أموال ترمب وحصانته أمام المحكمة العليا

TT

أموال ترمب وحصانته أمام المحكمة العليا

تنظر المحكمة العليا في الولايات المتحدة (غداً) الثلاثاء في مسألة ما إذا كان دونالد ترمب يستطيع رفض تقديم بياناته الضريبية إلى الكونغرس والقضاء في نيويورك، في قضية سياسية جداً يمكن أن تفيد في تحديد حدود الحصانة التي يتمتع بها الرئيس الأميركي.
وسيطرح أعضاء المحكمة العليا التسعة الذين يلازمون منازلهم في إطار إجراءات الحجر بسبب وباء فيروس «كورونا» المستجد، أسئلتهم هاتفياً على محامي الأطراف خلال جلسة منتظرة جداً. وكان من المقرر عقد هذه الجلسة في نهاية مارس (آذار) الماضي وأُبقي عليها في دورة الربيع ليتاح للقضاة إصدار قرارهم قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل ويخوضها ترمب لولاية ثانية. ويعد ترمب قطب العقارات السابق الذي جعل من ثروته أحد أسس حملته، أول رئيس أميركي منذ ريتشارد نيكسون يرفض كشف وضعه الضريبي الذي يثير تكهنات عديدة. وكتب الأستاذ والكاتب ستيفن مازي على موقعه الإلكتروني «سكوتوسبلوغ» أن «هناك بوضوح شيئاً ما في هذه الوثائق لا يريد الرئيس أن نراها».
وبعدما هيمنت على مجلس النواب في انتخابات 2018. سعت المعارضة الديمقراطية إلى كشف هذا اللغز. ووجهت لجان عديدة طلبات إلى مكتب المحاسبة «مازارز» ومصرفي «دويتشه بنك» و«كابيتال وان» للحصول على وثائق مالية لترمب تعود إلى الفترة الممتدة بين 2011 و2018.
وفي الوقت نفسه، تقدم مدعي مانهاتن الديمقراطي سايروس فانس بطلب مماثل إلى مكتب «مازارز» في إطار تحقيق حول دفع أموال للممثلة الإباحية ستورمي دانيالز لشراء صمتها بشأن علاقة مفترضة مع الملياردير.
ولجأ ترمب على الفور إلى القضاء لمنع تسليم هذه الوثائق. وكتب في تغريدة: «ما يفعلونه ليس قانونياً». واعتبر نفسه ضحية «حملة اضطهاد». وبعدما خسر القضية في البداية، لجأ إلى أعلى سلطة قضائية في البلاد، أدخل تعديلات عميقة على تشكيلتها منذ انتخابه.
وستخصص المحكمة العليا الساعة الأولى لمطالب البرلمانيين، بينما تجري معركة في الكونغرس حول صلاحية الكونغرس في التحقيق. وحذّر محامو الرئيس في مذكرة تقدموا بها إلى المحكمة تمهيداً للجلسة من أن «السماح لكل لجنة بإقلاق الرئيس، بطلب بعد طلب، يشكل وصفة لأزمة دستورية».
وردّ محامو مجلس النواب أن مثل هذه الطلبات موجودة دائماً، مشيرين إلى أمثلة تتعلق بالرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون وخلفه الديمقراطي جيمي كارتر. وهم يرون أن الأمر «غير المسبوق» هو الجهود التي يبذلها الرئيس «لتطويق» عمل الكونغرس.
وقد تميل المحكمة العليا إلى تجنب البت في القضية. فقد طلبت في نهاية أبريل (نيسان) الماضي من المعسكرين إعلامها كتابياً ما إذا كانت المسألة طابعها سياسي وليس قانونياً. وبموجب مبادئ متبعة يمكن للقضاة إغلاق ملف سياسي من دون البت في مضمونه. وردت كل الأطراف يوم الجمعة الماضي «لا»، معبرة بذلك عن رغبتها في أن يحسم القضاء المسألة.
وفي مرحلة ثانية، سيخصّص القضاة التسعة وقتهم لطلبات المدعي العام النيويوركي الذي يطرح سؤالاً عن حصانة الرئيس في مواجهة القضاء. ويؤكد محامو ترمب أن هذه الحصانة تامة عندما يكون في البيت الأبيض. حتى أنهم رأوا في الإجراءات أنه يستطيع قتل شخص ما في وسط الجادة الخامسة في نيويورك دون أن يتعرض لملاحقات فورية. وفي نظرهم، فإن هذه الحصانة «تزداد أهمية» على مستوى قضاء ولايات الاتحاد، وقد كتبوا للمحكمة «يجب أن يكون الرئيس قادراً على أداء مهامه الرسمية دون أن يخشى أن تقوم ولاية أو مدينة من استخدام إجراءات جنائية أداة للتعبير عن استيائها».
لكن أستاذَيّ الحقوق كلير فينكلستين وريتشارد بينتر يريان أن هذه الفكرة تتناقض مع قوانين المحكمة العليا التي أجبرت ريتشارد نيكسون على تسليم تسجيلات إلى المدعي الخاص الذي كان مكلفاً بالتحقيق في فضيحة ووترغيت. والأسوأ في نظرهما هو أنها تشكل «تهديداً خطيراً لدولة القانون». وكتبا في وثيقة أُلحقت بالملف أنه إذا أقرت المحكمة بذلك فإنه «سيغيّر بعمق مبادئ المسؤولية التي ترتبط بها ديمقراطيتنا».


