«كورونا» يتسبب في توقف قلب طفلة أميركية لمدة دقيقتين

الطفلة جولييت دالي (ديلي ميل)
الطفلة جولييت دالي (ديلي ميل)
TT

«كورونا» يتسبب في توقف قلب طفلة أميركية لمدة دقيقتين

الطفلة جولييت دالي (ديلي ميل)
الطفلة جولييت دالي (ديلي ميل)

توقف قلب طفلة أميركية تبلغ من العمر 12 عاماً لمدة دقيقتين بعد إصابتها بمتلازمة التهابية نادرة مهددة للحياة، يعتقد أنها مرتبطة بفيروس كورونا المستجد.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد أكد الأطباء أن الطفلة جولييت دالي، من ولاية لويزيانا الأميركية، توفيت تقريباً لمدة دقيقتين بعد توقف قلبها نتيجة إصابتها بمرض التهابي نادر ناتج عن فيروس كورونا يشبه مرض كاواساكي.
ومرض كاواساكي هو مرض عادة ما يصيب الأطفال دون الخامسة، وتصاحبه أعراض الحمى والطفح الجلدي وتورم الغدد، وفي الحالات الخطرة التهاب شرايين القلب.
وقبل أيام، حذر عدد من الأطباء في بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة من أن عدداً كبيراً من الأطفال المصابين بكورونا يعانون من هذا المرض الشبيه بكاواساكي، وأن نسبة كبيرة منهم تتوفى بسببه، وهو ما يتناقض مع الاعتقاد السابق بأن الفيروس لا يشكل خطراً كبيراً على الأطفال.
وجولييت هي واحدة من أولى الحالات التي تمت إصابتها بهذا المرض الالتهابي في الولايات المتحدة.
وقد نقلت إلى مركز أوشسنر الطبي في مدينة نيو أورليانز قبل 3 أسابيع، حيث كانت تعاني من آلام شديدة في البطن، ولكنها لم يكن لديها أي من أعراض الفيروس الشهيرة، مثل الحمى أو السعال أو الصعوبات في التنفس.
وقالت الطفلة، أول من أمس (الأربعاء)، لبرنامج «غود مورنينغ أميركا» الذي يذاع على شبكة «إيه بي سي» التلفزيونية: «معدتي كانت تؤلمني بشدة، لم أستطع التحرك من الألم، حتى أنني شعرت أنني لا أريد أن أعيش؛ أردت فقط أن يتوقف كل شيء كي أرتاح».
وبعد نقلها للمركز، تم إجراء اختبار فيروس كورونا لجولييت، وجاءت النتيجة إيجابية، ليتم وضعها على جهاز التنفس الصناعي في وحدة العناية المركزة، وقد أصيبت بسكتة قلبية لمدة دقيقتين، قبل أن ينجح الأطباء في إنعاش قلبها.
وعن هذه الواقعة، قالت جولييت: «لقد توفيت لمدة دقيقتين، قبل أن أعود للحياة مرة أخرى».
ومن جهتها، أكدت والدتها، جينيفر دالي، أن ابنتها كانت في صحة جيدة تماماً قبل الإصابة بالفيروس.
وأضافت: «تحولت ابنتي من طفلة نشطة في حالة صحية ممتازة إلى مريضة تم وضعها على جهاز التنفس الصناعي لمدة 4 أيام».
وحذرت جينيفر الآباء الآخرين من أن الفيروس قد يكون مميتاً لبعض الأطفال. وتابعت: «أعتقد أنه من المهم حقاً نشر هذه الرسالة. كدت أفقد ابنتي بسبب هذا الفيروس اللعين».


