أعلن محافظ تعز نبيل شمسان أمس جملة إجراءات احترازية غداة تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا (كوفيد - 19)، شملت إغلاق منافذ المحافظة للحيلولة دون انتشار الفيروس، فضلاً عن إغلاق المساجد والأسواق ومنع التجمعات الكبيرة. وكشف سكان في المحافظة لـ«الشرق الأوسط» لجوء كثير من المواطنين إلى الريف هرباً من الجائحة العالمية.
وتعز ثالث محافظة يمنية تسجل إصابة بالوباء مما يرفع عدد الإصابات بالفيروس إلى سبع حالات في عدن وحضرموت، مع حالتي وفاة في عدن.
وتم نقل الحالة المصابة إلى مركز العزل بالمستشفى الجمهوري في تعز، وقال مسؤولون حكوميون إن الحالة تخضع للرعاية الصحية من قبل الطاقم الطبي، وفق ما أوردته الوكالة الرسمية لوكالة الأنباء الرسمية «سبأ».
ويبدو أن سكان تعز لم يستوعبوا ما قد يسببه الوباء غير أن بعضهم انتقل خلال الـ24 ساعة الماضية إلى القرى الريفية خوفاً من إصابته بالفيروس. وأعلنت السلطة المحلية والعسكرية بعض القرارات في المدينة بما فيها إغلاق المنافذ البرية بين محافظات عدن ولحج ومحافظة تعز، باستثناء دخول البضائع والمواد التموينية، إضافة إلى قرارات بضرورة توفير الدعم المالي بشكل عاجل لمكتب الصحة لتجهيز فرق الاستجابة الطارئة والمحاجر الصحية ونشر الوعي الصحي بالوباء من حيث الأعراض وطرق الوقاية منه وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، وتنفيذ النزول الميداني لفرق التوعية إلى الأسواق للتوعية بمخاطر هذا الوباء واتخاذ الإجراءات الوقائية في الأماكن العامة.
وكانت هناك مطالبات بإغلاق الطريق المؤدية من وإلى عدن التي سبقت المحافظة في تسجيل الحالات خشية انتشر الوباء.
يقول الناشط الحقوقي أحمد الصهيبي وهو من أبناء تعز: «تقبل الناس للإجراءات الاحترازية مرهون بالتنفيذ الفعلي للإجراءات من قبل السلطات المحلية في تعز وعدم التهاون فيها، مع ضرورة مراعاة مصالح المواطنين في الوقت ذاته، وتوفير اللازم لهم، لأن الأقوال من دون أفعال ليس لها أي قيمة».
وأضاف الصهيبي لـ«الشرق الأوسط»: «يعيش المجتمع في واقع أشبه بالصدمة؛ كون بلادهم لم تسجل فيه حالياً سوى 7 حالات فقط مقارنة بما حصل في العالم، وهذه الصدمة تجعلهم غير مستوعبين في الوقت ذاته صحة هذه المعلومات من عدمها، بالإضافة إلى جهلهم بطبيعة أعراض هذا الوباء الذي يصيب المريض به».
ويرى بعض السكان أن «التهويل عن المرض في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة هو ما أرعبهم وليس تأكيد الإصابة». ومع هذا ترى شوارع وأسواق تعز مكتظة بالسكان بشكل كبير.
كما يؤكد آخرون أن الخلاص الوحيد من الهروب من الفيروس هو السفر إلى الريف (القرية) بمن فيهم وكيل نيابة في تعز، إذ رفض الكشف عن هويته، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ننتظر فقط تسلم رواتبنا ومن ثم نسافر مع أبنائنا إلى القرية، لأنها ستكون المنطقة الخالية من فيروس كورونا في الوقت الراهن، حيث إننا نعيش في وضع حصار منذ سنوات، والسلطة المحلية أو الحكومة الشرعية لم تحرك ساكناً، ولن تستطيع أن تفتح المنافذ. والوضع سيئ في ظل القصف المستمر من قبل الانقلابيين الذين لم يلتزموا بأي عهود دولية، وكيف لهم أن يلتزموا بإعلان تحالف دعم الشرعية وقف إطلاق النار من جانبها».
وقال الوكيل إن «مسألة إغلاق المنافذ أو إطلاق حظر أو حجر صحي، إن أطلقت السلطة المحلية هذه القرارات، ليس بهذه السهولة؛ لأن المواطن في تعز لا يحب أن تتحكم في حركته اليومية أو شغله اليومي الذي يخرج من بعد صلاة الفجر لكي يكسب رزقه فصعب عليه أن يتقبل القرار دون أن تقدم له أي بديل أو مساعدة، وكل هذا نتاج غياب ثقافة مواجهة الفيروس وتقبل الحجر».
وأظهر سكان عدم استيعابهم للأثر الذي قد يسببه فيروس «كورونا»، بل إن هناك من لم يصدق إعلانات الحكومة، مبررين قولهم إن «الحكومة تريد فقط أخذ المعونات والدعم المقدم لمواجهات تداعيات آثار جائحة فيروس كورونا».
من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم لجنة الطوارئ بمحافظة تعز الدكتور أحمد منصور، أنه «جرى فحص الحالة المشتبه إصابتها بفيروس كورونا، وتبين أنها إيجابية». ولفت إلى «قيام فرق الترصد الوبائي والاستجابة السريعة بالنزول إلى الحي الذي ظهرت فيه الحالة المصابة، وحجر جميع المخالطين وأخذ عينات منهم لفحصها، وحالياً تحت إشراف فرق الترصد الوبائي».
تعز تسجّل سابع إصابة يمنية والأهالي يهرعون إلى الريف
تعز تسجّل سابع إصابة يمنية والأهالي يهرعون إلى الريف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة