وفيات الفيروس تعاود الارتفاع في أميركا... والاستخبارات تستبعد نظرية «التصنيع»

فاوتشي يشيد بنتائج إيجابية لعلاج محتمل... ومقابر نيويورك تعاني دفن الضحايا

شرطيون يصطحبون مشرداً خارج محطة قطار الأنفاق في نيويورك أمس (أ.ب)
شرطيون يصطحبون مشرداً خارج محطة قطار الأنفاق في نيويورك أمس (أ.ب)
TT

وفيات الفيروس تعاود الارتفاع في أميركا... والاستخبارات تستبعد نظرية «التصنيع»

شرطيون يصطحبون مشرداً خارج محطة قطار الأنفاق في نيويورك أمس (أ.ب)
شرطيون يصطحبون مشرداً خارج محطة قطار الأنفاق في نيويورك أمس (أ.ب)

أعلنت الاستخبارات الأميركية، أمس، أنّها توصلت إلى خلاصة مفادها أنّ فيروس كورونا المستجد «ليس من صنع الإنسان أو عُدّل جينياً». وتستمر الأجهزة الاستخباراتية بحثها لـ«تحديد ما إذا كان الوباء بدأ باحتكاك مع حيوانات مصابة أو أنّه نتيجة حادث مخبري في ووهان»، المدينة الصينية حيث بدأ تفشيه، وفق إدارة الاستخبارات في بيان.
وارتفعت وتيرة الوفيات جراء فيروس كورونا في الولايات المتحدة مرة جديدة، بعدما شهدت انخفاضا ملحوظا في الأيام الماضية. وسجّل مساء الأربعاء، وفاة أكثر من 2500 شخص خلال 24 ساعة، في حصيلة تجاوزت تلك المسجّلة مساء الثلاثاء، بحسب بيانات لجامعة جونز هوبكنز.
وأظهرت بيانات نشرتها الجامعة مساء الأربعاء أنّ وباء كوفيد - 19 حصد في الولايات المتّحدة خلال 24 ساعة أرواح 2502 شخص، لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية للوفيات الناجمة عن الوباء في أميركا إلى 60853 وفاة. وكانت حصيلة الوفيات المسجلة مساء الثلاثاء بلغت 2207 وفيات، وذلك بعد يومين سجّلا تباطؤاً لافتاً في أعداد ضحايا الوباء الفتّاك، بـ1330 وفاة مساء الأحد، و1303 وفيات مساء الاثنين.
والولايات المتّحدة التي سجّلت فيها أول وفاة بالفيروس في نهاية فبراير (شباط) هي الدولة الأكثر تضرّراً في العالم من جرّاء وباء كوفيد - 19، سواء من حيث عدد الوفيات أو الإصابات حيث تشكل نسبة الوفيات والإصابات فيها، رُبع الوفيات الناجمة عن الفيروس في العالم وثلث الإصابات. ومساء الأربعاء، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمره الصحافي اليومي في البيت الأبيض بشأن تطورات الوباء في البلاد، إنّ فيروس كورونا المستجدّ «سيرحل». وأكّد ترمب أن الفيروس «سيذهب. سيغادر، سيختفي، سيتم القضاء عليه»، من دون أن يوضح متى وكيف.
في المقابل، أعلن الدكتور أنطوني فاوتشي خبير الأوبئة ومستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن عقار رمديسيفير المضاد للفيروسات أظهر أثرا «واضحا» في علاج فيروس كورونا المستجد. وقال من البيت الأبيض إن «المعطيات تظهر أن دواء رمديسيفير ترك أثرا واضحا، مهما وإيجابيا في تقليص فترة شفاء مرضى فيروس كورونا المستجد». وأضاف أن هذا الأمر يثبت «أن دواء يمكن أن يتصدى للفيروس».
وأجريت دراسة سريرية على هذا العقار بالتعاون بين معاهد الصحة الأميركية ومختبر جلعاد الأميركي. وانعكست تصريحات فاوتشي عن العقار على الأسواق المالية بشكل فوري، حيث صعدت غالبية الأسهم مسجلة تعافيا بطيئا.
من ناحية أخرى، استدعيت قوات الشرطة الأميركية إلى دار جنازة في منطقة بروكلين بمدينة نيويورك الأميركية بعد تخزين جثامين عشرات المتوفين جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد في شاحنات وعربات نقل غير مبردة، لتعذر القيام بدفنها، في ظل نقص في العاملين وفي أمكنة الدفن. وشكل هذا الحدث مثالا حديثا عن التحديات التي تواجهها المقابر مع آلاف الموتى بمرض كوفيد - 19 الناجم عن الفيروس المستجد وتفشي الوباء في ولاية نيويورك.
وقال أحد مسؤولي الشرطة إنه توجه لدار الجنازة بعد تلقي اتصال من خدمة الطوارئ «911»، ليتضح أن الدار استأجرت أربع شاحنات لحفظ نحو 50 جثمانا، وفقا لوكالة «أسوشييتدبرس»، التي أشارت إلى أنه لم توجه لدار الجنازة أي تهم جنائية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».