مدارس الصين تفتح أبوابها ومخاوف متزايدة من «موجة ثانية»

الهند تواصل إغلاق المناطق الأكثر تضرراً من «كوفيد ـ 19»... وإندونيسيا تأمل بعودة الحياة الطبيعية في يوليو

طلاب يضعون كمامات وهم يغادرون مدرستهم في إقليم غوانغدونغ في الصين أمس (إ.ب.أ)
طلاب يضعون كمامات وهم يغادرون مدرستهم في إقليم غوانغدونغ في الصين أمس (إ.ب.أ)
TT

مدارس الصين تفتح أبوابها ومخاوف متزايدة من «موجة ثانية»

طلاب يضعون كمامات وهم يغادرون مدرستهم في إقليم غوانغدونغ في الصين أمس (إ.ب.أ)
طلاب يضعون كمامات وهم يغادرون مدرستهم في إقليم غوانغدونغ في الصين أمس (إ.ب.أ)

عاد عشرات آلاف الطلاب إلى المدارس في شنغهاي وبكين، أمس (الاثنين)، بعد نحو أربعة أشهر من الإغلاق لوقف انتشار فيروس «كورونا» المستجد مع الالتزام المشدد بإجراءات الوقاية، في حين تعود أكبر مدن الصين تدريجياً إلى الحياة الطبيعية، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير من بكين.
واستأنف طلاب شنغهاي في عامهم الدراسي الأخير أو الصفوف الثانوية الدراسة في حين سمح فقط لطلاب التعليم العالي في بكين بالعودة إلى المدارس للتحضير للفحص المهم لدخول الجامعة.
وتمكنت الصين من وقف انتشار الفيروس إلى حد كبير، لكنها لا تزال متأهبة مع تزايد المخاوف من حالات لأشخاص قادمين من الخارج أو ظهور موجة ثانية من الإصابات في شمال شرقي البلاد.
وقال الطالب مينغ شيانغهاو، إنه يأخذ احتياطات شديدة في اليوم الأول من العودة إلى المدرسة في ثانوية شينجينغلون في بكين. وقال الطالب لوكالة الصحافة الفرنسية في حين كان زملاؤه يدخلون المدرسة وهم يضعون الكمامات وسط وجود رجال الشرطة ومسؤولين «لقد أحضرت كمامات وأكياس نفايات ومعمقات». وأضاف «أنا مسرور للعودة، لقد مر وقت طويل منذ رؤية رفاقي آخر مرة، لقد اشتقت إليهم».
وأقيمت خيمة عند مدخل المدرسة وكان رجل يرتدي بزة الحماية البيضاء يقوم برش المعقمات على أرض المدرسة وبواباتها.
وكانت المدارس أغلقت أبوابها في مختلف أنحاء البلاد منذ يناير (كانون الثاني)، وبدأ إعطاء الدروس على الإنترنت. وقد بدأت تفتح تدريجياً الشهر الماضي في حين يرتقب أن تستأنف الدراسة في ووهان التي كانت البؤرة الأولى للوباء، في 6 مايو (أيار).
وأعلنت وزارة التعليم الصينية، أنه سيتم قياس حرارة الطلاب في العاصمة عند مداخل المدارس ويجب أن يبرزوا الرمز «الأخضر» الصحي على تطبيق خاص يحتسب فرص تعرض شخص ما للإصابة. وأضافت الوزارة، أن بعض المدارس في بكين تدرب على إعادة الفتح بشكل مسبق مع إحضار أشخاص للقيام بتجربة دخول المدارس.
ولفت تقرير الوكالة الفرنسية إلى أن بكين لا تزال تفرض إجراءات مشددة لمنع تجدد انتشار الوباء وتطلب من زوار المدينة الخضوع لإجراءات الفحوص اللازمة واستكمال فترة حجر صحي طويلة.
أمام مدرسة شينجينغلون وفيما كان يجري تعقيم الأرصفة، جرت العودة المدرسية على دفعات صغيرة من الطلبة «ومن دون عناق»، كما قال شياو شوهان الطالب في المدرسة بسبب الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.
وبثت صحيفة «بكين» مشاهد للطلاب وهم جالسون على مقاعد الدراسة وطاولاتهم بعيدة عن بعضها بعضاً ويبقون الكمامات على وجوههم.
وقالت الوزارة، إنه في شنغهاي، أعدت مدارس غرفاً خاصة جانباً لعزل الطلاب الذين تظهر «عليهم حرارة غير اعتيادية».
وفي مدرسة هوايو الثانوية الخاصة في شنغهاي، وسط أكبر مدن الصين، كان الطلاب يلتزمون بإبقاء مسافة فيما بينهم وكلهم يضعون الكمامات، كما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.
وإلى جانب الأجواء الخاصة المحيطة بهذه العودة، يضاف القلق المرتبط بغياب طويل عن قاعات الدراسة والضغوط مع اقتراب فحص «غاوكاو»، أي ما يعادل البكالوريا في الصين. وقال وانغ يوشن الطالب البالغ من العمر 17 عاماً «في المنزل يجب أن تكون لدينا الدوافع للدرس».
وفي حين لا تزال غالبية المدارس الابتدائية والجامعات مغلقة، أوصت وزارة الصحة السبت بحصر الدروس على الإنترنت بمدة ساعتين ونصف الساعة في اليوم لحماية نظر الأطفال «على ألا تكون لأكثر من 20 دقيقة متواصلة».

