طبيب ليبي يضاعف أحزان مواطنيه بعدما قضى بـ«كورونا» أثناء علاجه بريطانيين

توفي في بريطانيا طبيبان ليبيان بكورونا بعدما كانا يعالجان المصابين بالفيروس، وأحدهما يدعى يونس رمضان التيناز، والآخر الصادق الهوش (يمين).
توفي في بريطانيا طبيبان ليبيان بكورونا بعدما كانا يعالجان المصابين بالفيروس، وأحدهما يدعى يونس رمضان التيناز، والآخر الصادق الهوش (يمين).
TT

طبيب ليبي يضاعف أحزان مواطنيه بعدما قضى بـ«كورونا» أثناء علاجه بريطانيين

توفي في بريطانيا طبيبان ليبيان بكورونا بعدما كانا يعالجان المصابين بالفيروس، وأحدهما يدعى يونس رمضان التيناز، والآخر الصادق الهوش (يمين).
توفي في بريطانيا طبيبان ليبيان بكورونا بعدما كانا يعالجان المصابين بالفيروس، وأحدهما يدعى يونس رمضان التيناز، والآخر الصادق الهوش (يمين).

عمقت وفاة الطبيب الصادق الهوش، في مدينة ليفربول في شمال غربي إنجلترا أحزان المواطنين الليبيين، الذين زادت مخاوفهم أمس، بعد الإعلان عن تسجيل 8 إصابات جديدة بفيروس «كورونا»، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 59 حالة، من بينهم وفاة واحدة.
والهوش، الذي نعته غالبية القطاعات والأوساط السياسية في ليبيا أمس، وودعه مواطنون بريطانيون في مشهد مهيب، هو اختصاصي جراحة العظام والمفاصل، وأصيب منذ أيام بفيروس «كورونا» خلال عمله بالمستشفيات البريطانية، لكنه قضى أول من أمس، بعد إدخاله العناية الفائقة.
ونعت وزارتا الخارجية والصحة في حكومة «الوفاق» في بيانين منفصلين مساء أول من أمس، الهوش. وقالت الصحة، إن الراحل وافاه الأجل بسبب إصابته بـ«كورونا» بعد أن انتقلت إليه العدوى أثناء محاولته إنقاذ حياة مريض، حيث ووري الثرى أول من أمس، بالمملكة المتحدة.
وتضمن بيان الوزارة السيرة الشخصية للطبيب الليبي الراحل، وهو من مواليد مدينة طرابلس، عام 1961 متزوج من سيدة ليبية وأب لأربعة أولاد، تخرج في كلية الطب بجامعة طرابلس عام 1987 وعمل طبيباً بمستشفى طرابلس المركزي إلى عام 1992، ثم انتقل إلى بريطانيا لإتمام دراسته وتحصل على الزمالة البريطانية للجراحة تخصص جراحة عظام، كما عمل في المستشفيات البريطانية لسنوات طويلة قبل أن يواتيه الأجل.
وقدم السفير البريطاني لدى ليبيا، نيكولاس هوبتون، تعازيه لأسرة الهوش، وقال في بيان: «من المحزن جدا خبر وفاة الطبيب الليبي، الصادق الهوش، تعازينا الحارة لأفراد أسرته».
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا مقاطع فيديو لجنازة الطبيب الراحل، تظهر وداعاً مهيباً، أثناء خروج جثمانه من المستشفى الذي كان يعمل به بشمال ويلز، وسط مشاركة عدد من تلاميذه وأفراد الجالية الليبية ومواطنين بريطانيين.
في سياق قريب، قال المركز الوطني لمكافحة الأمراض في بيان، أمس، إن المختبر المرجعي لصحة المجتمع التابع له تسلم 83 عينة ليتبين إصابة 8 حالات لمخالطين بالفيروس، ليرتفع عدد المصابين إلى 59 حالة، وسط تعافي 14 حالة.
وأعلن نائب رئيس اللجنة الطبية الاستشارية، الناطق الطبي الرسمي باسم اللجنة العليا لمكافحة «كورونا» بالحكومة الموازية بشرق البلاد الدكتور أحمد الحاسي، عدم تسجيل أي إصابات جديدة بالفيروس منذ 7 أبريل (نيسان) الحالي، ومع ذلك أعلنت اللجنة العليا لمكافحة «كورونا» بالحكومة أمس، استمرار حظر التجول في شهر رمضان، لتبدأ من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحا، بينما تفرض حكومة «الوفاق» حظراً كلياً ينتهي في السابع والعشرين من الشهر الحالي.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.