الشرطة الإسرائيلية تخلي الشواطئ بسبب خرق إجراءات الحجر الصحي

الشرطة الإسرائيلية تخلي الشواطئ  بسبب خرق إجراءات الحجر الصحي
TT

الشرطة الإسرائيلية تخلي الشواطئ بسبب خرق إجراءات الحجر الصحي

الشرطة الإسرائيلية تخلي الشواطئ  بسبب خرق إجراءات الحجر الصحي

شهدت الشواطئ الإسرائيلية، أمس (الجمعة)، انفلاتاً جماهيرياً واسعاً اضطرت معه الشرطة إلى عمليات إخلاء بالقوة لألوف المستحمين الذين لم يلتزموا بتعليمات استمرار الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي لمنع انتشار فيروس «كورونا».
وحاول المواطنون تحويل المسألة إلى احتجاج منظم ضد تعليمات وزارة الصحة، معتبرين أنها «إجراءات لا علاقة لها بالمنطق». وكانت الوزارة قد سمحت بإجراء رياضة التزلج على الماء في بحيرة طبريا، التي امتلأت في الشتاء الأخير وبلغت حدها الأعلى للمرة الأولى في خمسين سنة. فتدفق المواطنون إلى شواطئها، هرباً من حرارة الجو، معتقدين أن الأمر متاح. لكنهم وجدوا الشواطئ مغلقة بأمر من وزارتي الداخلية والصحة وخالية من المنقذين. وعندما انتشر النبأ في البلاد، تدفق ألوف المواطنين إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط. فهرعت قوات كبيرة من الشرطة لإخلائهم. واستخدمت القوة مع أولئك الذين رفضوا الانصياع للتعليمات.
وشكا المواطنون من هذا التصرف قائلين إن السماح للقوارب بأن تمارس رياضة التزلج ومنع المواطنين من السباحة لا يبدو مفهوماً. لكن الوزارة ردت بأن قرار الحكومة هو أن تفتح الشواطئ فقط، بعد ثلاثة أسابيع، في أول يونيو (حزيران) المقبل. وقال المدير العام لوزارة الداخلية، موشيه ادري، إن السماح بممارسة الرياضة المائية جاء كخطوة أولى نحو فتح الشواطئ بشكل تدريجي، وفي الوقت الحاضر تعدّ السباحة الجماهيرية خطراً حقيقياً لعودة انتشار الفيروس، خصوصاً أن الشواطئ غير جاهزة بعد لاستقبال المستحمين. وناشد المواطنين: «أمطار البرَكَة التي هطلت وملأت بحيرة طبريا يجب ألا تتحول إلى مصيبة. لذلك نرجو من المواطنين الصبر أسابيع قليلة والتوجه إلى البحر والبحيرة فقط وفق التعليمات».
من جهة ثانية، قامت الشرطة بإغلاق الفنادق المحيطة بجبل الجرمق (ميرون) في أعالي الجليل، وفرضت حظر تجول على البلدات المحيطة به، لكي تمنع اليهود المتدينين من الالتفاف على التعليمات والتدفق بألوفهم للاحتفال بعيد «لاج بعومر»، وهو عيد الشعلة، الذي يحتفل فيه اليهود بعد 33 يوماً من عيد الفصح، ويكسرون فيه الحزن على التشرد ويحيون فيه ذكرى الانتصار على الرومان. وقد اكتشفت المخابرات أن كميات كبيرة من اليهود المتدينين يخططون للتسلل إلى تلك البلدات، لكي يتوجهوا إلى ضريح القائد اليهودي بار كوخبا، وإقامة حلقات الرقص حوله يوم العيد، الذي يصادف الثلاثاء المقبل. فقررت اتخاذ إجراء الإغلاق وفقاً لقانون الطوارئ لمنعهم من خرق التعليمات.
وكان عدد الوفيات بفيروس «كورونا» في إسرائيل قد ارتفع أمس (الجمعة) إلى 245، أي بارتفاع 6 وفيات عن معطيات اليوم السابق، بينما وصل عدد المصابين إلى 16409. أما عدد المتعافين فوصل إلى 11007، مقابل 5157 مريضاً فعلياً حالياً. ووصفت حالات 77 من المصابين بالخطيرة، منهم 64 موصولون بأجهزة تنفّس صناعي، و57 حالة متوسّطة. وقالت الوزارة إن هذه الأرقام تؤكد أن إسرائيل في طريقها للخروج من الوباء، لكنها تتوخى الحذر من الانفلات. فقد سمحت بعودة الأمور إلى طبيعتها في معظم المجالات، لكن الأمر يتطلب حذراً في التطبيق والتزاماً دقيقاً بتعليمات وزارة الصحة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.