدير قسم التحليل بالمصلحة بالفيروس، لحين تطهير وتعقيم المكان حفاظاً على صحة العاملين بالمصلحة والجمهور».
وفي شأن اقتصادي قريب الصلة، أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، قانوناً، بفتح اعتماد إضافي بالموازنة العامة للدولة للعام المالي الحالي، بقيمة 10 مليارات جنيه، وذلك بعد موافقة مجلس النواب على الخطة التي تستهدف «مواجهة تداعيات (كورونا المستجد) وفى إطار الاتجاه لوضع خطط واتخاذ بعض الإجراءات لتحفيز النشاط الاقتصادي، للعمل على الحد من الآثار السلبية لتلك التداعيات، ولدفع عجلة الإنتاج لكل القطاعات الاقتصادية».
وفي محافظة الجيزة، أعلنت السلطات المحلية فرض «الحجر الصحي على منطقة سكنية من 6 عقارات في أحد المراكز التابعة للمحافظة لمدة 14 يوماً بعد ثبوت وجود حالات إصابة بفيروس كورونا».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».