قطاع الطاقة الأوروبي متأهب لدعم الانتعاش الاقتصادي

TT

قطاع الطاقة الأوروبي متأهب لدعم الانتعاش الاقتصادي

قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل، الأربعاء، إن قطاع الطاقة في الاتحاد الأوروبي مستعد وجاهز للمساهمة في الانتعاش الاقتصادي. جاء ذلك عقب مناقشة وزراء الطاقة وبمشاركة المفوض الأوروبي المكلف بملف الطاقة، كادري سيمسون، مدى تأثر قطاع الطاقة بمواجهة أزمة «كوفيد 19»، وإمكانية المساهمة في برامج الانتعاش الاقتصادي.
وأضاف الجهاز التنفيذي للاتحاد في بيان، أن الاجتماعات التي اختتمت مساء الثلاثاء، خلصت إلى أن نظام الطاقة الأوروبي يتسم بالمرونة، ولا يوجد حالياً خطر على قطاع الإمداد. ونقل البيان عن سيمسون قوله إن «أزمة (كوفيد 19) أخفقت في اختبار نظام الطاقة الأوروبي».
ولكن في تصريحاته في بروكسل، عقب نقاشات وزارية عبر الفيديو، حول أزمة «كورونا» وقطاع الطاقة، قال المفوض الأوروبي سيمسون، إن الحالة الطارئة غير المسبوقة وضعت نظام الطاقة الأوروبي على المحك، رغم أن الوزراء أكدوا أنه لم يحدث انقطاع في العرض، بفضل ما قامت به الدول الأعضاء وشركات الطاقة في أوروبا ومشغلو الشبكات من استعدادات، واتخاذ للخطوات الصحيحة في الوقت المناسب.
وأضاف المسؤول الأوروبي: «ولكن هذا لا يعني أنه لم يكن هناك أي تأثير على قطاع الطاقة، فقد حدث اضطراب في أسواق النفط، ونشهد صدمة الطلب وصدمة العرض في الوقت نفسه. ويؤثر انخفاض الطلب على الكهرباء، وانخفاض الأسعار أيضاً على الموازنات العمومية لعديد من المرافق وشركات الطاقة، ولكن الأكثر إثارة للقلق هو وضع صناعة الطاقة المتجددة الأوروبية، وخصوصاً الرياح والطاقة الشمسية، فقد أظهرت الأزمة ضعف سلاسل التوريد لدينا وانخفاض مستويات الاستثمار وتقلص الأسواق، وتسببت في تأخير المشروعات في الأسواق الناشئة، وفي بعض الحالات أوقفت الإنتاج في أوروبا، وبالتالي يجب أن يكون في أولوياتنا جميعاً الاستجابة لهذا، والحفاظ على زيادة أوروبا العالمية في مجال تقنيات الطاقة النظيفة».
ونوه المفوض إلى أن المجلس الأوروبي كلف قبل أسبوع رئيسة المفوضية الأوروبية بتقديم خطة انتعاش مرتبطة بمقترح معدل للإطار المالي المتعدد السنوات. وقال إن الصفقة الخضراء ستكون في صميم هذه الخطة، وسيكون للطاقة دور مهم تؤديه. وأشار إلى وجود ثلاث مجالات تركيز محتملة في قطاع الطاقة، وهي: تعزيز تجديد المباني، وتسريع تطوير مصادر الطاقة المتجددة، والاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة المبتكرة.


مقالات ذات صلة

ريفز تتعهد بشراكة اقتصادية «طموحة» مع الاتحاد الأوروبي

الاقتصاد وزيرة الخزانة البريطانية تلقي كلمة بجوار عمدة لندن أليستر كينغ في حفل العشاء السنوي في مانشن هاوس في لندن (أرشيفية- رويترز)

ريفز تتعهد بشراكة اقتصادية «طموحة» مع الاتحاد الأوروبي

ستصبح وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز أول مستشارة بريطانية تحضر اجتماعاً لوزراء المالية الأوروبيين منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

الاقتصاد ماكرون وشولتس يتشابكان بالأيدي بعد عقد مؤتمر صحافي مشترك خلال قمة الاتحاد الأوروبي (أرشيفية - رويترز)

الأزمات السياسية في فرنسا وألمانيا تنذر بمزيد من المتاعب لاقتصاد أوروبا المتعثر

من المؤكد أن الانهيار الحكومي في كل من برلين وباريس سيؤدي إلى عرقلة الجهود المبذولة لمعالجة العجز المتزايد في أوروبا والقدرة التنافسية المتدهورة.

«الشرق الأوسط» (باريس، برلين)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يفضل ضعف اليورو... ويخطط لتخفيض الفائدة مجدداً

من المرجَّح أن يكون «المركزي الأوروبي» راضياً، وإن بشكل غير معلن، عن انخفاض أكبر في سعر صرف اليورو، وربما يكون أكثر حذراً حيال حدوث العكس في الوقت غير المناسب.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد خط إنتاج مصنع الألعاب العلمية «ساينس فور يو» في لشبونة (رويترز)

انكماش حاد في نشاط الأعمال بمنطقة اليورو

انخفض نشاط الأعمال في منطقة اليورو بصورة حادة خلال الشهر الماضي؛ حيث انضم قطاع الخدمات المهيمن إلى قطاع التصنيع في الانكماش.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد دولارات أميركية وعملات أخرى في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي بتورنتو (رويترز)

«الرسوم الجمركية» تهبط بالدولار

هبط الدولار مقابل عملات رئيسة أخرى إلى أدنى مستوى في أسبوع وسط ازدياد حذر المتعاملين تجاه تعهدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية

«الشرق الأوسط» (لندن)

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».