مقالات ذات صلة

الصين: «كوفيد - 19» نشأ في الولايات المتحدة

آسيا رجل يمر أمام مجسمَيْن لفيروس «كورونا» (رويترز)

الصين: «كوفيد - 19» نشأ في الولايات المتحدة

أعادت الصين تكرار مزاعمها بأن «كوفيد - 19» ربما نشأ في الولايات المتحدة، وذلك في تقرير أصدرته أمس الأربعاء حول استجابتها للجائحة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

يدعم موقع إلكتروني اتحادي متخصص في فيروس «كوفيد-19»، كان يعرض معلومات عن اللقاحات والفحوصات والعلاج، الآن، نظرية أن الوباء نشأ نتيجة تسرب من مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تعرض الصفحة التي تشبه ملصقاً لأحد أفلام هوليوود عنواناً وهو «تسريب المختبر» (البيت الأبيض)

البيت الأبيض يدشن صفحة تدعم نظرية نشوء «كورونا» داخل مختبر

دشّن البيت الأبيض، الجمعة، صفحة إلكترونية جديدة حول أصول نشأة فيروس كورونا، على موقعه الرسمي يدعم فيها النظرية القائلة بأن «كوفيد-19» نشأ داخل مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس «كورونا المستجد» بقسم «كوفيد - 19» داخل مستشفى في بيرغامو... 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تضع اللمسات الأخيرة على «اتفاق الجوائح»

تجتمع الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الثلاثاء) في جنيف، على أمل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الجوائح، بعد التوصل إلى اتفاق «مبدئي» الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)

أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

يقترب أعضاء «منظمة الصحة العالمية» من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للاستعداد للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل.


«ظلال في الداخل»... وقفة مع الحياة لمجتمع يستحق

يقدّم لوحاته تكريماً لمجتمع يستحق (الشرق الأوسط)
يقدّم لوحاته تكريماً لمجتمع يستحق (الشرق الأوسط)
TT

«ظلال في الداخل»... وقفة مع الحياة لمجتمع يستحق

يقدّم لوحاته تكريماً لمجتمع يستحق (الشرق الأوسط)
يقدّم لوحاته تكريماً لمجتمع يستحق (الشرق الأوسط)

في أفق واسع لا تحدّه حدود، يترجم الرسام أنطوان مطر مشاعر مجتمع بأكمله في معرضه «ظلال في الداخل»، مختصراً فيه تراكمات تجارب وخبرات أكاديمية وتشكيلية.

وفي غاليري «آرت ديستريكت» بمنطقة الجميزة البيروتية، تتوزّع لوحاته المؤلَّفة من أطفال ونساء ورجال يدورون في فلك الماضي والحاضر. يغادرون ويصلون، ويجتمعون في هدوء وسكينة. جالسين أو واقفين، يتكاتفون في التعبير عن يومياتهم، مُقدّمين فصولاً من حياة تزخر بأصداء اللحظات. فكما يتلقّفون انتصاراتهم جماعياً، كذلك يفعلون مع خساراتهم، لتصبح كلّ لوحة من لوحات المعرض وعاء لمشاعر إنسانية وتكوينية.

اختار مطر عناوين أعماله من ذاكرة خياله؛ ومنها تستشفّ وصفاً دقيقاً لحالات إنسانية يُسجّلها بحبر ريشته حيناً، وبـ«الأكريليك» وتقنية «الميكسد ميديا» حيناً آخر، مُسهماً، كما يقول لـ«الشرق الأوسط»، في «تحريرها من المحدودية».

الفنان أنطوان مطر أمام إحدى لوحات معرضه «ظلال في الداخل» (الشرق الأوسط)

الحشود حاضرة في جميع لوحات أنطوان مطر، ومعها تغيب الفردية التي تُهيمن على معارض فنّية أخرى. يصوغها في إطار مشترك، فتبدو كتلة مترابطة ومتماسكة في آن. يقول: «هذا المعرض محطة مع الحياة ومكوّناتها البشرية. موضوعاته لا تتقيّد بالمشاهدات، وإنما تولد من خليط الإبداع والخيال. كلّ لوحة تحمل في مضمونها انطباعات كوّنتُها من تجاربي. فالمجتمع هو المحرّك الأساسي في حياتنا، ومن دونه تبدو فارغة وجامدة، ولذلك رغبت في تكريمه على طريقتي».