- الهند
قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، خلال لقاء عبر تقنية «الفيديو كونفرانس» مع رؤساء وزراء الولايات، إن إجراءات الإغلاق ستستمر في المناطق الأكثر تضرراً من فيروس «كورونا». ونقلت شبكة «إن دي تي في» عن مودي «لا توجد حاجة إلى القلق بشأن الجانب الاقتصادي. اقتصادنا في حالة جيدة». وتباينت آراء رؤساء وزراء الولايات ما بين مطالب بإنهاء إجراءات الإغلاق ومؤيد لتمديدها للحد من تفشي فيروس «كورونا»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وقالت مصادر، إن مودي طالب الولايات كافة بإعداد خطط للخروج من الإغلاق، وذلك من خلال ترسيم المناطق بناءً على مستوى تفشي الفيروس بها. ومن المرجح استئناف الأنشطة الاقتصادية في المناطق الأقل خطراً. لكن سيتم استئناف النشاط التجاري مع اتباع إرشادات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
ومن المقرر الإعلان عن القرار النهائي بشأن إجراءات الإغلاق بعد الثالث من مايو المقبل، عندما تنتهى فترة الإغلاق الحالية. وأضافت المصادر، أن الولايات طلبت حزمة مالية من الحكومة المركزية. وتابعت الوكالة الألمانية، أن من المقرر استمرار القيود المفروضة على وسائل النقل العام، بالإضافة إلى استمرار إغلاق المدارس والجامعات وحظر التجمعات الدينية.

- إندونيسيا
قال دوني موناردو، رئيس فريق العمل الحكومي لمكافحة «كوفيد - 19» في إندونيسيا، أمس (الاثنين)، إن بلاده تأمل أن يتمكن مواطنوها من العودة لحياتهم العادية بحلول يوليو (تموز) مع سعي الدولة، الواقعة في جنوب شرقي آسيا، إلى خفض وتيرة الإصابات الجديدة بحلول يونيو (حزيران)، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز».
وسجلت إندونيسيا، رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، 9096 حالة إصابة مؤكدة بمرض «كوفيد - 19» الذي يسببه فيروس «كورونا» المستجد، وهذا ثاني أعلى عدد إصابات في جنوب شرقي آسيا بعد سنغافورة، مع أن خبراء طبيين عبّروا عن قلقهم من أن الانخفاض النسبي لعدد الفحوص التي أُجريت يخفي معدل إصابات أعلى بكثير.
وإندونيسيا، التي سجلت 765 حالة وفاة، وهو أكبر عدد وفيات بالمرض في شرق آسيا بخلاف الصين، كانت أبطأ أيضاً في فرض قيود على التنقل مقارنة ببعض الدول المجاورة.
ونقلت «رويترز» عن موناردو بعد اجتماع لمجلس الوزراء، «طلب الرئيس أن نعمل بجهد أكبر، فعلى الناس الطاعة وأن يكونوا أكثر انضباطاً، وعلى السلطات أن تكون أكثر صرامة ليتسنى بحلول شهر يونيو، أن نتمكن من خفض العدوى في إندونيسيا. وبحلول يوليو نأمل أن نعود إلى حياتنا المعتادة»، متعهداً بزيادة الفحوص الخاصة بالكشف عن المرض بين أبريل (نيسان) ومايو «بشكل كبير».
وأُجريت فحوص للكشف عن الفيروس لأكثر من 59 ألف شخص في إندونيسيا حتى أمس، وهذا العدد أقل بكثير من سنغافورة التي يقدر عدد سكانها بنحو 5.6 مليون نسمة فقط وأجرت 82644 فحصاً. وأجرت ماليزيا 131491 فحصاً حتى الأحد.
وتعزى الصعوبات التي تواجهها إندونيسيا، التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 260 مليون نسمة، في زيادة الفحوص جزئيا لنقص الطواقم اللازمة لإجرائها ونقص الأجهزة اللازمة. وقال موناردو إنه تم جلب مواد لإجراء 479 ألف فحص إضافي من كوريا الجنوبية والصين.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.