إيران تحذّر من انتكاسة... والأحواز بؤرة جديدة

تسجيل أكثر من 1600 إصابة في مؤشر على عودة للوباء

إيران تحذّر من انتكاسة... والأحواز بؤرة جديدة
TT

إيران تحذّر من انتكاسة... والأحواز بؤرة جديدة

إيران تحذّر من انتكاسة... والأحواز بؤرة جديدة

حذّرت إيران أمس من انتكاسة في جهودها لاحتواء فيروس «كورونا» المستجد ما لم يتم الالتزام بالقواعد الصحية بشكل أكبر، بينما أعلنت تسجيل أكثر من 1600 إصابة في مؤشر على زيادة الإصابات.
وباتت محافظة الأحواز (جنوب غرب) البؤرة الجديدة لتفشي (كوفيد - 19) في إيران، بينما أعادت السلطات فرض تدابير صارمة لوقف انتشاره حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال نائب وزير الصحة علي رضا رئيسي في تصريحات متلفزة: «تعرّضنا لانتكاسة في خوزستان (الأحواز) بسبب عدم الالتزام بقواعد الصحة». وأضاف «قد يحصل ذلك في أي محافظة أخرى ما لم نتوخَّ الحذر»، مشيرا إلى أنه قد يعاد فرض إجراءات أكثر تشددا في مناطق أخرى إذا استدعى الأمر.
وجدد رئيسي، تعبير «لعب الشطرنج مع الفيروس» لتقديم صورة شاملة عن الأوضاع في البلاد. وقال في مؤتمر صحافي عبر الفيديو إن «الأوضاع ليست عادية في البلاد»، محذرا من أن عدم التزام المواطنين بالتوصيات الطبية سيؤدي إلى عودة سريعة للفيروس. كما استثنى طهران، عندما قال إن «نحو 82 في المائة من الإيرانيين عملوا بالتوصيات الطبية» وفقا لوكالة «إيسنا» الحكومية.
وصرح رئيسي أن عمليات التحري من الإصابات بالفيروس «بلغت 78 مليون إيراني ما يعادل 90 في المائة من نسبة الإيرانيين»، موضحا أن السلطات أطلقت موجة ثانية من عمليات التحري وشملت حتى الآن 32 مليون شخص.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور إن «محافظة خوزستان (الأحواز) في الوضعية الحمراء»، وأضاف أن طهران «لا تشهد أوضاعا جيدة»، مجددا دعوته للإيرانيين بالعمل وفق المعايير والبروتوكولات الصحية.
وأغلقت السلطات الدوائر الرسمية والمصارف والأعمال التجارية غير الأساسية في تسع من مدن الأحواز.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن «أقل من 50 بالمائة» من سكان الأحواز التزموا بقواعد الصحة العامة. وأضاف في مؤتمر صحافي متلفز «شهدنا اتجاها متصاعدا للإصابات والوفيات والتي تظهر أنه لا يتم الالتزام بالقواعد والتباعد الاجتماعي».
ومع ذلك، نشرت وكالات رسمية إيرانية قائمة تظهر محافظة الأحواز بالوضعية الصفراء. وكانت الحكومة قد أعلنت تصنيف المحافظات بألوان بيضاء وصفراء وحمراء حسب مسار الإصابات.
وليلة الأحد، قال حاكم محافظة الأحواز، غلام رضا شريعتي إن عدد الإصابات تزايد بنسبة 200 في المائة بالمحافظة الجنوبية خلال 30 يوما الأخيرة، كما أشار إلى زيادة بنسبة 60 في المائة لمن يتلقون العلاج في المستشفيات.
على خلاف ما تقوله الحكومة، وجه موقع «رويداد 24» انتقادات لاذعة للحكومة في تقرير عن الأحواز. ووصفها بـ«المحافظة البيضاء التي تحولت إلى حمراء بحكمة الحكومة».
ونقل الموقع عن ممرضة في مستشفى رازي أن «الأوضاع كانت هدأت نسبيا وكانت لدينا مراجعات يومية قليلة من (كورونا)، لكن مع رفع القيود وعودة الدوائر، أجبر الناس على الوجود خارج المنزل».
وقالت الممرضة: «خلال الأيام الأخيرة، عدد المراجعات لمن يحملون أعراض (كورونا) زاد حدة وهو ما تسبب في إرهاق الكادر الطبي... لقد زاد عملنا صعوبة مع الموجة الثانية».
وتوقفت وزارة الصحة منذ الشهر الماضي عن نشر أعداد الإصابات بـ«كورونا» المستجد بحسب المحافظات.
وبث التلفزيون الرسمي صورا الاثنين تظهر العديد من السكان وهم لا يضعون كمامات في العاصمة.
وأشار بعض من أجريت معهم مقابلات إلى أن الجو الحار يجعل من الصعب وضع الكمامات، بينما أعرب آخرون عن اعتقادهم بأن حرارة الطقس قادرة على قتل الفيروس.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية تسجيل 1638 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد خلال 24 ساعة ما رفع حصيلة الإصابات إلى 109 آلاف و286 حالة.
وقال المتحدث باسم الوزارة كيانوش جهانبور في مؤتمره اليومي إن 45 مريضا لقوا حتفهم وارتفع بذلك عدد الوفيات إلى 6685 حالة، مشيرا في الوقت نفسه إلى 2703 حالات حرجة، فيما شفي 87 ألفا و422 شخصا من بين 601 ألف و324 شخصا خضعوا لفحص تشخيص فيروس (كوفيد 19)، منذ إعلان تفشي الوباء في 19 فبراير (شباط)، وفقا لإحصائية رسمية.
بدورها، أفادت وكالة «إرنا» الرسمية بأن مدينة بابل بمحافظة مازندران «عادت مجددا إلى تصاعد الإصابات بعد أيام من انخفاض عدد المصابين».
وقال التلفزيون الرسمي إن جميع المراكز الرياضية والأندية الخاصة، ستبقى مغلقة حتى إعلان الوضعية الجديدة في مواجهة الوباء. ومن المفترض أن تعلن «اللجنة الوطنية لمكافحة (كورونا)»، السبت المقبل، موقفها من إعادة افتتاح الجامعات.
وذكرت وكالة «إيسنا» الحكومية أن الشحنة الخامسة من مساعدات أرسلتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) دخلت البلاد.
وأفادت بأن الشحنة الخامسة تبلغ 36 طناً من المساعدات الطبية بتمويل من الحكومة اليابانية، وتحمل أجهزة وقائية للكادر الطبي.
في الأثناء نقلت وكالة «إيلنا» الإيرانية عن مستشار رئيس بلدية طهران غلام حسين محمدي أن 8 في المائة من أهل طهران فقط مستاءون من أداء بلدية طهران مقارنة بفترة ما قبل «كورونا».
وحسب نتائج استطلاع مشترك بين بلدية طهران ومركز «إيسبا» الحكومي فإن 34 في المائة من أهالي العاصمة يعتقدون أن أداء البلدية تحسن في زمن «كورونا».