تشعر وأنت تتأمّل لوحات مطر كأنك تلتقي بناسها. يلقون عليك التحية أحياناً بنظرات فارغة، كما في لوحة «حجاب الصمت»، وأحياناً أخرى يديرون لك ظهورهم متأهّبين للمغادرة، كما في لوحة «قصص لا تنتهي»، فتجول في عالم يغرق بالصمت والكتمان. وفي لوحة «سيمفونية ذات عجلتين»، تبدو الشخصيات ودودة، تقود دراجتها الهوائية في ماراثون مجهول المسار. أما في لوحة «خطوط المرور» التي رسمها على خلفية بنفسجية، فتظهر ثائرة بهدوء.

مادتا الحبر والألوان المائية تسود معظم أعماله (الشرق الأوسط)

ويشرح الفنان التشكيلي اختياره لتقنيات متعدّدة: «لا أخطّط للألوان التي أرغب في استخدامها. أحمل ريشتي وأتبع خياراتها لأدوّن أفكاري. استخدمت تقنيات تتراوح بين الأكريليك والحبر والألوان المائية والميكسد ميديا، فجاءت متنوّعة بلا ملل أو رتابة».

ويشير مطر إلى أنّ خلفيته الثقافية تُسهم في خلق مساحات شاسعة لا تحدّها قيود، ويضيف: «سبق أن استخدمت في معارض أخرى تقنيات مختلفة، منها الزيت، لكنني في (ظلال في الداخل) غصتُ في أعماق هذه الثقافة وتراكم تجاربي الأكاديمية والفنّية». وعما إذا كان يرى معرضه محطة مختلفة في مشواره، يوضح: «هي بلا شكّ محطة لا تشبه غيرها، أروي فيها قصص مجتمع بالأبيض والأسود، وأحياناً أكتبها على سطور لوحة بريشة تلقائية يسودها الأحمر أو بخلفية زرقاء. أما ميلي إلى الحبر في معظم لوحاتي، فلأنه مادة قوية وثابتة، تُولّد نوعاً من التحدّي بيني وبينها، خصوصاً أنّ الخطأ معها غير مسموح».

يُحاكي في لوحاته حشود مجتمعات متنوّعة (الشرق الأوسط)

يتمتّع أنطوان مطر بمشوار أكاديمي حافل؛ فهو أستاذ في كلية الفنون بجامعة الروح القدس في الكسليك، وعضو في جمعية الرسامين والنحاتين اللبنانيين. أسَّس «بيت الفنون» في منطقة أدما، وأقام أكثر من 30 معرضاً بين لبنان والخارج. كما مارس تعليم الرسم في معهد الحكمة ومدرسة الموضة الأشهر في بيروت، «إس مود».

مشاعر الفرح والحزن، كما الهدوء والسكينة، تطبع مجتمعات أنطوان مطر في لوحاته، التي تمثّل حصاد سنوات من العمل، بدءاً من عام 2014 ووصولاً إلى لحظة 2025.

في لوحة «أصداء الأشباح»، ينقلك أنطوان مطر إلى عالم ملوّن بامتياز. يصوّر مجموعة من النساء ينشغلن بالدرس والمطالعة، يظهرن أنيقات وجادّات، يتطلَّعن إلى المستقبل بنظرة حالمة؛ كل ذلك على خلفية خضراء تُحاكي الطبيعة. وفي لوحة «جمعة النفوس»، المُقدَّمة بالتقنية عينها، تبدو النساء أكثر انشغالاً وحركة. ويكمل المشوار في لوحة «مكان الالتقاء»، مُقدّماً نموذج مجتمع مختَلط ينظر إلى العلا، ذاك الذي يبدو على تماس معه. أما في لوحة «أصداء الحشد»، فيأخذنا إلى مشهدية تعبق بجمالية تداخل الأحمر والبنفسجي والأسود، بريشة تتّسم بالعبثية.