الحظر يدفع السيدات لتعلم وصفات حلويات رمضان وتنفيذها في المنزل

الشيف غادة التلي تشرح طريقتها السهلة في تحضير الكنافة والقطايف

الكنافة حلوى كل أيام السنة
الكنافة حلوى كل أيام السنة
TT

الحظر يدفع السيدات لتعلم وصفات حلويات رمضان وتنفيذها في المنزل

الكنافة حلوى كل أيام السنة
الكنافة حلوى كل أيام السنة

يُعرف رمضان بأطباق الحلويات الاستثنائية المستمدة من الموروث الثقافي، لكن هذا العام وبسبب ما آلت إليه الظروف من استمرار تقييد الحركة في البلاد بإجراءات «حظر التنقل» وما يتبعها من قرارات إغلاق، فقد ينعكس ذلك بشكل كبير على هذا الطقس السنوي في شراء الحلويات كالمعتاد كل عام، لكن الشيف غادة التلي، رأت إمكانية تحضيرها في المنازل دون مشقة أو تعقيد.
تقول الشيف غادة التلي، مقدمة برنامج «زعفران وفانيلا» على قناة «سي بي سي»، لـ«الشرق الأوسط»: «جميع الأطباق الرمضانية يمكن تجهيزها في المنزل بكل بساطة، فمثلاً القطايف، وهي أحد الأصناف المعروفة في رمضان، وتتكون من عجين مُشكل في دوائر مسطحة تسمح باحتواء حشوات عديدة، سواء بالمكسرات، أو الشربات، أو اللحوم والخضراوات لتتحول إلى طبق حادق.
وتضيف: «أنا لا أفضل الوصفات المعقدة، لذلك أشارك المتابعين بوصفة القطائف بدون تخمير»، وعلى نغمات أغنية «أهلاً رمضان» بصوت المطرب المصري الراحل محمد عبد المطلب، مزجت التلي كوبين من الطحين، ونصف كوب من السميد، و3 ملاعق من «البيكنغ بودر»، مع ربع كوب حليب مجفف، وملعقتي سكر، وثلاثة أكواب من الماء، وتقول: «يُجهز العجين بمزج جميع المكونات بالخلاط، ثم في قدح مُسطح ساخن على شعلة متوسطة، ويُقسم العجين إلى حلقات حسب الحجم المفضل حتى تمام التماسك على غرار القطايف المتوفرة في المحال».
وتلف التلي إلى «عجين القطائف له مذاق معتدل، لذلك يمكن حشوه بالمكسرات ثم يُقلى في زيت، مع إضافة الشربات للتحلية ويُقدم كطبق حلو، كذلك لا مانع من استبدال المكسرات باللحم المفروم أو الخضراوات أو الجبن وتقديمه بمذاق حادق قريب من السمبوسك».
وبجانب القطايف، تأتي الكنافة، التي يقبل عليها الكثير في شهر رمضان، وهي واحد من أهم الأطباق الموروثة، وتقول الشيف غادة التلي: «يتطلب تجهيز شعيرات العجين الرقيقة مهارة وحرفية، لذلك اعتاد الجميع شراءها من محال مختصة للأطباق الرمضانية، أما هذا العام، فأصبح لا خيار عن تجهيزها في المنزل».
وتشرح التلي ما وصفته بـ«حيلة جديدة لتجهيز طبق الكنافة دون الحاجة لتجهيز شعيرات العجين»، وهو ما أطلقت عليها «الكنافة الكذابة»، في إشارة إلى أنها لا تعتمد على شعيرات العجين بشكلها الكلاسيكي.
واعتمدت التلي في وصفتها على استبدال الكنافة بخبز التوست المطحون، مع إضافة مكونات أخرى مثل الحليب، والسميد، والزبد، وماء الورد، والمكسرات المجروشة، وجبن موتزاريلا، وأخيراً الشربات للتحلية، وتضيف: «في البداية يمزج الحليب مع السميد في قدر على شعلة هادئة، حتى يتحول المزيج إلى قوام شبه متماسك، في الوقت نفسه يُضاف الزبد إلى فُتات الخبز مع فركه على غرار وصفة الكنافة التقليدية، ثم يُضاف الجبن وماء الورد إلى السميد والحليب لتجهيز الطبقة الخارجية من طبق الكنافة، أما فتات الخبز مع الزبد فهو الطبقة الأساسية من الوصفة، في بين الطبقتين تُضاف المكسرات المجروشة ويُطهى الطبق داخل الفرن.
وتمضي التلي في حديثها عن أطباق رمضان وتقول: «رغم أن (الكنافة الكذابة) وصفة شهية فإن البعض ربما يكون لديه الحماس والرغبة في استعراض المهارات بتجهيز عجين الكنافة، لهؤلاء أقدم وصفة (الكنافة الرملاوية)، التي يطلق عليها هذا الاسم بسبب نعومتها مقارنة بالكنافة المعروفة في مصر»، وتجهيز طبق الكنافة الرملاوية يتطلب مزج السميد مع الطحين بالإضافة إلى السكر والسمن مع المكسرات المجروشة.
وقدمت الشيف غادة وصفة ثالثة لتحضير بلح الشام، الذي يتعلق به البعض في شهر رمضان، رغم توفره على مدار العام، وكما يبدو من الاسم فهو طبق يعود إلى بلاد الشام، خاصة سوريا، يشبه أصابع التمر ولكن من خلال عجينة مُشكلة ومُحلاة بالشربات. وتقول التلي: «بعيداً عن الوضع الحالي، أنصح بتجهيز طبق بلح الشام في المنزل لأنه بسيط ولا يحتاج إلى خطوة التخمير».
بمكونات قريبة من الأطباق السابقة، جهزت الشيف التلي أصابع بلح الشام بمزج كوب وربع من الطحين، وملعقة كبيرة من النشا، وملعقتين كبيرتين سميد، وبيضتين، بالإضافة إلى ملعقة صغيرة فانيليا، و25 غراماً من الزبد، وكوب ماء مع رشة ملح... وتشرح: «يرفع الماء في قدر على نار متوسطة، ثم يُضاف الزبد ورشة الملح حتى تمام الذوبان... هنا يُضاف الطحين والسميد والنشا لمزيج الماء الساخن، ويُقلب حتى تمام الامتزاج، ثم يترك العجين الدافئ حتى يهدأ، لتأتي مرحلة إضافة البيض والفانيلا. الآن أصبح العجين جاهراً للقلي في زيت غزير». وتنصح غادة التلي: «يفضّل أن يُشكل العجين باستخدام (كيس الحلواني)، مع تحديد حجم أصابع بلح الشام بمقص المطبخ المبلل بقليل من الزيت»، ومثله مثل أطباق رمضانية كثيرة، لا يكتمل إلا بإضافة الشربات والمكسرات المجروشة للتزيين.


مقالات ذات صلة

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق التفوُّق هو الأثر أيضاً (أ.ف.ب)

الشيف دانييل هوم... أرقى الأطباق قد تكون حليفة في حماية كوكبنا

دانييل هوم أكثر من مجرّد كونه واحداً من أكثر الطهاة الموهوبين في العالم، فهو أيضاً من المدافعين المتحمّسين عن التغذية المستدامة، وراهن بمسيرته على معتقداته.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».