معركة مسائية بـ«الحجارة والزجاج» في الجيزة تكسر «حظر كورونا»

الشرطة سيطرت على الموقف بعد بلاغات السكان

حي العمرانية يشهد الكثير من المشاجرات (صفحة رئاسة حي العمرانية على «فيسبوك»)
حي العمرانية يشهد الكثير من المشاجرات (صفحة رئاسة حي العمرانية على «فيسبوك»)
TT

معركة مسائية بـ«الحجارة والزجاج» في الجيزة تكسر «حظر كورونا»

حي العمرانية يشهد الكثير من المشاجرات (صفحة رئاسة حي العمرانية على «فيسبوك»)
حي العمرانية يشهد الكثير من المشاجرات (صفحة رئاسة حي العمرانية على «فيسبوك»)

على غرار المشاجرات التي تجسدها الدراما المصرية في بعض المسلسلات التلفزيونية، التي تدور في إطار اجتماعي وشعبي، اندلعت معركة كبيرة بين سكان شارعين متفرعين من شارع الثلاثيني بحي العمرانية بالجيزة (غرب القاهرة)، في وقت متأخر من مساء أمس (الأربعاء) بعد الموعد المحدد لحظر التجول في مصر والذي يبدأ في تمام التاسعة مساءً. واستخدمت في المعركة الحجارة والزجاجات الفارغة، وتسبب التراشق بين الطرفين في حدوث تلفيات كبيرة بنحو 12 سيارة كانت متوقفة بالشارع، وإصابة 13 شخصاً.
ومع احتدام المعركة بين الطرفين أصيب سكان المنطقة بحالة من الذعر؛ ما دفع بعض السكان لطلب النجدة من الشرطة للسيطرة على الموقف وفض المعركة، وهو ما حدث بالفعل وفق ما ذكرته مواقع إخبارية مصرية صباح اليوم، أفادت بأن «مشرف غرفة عمليات شرطة النجدة تلقى بلاغاً من الأهالي بنشوب مشاجرة بشارع الثلاثيني، ودفع مساعد مدير أمن الجيزة لقطاع الغرب بتعزيزات أمنية تنسيقاً مع فرقة الطالبية والعمرانية، وتمكنوا من السيطرة على الموقف، وضبط طرفي المشاجرة».
وبحسب ما ذكرته المصادر الأمنية للمواقع الإخبارية المحلية، فإنه «وفق تحريات مباحث قسم الطالبية الأولية وروايات شهود عيان، اندلعت المشاجرة بين قاطني شارعين؛ بسبب خلاف على تجارة مواد مخدرة»، كما أوقفت قوات الأمن 8 أشخاص من طرفي المشاجرة، وعينت أفراداً لمراقبة الحالة الأمنية بالمنطقة لمنع تجدد المشاجرة مرة أخرى.
مشاجرات المواطنين في حي العمرانية بالجيزة تعد من الظواهر المتكررة، ففي بداية شهر أبريل (نيسان) الحالي، تمكنت الأجهزة الأمنية من فض مشاجرة بسلاح الخرطوش بين طرفين في العمرانية، وضبط طرفيها، بعد ورود بلاغ لضباط مباحث قسم شرطة العمرانية من غرفة النجدة بنشوب مشاجرة بين معركة بـسلاح الخرطوش.
ويشغل حي العمرانية مساحة كبيرة من مدينة الجيزة، ويضم معظم ضواحي ومناطق شارع الهرم، ويبدأ نطاقه من شارع الملك فيصل شمالاً، وحتى الطريق الدائري جنوباً، ومن شريط السكة الحديد شرقاً وحتى طريق المريوطية غرباً، ويضم عدداً من استديوهات التصوير الشهيرة والمعاهد التعليمية الفنية والسينمائية، والمحال التجارية والكازينوهات والملاهي الليلية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».