مقالات ذات صلة

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية: مستقبل سوريا واعد... لكنه «غامض»

كاجا كالاس خلال جلسة الاستماع إليها في البرلمان الأوروبي نوفمبر الماضي (رويترز)
كاجا كالاس خلال جلسة الاستماع إليها في البرلمان الأوروبي نوفمبر الماضي (رويترز)
TT

مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية: مستقبل سوريا واعد... لكنه «غامض»

كاجا كالاس خلال جلسة الاستماع إليها في البرلمان الأوروبي نوفمبر الماضي (رويترز)
كاجا كالاس خلال جلسة الاستماع إليها في البرلمان الأوروبي نوفمبر الماضي (رويترز)

بعد 10 أيام على تسلّمها مهامها بصفتها مسؤولة عن السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، قالت رئيسة وزراء إستونيا السابقة، كاجا كالّاس، إن مستقبل سوريا واعد، «لكنه ما زال غامضاً».

وجاء تصريحات كاجا كالّاس، التي أدلت بها إلى مجموعة من وسائل الإعلام، بينها «الشرق الأوسط»، قبل أن تتوجه إلى برلين للمشاركة في اجتماع الخميس، لوزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبولندا والمملكة المتحدة.

وقالت كاجا كالّاس إن هناك احتمالاً أن يجري الاتحاد الأوروبي لاحقاً، «محادثات» مع بعض الجماعات المصنّفة «إرهابية» على قائمة الأمم المتحدة، مثل «هيئة تحرير الشام» التي باتت الآن أبرز فصيل في السلطة الجديدة في سوريا.

