الجزائر: ألف إصابة بـ«كوفيد ـ 19» في الأيام الستة الأولى من رمضان

أطباء يربطون الارتفاع في عدد المصابين بطوابير الدقيق «المفقود»

الجزائر: ألف إصابة بـ«كوفيد ـ 19»  في الأيام الستة الأولى من رمضان
TT

الجزائر: ألف إصابة بـ«كوفيد ـ 19» في الأيام الستة الأولى من رمضان

الجزائر: ألف إصابة بـ«كوفيد ـ 19»  في الأيام الستة الأولى من رمضان

يبدي قطاع واسع من الجزائريين قلقاُ من الارتفاع الكبير لعدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، منذ بداية شهر رمضان. ففي أيامه الستة الأولى، تم إحصاء ألف إصابة جديدة مع تزايد لافت لحالات الإصابة في ولايات كان يعتقد أنها بمنأى عن الوباء، تقع بجنوب البلاد وغربها. وكانت وزارة الصحة قد أعلنت، أول من أمس، عن 4006 إصابات مؤكدة و450 وفاة.
ويعتقد أطباء بمستشفيات في العاصمة، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، أن ارتفاع الإصابات في ظرف قصير يرتبط بـ«حالة التراخي» التي لوحظت، بحسب رأيهم، في تطبيق إجراءات الحجر الصحي. وأكد طبيب بمستشفى «القطّار» المتخصص في الأوبئة، رفض نشر اسمه، أن الاكتظاظ الذي عرفته كل الولايات على شراء منتج الدقيق المفقود قبل أيام من شهر الصيام، خلّف إصابات عدة مؤكدة، مشيراً إلى أن الحكومة «ارتكبت خطأ كبيراً عندما خصصت نقاطاً لبيع الدقيق، من دون اتخاذ تدابير وقائية صارمة، وبخاصة التباعد الجسدي وفرض ارتداء الكمامات». يشار إلى أن وزير التجارة، كمال رزيق، صرّح الأسبوع الماضي بأن 7 عمال تابعين لقطاعه بولاية داخلية، أصيبوا بالوباء أثناء توزيع مواد غذائية على سكان في الحجر.
وأظهر أطباء يتواجدون في الصفوف الأولى لمواجهة الفيروس تذمراً بعد أن خففت الحكومة قيود الحجر بمناسبة حلول شهر الصيام، وتقليص ساعات حظر التجول في معظم الولايات بما فيها بؤرة الوباء، البليدة جنوب العاصمة. وقال وسيم خنوش، الطبيب بمستشفى تابلاط جنوب العاصمة «نجم عن قرار الحكومة إعادة فتح كل المحال التجارية إقبال واسع عليها في الأسبوع الأول من رمضان، وسنرى نتائج ذلك بعد أيام قليلة، إذ أتوقع ارتفاعاً كبيراً في الإصابات».
وقضى الجزائريون أمس جمعتهم الثانية، منذ بداية رمضان، والسادسة منذ فرض الحجر، من دون أن يتمكنوا من الصلاة في المساجد. وقد اغتنم القائمون على بعض دور العبادة، الفرصة لإطلاق أشغال ترميم وإعادة بناء أجزاء منها وأشغال تنظيف، استعداداً لعودة المصلين، الذين يأمل غالبيتهم تأدية صلاة العيد بالمساجد.
من جهته، قال جمال فورار، رئيس «لجنة رصد ومتابعة فيروس كورونا» التابعة لوزارة الصحة، في فيديو على شبكة التواصل الاجتماعي، أمس، إن 65 في المائة من المصابين تتراوح أعمارهم بين 20 و60 سنة، مشيراً إلى أن الوباء مسّ 47 ولاية، وبقيت ولاية واحدة بمنأى عنه، هي تندوف الصحراوية بجنوب غربي البلاد
وأكد فورار، وهو طبيب مختص في الأمراض المعدية، أن الإصابات «شهدت استقراراً بما في ذلك بالبليدة». وعبّر عن «ارتياحه للنتائج الجيدة» بعد تجريب بروتوكول العلاج كلوروكين، على 6800 مصاب. وقال، إن 1779 مريضاً غادروا المستشفى بعد تعافيهم من الوباء. يشار إلى أن دواء كلوروكين يسمح بتخفيض عدد الفيروسات بالجسم، ويحول دون انتشاره، بحسب ما يقول أطباء يدعمون استخدامه.
وعن قرار تخفيف الحجر الصحي، قال فورار، إن «الهدف منه تخفيف الآثار الاجتماعية والاقتصادية للوباء، لكن المواطنين لم يتقيدوا في معاملاتهم اليومية بالتدابير الوقائية»، مشيراً إلى أن الحجر الكلي على ولاية البليدة «كان قد أعطى نتائج جيدة».