مقالات ذات صلة

ترمب يقتبس «الوحدة» و«النور» للأيام الـ100 الأولى من عهده الثاني

الولايات المتحدة​ ترمب يرفع قبضته بعد محاولة اغتياله الثانية في بنسلفانيا 13 يوليو (أ.ب)

ترمب يقتبس «الوحدة» و«النور» للأيام الـ100 الأولى من عهده الثاني

يرجح أن يستهل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب عهده بسلسلة قرارات ستكون بمثابة انطلاقة للأيام الـ100 الأولى من ولايته الثانية وبرنامجه بعنوان «أميركا أولاً»

علي بردى (واشنطن)
أوروبا الرئيس المنتخَب دونالد ترمب (أ.ب)

سفير ألمانيا في واشنطن: سياسات ترمب تنطوي على «أقصى قدر من الاضطراب»

حذر السفير الألماني لدى الولايات المتحدة في وثيقة سرية من أن الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة ترمب ستحكم سيطرتها على سلطات إنفاذ القانون.

«الشرق الأوسط» (برلين )
العالم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

حذّر وزير الخارجية الفرنسي من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في واشنطن بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الولايات المتحدة​ الرئيس المنتخَب دونالد ترمب يبحث خيارات للتعامل مع قرار المحكمة حول «تيك توك» (أ.ف.ب)

حظر «تيك توك» في الولايات المتحدة... وترمب يرجح مهلة 90 يوماً

دخل حظر تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة حيز التنفيذ، الأحد؛ حيث قامت متاجر التطبيقات الرئيسية بسحب منصة الفيديو الاجتماعية الشهيرة من عروضها في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب متوسطاً الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في أثناء استعدادهم لتوقيع اتفاقية جديدة في بوينس آيرس عام 2018 (أ.ب)

ترمب يوسّع قائمة المنظمات التي يهدّد بالانسحاب منها

منذ صعوده إلى السلطة للمرة الأولى عام 2016 تحت شعار «أميركا أولاً»، انسحب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب من عدد من المنظمات والاتفاقيات الدولية، مما دفع

إيلي يوسف (واشنطن)

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

باريس بعد تهديدات ترمب: سنرد إذا تعرضت مصالحنا التجارية للضرر

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

حذّر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أمس (السبت)، من أنه «إذا تعرضت مصالحنا للضرر فسوف نرد»، في وقت ينذر فيه وصول دونالد ترمب إلى السلطة في الولايات المتحدة بعلاقات تجارية ودبلوماسية عاصفة بين واشنطن والاتحاد الأوروبي.

وقال بارو في مقابلة مع صحيفة «ويست فرنس»: «من لديه مصلحة في حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا؟ الأميركيون لديهم عجز تجاري معنا، ولكن العكس تماماً من حيث الاستثمار. فكثير من المصالح والشركات الأميركية موجود في أوروبا».

وأضاف: «إذا رفعنا رسومنا الجمركية، فستكون المصالح الأميركية في أوروبا الخاسر الأكبر. والأمر نفسه ينطبق على الطبقات الوسطى الأميركية التي ستشهد تراجع قدرتها الشرائية».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حذر بارو قائلاً: «إذا تأثرت مصالحنا، فسوف نرد بإرادة من حديد».

وتابع: «يجب أن يدرك الجميع جيداً أن أوروبا قررت ضمان احترام العدالة في التبادلات التجارية. وإذا وجدنا ممارسات تعسفية أو غير عادلة، فسنرد عليها».

وقد هدد ترمب الذي يعود إلى البيت الأبيض، الاثنين، الأوروبيين بفرض رسوم جمركية شديدة جداً. وهو يتوقع خصوصاً أن يشتري الاتحاد الأوروبي مزيداً من النفط والغاز الأميركي ويقلل من فائضه التجاري مع الولايات المتحدة.