ومن المنتظر أن يحتل الوضع المستجد في سوريا حيّزاً مهمّاً من هذا الاجتماع الذي كان مقرراً لمناقشة الحرب الدائرة في أوكرانيا واحتمالات وقف الدعم الأميركي إلى كييف مع وصول الإدارة الجديدة، الأمر الذي من شأنه أن يدفع الاتحاد الأوروبي إلى مفاوضات مع روسيا.

وقالت كاجا كالّاس إنها تحدثت إلى عدد من وزراء خارجية الدول في منطقة الشرق الأوسط، ولمست لديهم حالة من الترقب لما قد يستجد من تطورات، وتأكيداً على ضرورة منع نشوب حرب أهلية، أو جنوح نحو التطرف، وأن الجميع شدّدوا على «أهمية عدم التعرّض للأقليات أو ارتكاب أعمال إرهابية».

وأضافت: «نحن على تواصل وثيق مع الأطراف الإقليمية الفاعلة، نتابع عن كثب ما يحصل لنحدد لاحقاً طريقة مشاركتنا وفقاً لتصرفات السلطات الجديدة، ولمصالحنا».

وردّاً على سؤال من «الشرق الأوسط»، بشأن احتمال رفع العقوبات الأوروبية عن «هيئة تحرير الشام» أو إسقاطها من قائمة «المنظمات الإرهابية»، وفقاً لتعريف الأمم المتحدة، قالت كاجا كالّاس: «هذا الموضع ليس مطروحاً في الوقت الحاضر، وهو لا يمنعنا من التحدث إلى هؤلاء الأشخاص، لكن المقاربة الأوروبية لها أيضاً شروطها، والشروط هي ألا يكون هناك تطرف أو انتقام، وسنرى كيف ستتطور الأمور في الأيام المقبلة».

وعن احتمالات تدخل روسيا أو الصين في حال تأخر تدخل الاتحاد الأوروبي، قالت: «روسيا! أعتقد أن الروس شعروا بالإهانة لما حصل. كانوا هناك، لكن بالهم كان في مكان آخر (تقصد أوكرانيا)، ولذلك تخلّوا عن الأسد؛ لأن سوريا ليست من أولوياتهم في الوقت الحاضر».

وتابعت: «أما بالنسبة للصين، فعلينا أن نكون حذرين، لكن لا أتصور كيف يمكن أن يحتلوا الموقع الروسي هناك، لأن جميع الأطراف، الإقليميين والدوليين، يهمهم الاستقرار في سوريا الموحّدة، بما يساعد على جذب الاستثمارات إليها وعودة اللاجئين».

لاجئون سوريون في تركيا يسيرون نحو المعبر الحدودي 11 ديسمبر بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (د.ب.أ)

وبشأن التسريبات الأخيرة حول احتمال إقدام مجموعة الدول الصناعية السبع على الاعتراف بالحكومة السورية الجديدة، وأن تكون مثل هذه الخطوة تمهيداً لاعتراف أوروبي مماثل، واعتبار سوريا دولة آمنة يمكن أن يعود إليها اللاجئون، قالت: «الوقت ما زال مبكراً للحديث عن هذا الموضوع، والمسألة ليست هي الاعتراف بالحكومة الجديدة، بل تقييم أفعال هذه الحكومة والاتجاه الذي تسير فيه سوريا. أما سياسة اللجوء فهي مرتبطة أيضاً بحماية الذين يفرون من مناطق الحرب ومواقع سكنهم، وهذه الشروط لم تعد موجودة لمنح اللجوء، والدول الأوروبية تتطلع إلى عودة أولئك الأشخاص وتخفيف الأعباء عن كاهل الدول الأعضاء».

وواصلت كاجا كالاس: «هناك حروب أخرى علينا أن نهتم باللاجئين منها. الدول الأوروبية تعاني كثيراً من الهجرة التي كانت محور الانتخابات الأخيرة، كما يعاني منها أيضاً عدد من دول الجوار السوري». وتمنّت كاجا كالّاس أن يتوصّل الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف موحّد من موضوع عودة المهاجرين واللاجئين السوريين، وشروط عودتهم.