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
TT

مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)

على الرغم من الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات اليمنية للحد من الهجرة غير الشرعية، بدأ العام الميلادي الجديد أيامه بتدفق المئات من المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي الذين وصلوا إلى سواحل البلاد على متن قوارب متهالكة استقلوها من سواحل جيبوتي والصومال.

ومع تسجيل المنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 60 ألف مهاجر خلال العام المنتهي، ذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية أن الأيام الأولى من العام الجديد شهدت وصول 336 مهاجراً غير شرعي قادمين من القرن الأفريقي إلى سواحل مديرية رضوم بمحافظة شبوة شرق عدن.

وبحسب الداخلية اليمنية، فإن قاربي تهريب أنزلا المهاجرين بساحل منطقة «كيدة»، منهم 256 مهاجراً من حاملي الجنسية الإثيوبية؛ بينهم 103 نساء، أما البقية وعددهم 80 مهاجراً، فإنهم يحملون الجنسية الصومالية. وذكرت أن الشرطة في مديرية رضوم قامت بتجميع المهاجرين غير الشرعيين تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

اعتراض قارب يقل 130 مهاجراً في سواحل محافظة لحج اليمنية (إعلام حكومي)

وفي سواحل محافظة لحج غرب عدن، ذكرت وحدات خفر السواحل التابعة للحملة الأمنية في منطقة الصبيحة (مديرية المضاربة ورأس العارة) أنها ضبطت قارب تهريب كان يحمل على متنه 138 مهاجراً من الجنسية الإثيوبية حاولوا دخول البلاد بطرق غير شرعية.

سلسلة عمليات

وفق بيان للحملة الأمنية، فإنه وبعد عمليات رصد دقيقة، تمكنت من اعتراض القارب في منطقة الخور بمديرية المضاربة ورأس العارة. وأوضح البيان أن المهاجرين الذين كانوا على متنه كانوا في حالة مزرية نتيجة لسوء المعاملة التي تعرضوا لها أثناء الرحلة، حيث نُقلوا إلى أحد مراكز تجميع المهاجرين في محافظة لحج.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من العمليات الأمنية التي تنفذها الحملة الأمنية في الصبيحة في سواحل محافظة لحج جنوب باب المندب بهدف التصدي لظاهرة التهريب والهجرة غير الشرعية، التي تشكل خطراً على الأمن الوطني والإقليمي.

المهاجرون الأفارقة يتعرضون للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (إعلام حكومي)

وأكدت قيادة الحملة الأمنية أنها ستواصل جهودها المكثفة لتعزيز الأمن والاستقرار بالتعاون مع مختلف الجهات المختصة، من خلال تنفيذ المزيد من العمليات النوعية، خصوصاً في المناطق الساحلية التي تعد مركزاً رئيسياً للتهريب. ودعت السكان إلى التعاون والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، مؤكدة أن الحفاظ على الأمن مسؤولية مشتركة بين الجميع.

ويعاني المهاجرون في اليمن من الحرمان الشديد مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن، وفق منظمة الهجرة الدولية، التي أكدت أن الكثيرين منهم يضطرون إلى العيش في مآوٍ مؤقتة أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

إساءة واستغلال

نبهت منظمة الهجرة الدولية إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عُرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، مؤكدة أن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن إلى دول الجوار.

وبحسب المنظمة، فإنها سجلت في أكتوبر (تشرين الأول) فقط قيام أكثر من 1900 مهاجر برحلات محفوفة بالمخاطر، إما عائدين إلى مناطقهم في القرن الأفريقي، وإما مُرَحَّلين على متن القوارب. وتم الإبلاغ عن 462 حالة وفاة واختفاء (على الأقل) بين المهاجرين أثناء عبورهم البحر بين جيبوتي واليمن في 2024.

المهاجرون من القرن الأفريقي عرضة للاستغلال وسوء المعاملة من المهربين (الأمم المتحدة)

ووثقت المنظمة الأممية 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على طول الطريق الشرقي في العام ذاته، وقالت إنه من المرجح أن يكون عدد المفقودين وغير الموثقين أكثر من ذلك بكثير.

وبينت أنها ومن خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة، تعمل على تقديم الخدمات على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات التي تقدم للمهاجرين ما بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود، تقول الأمم المتحدة إن فجوات كبيرة في الخدمات لا تزال قائمة في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.