القراصنة يمارسون التصيّد بالرسائل الإلكترونية

يفضلونها على «النصيّة»

القراصنة يمارسون التصيّد بالرسائل الإلكترونية
TT

القراصنة يمارسون التصيّد بالرسائل الإلكترونية

القراصنة يمارسون التصيّد بالرسائل الإلكترونية

رغم الحذر الذي يبديه الناس اليوم من عمليات التصيّد والقرصنة الرقمية، تبقى الرسائل الإلكترونية المصيدة الأولى والأكثر استخداماً في هذه الاعتداءات.
- اختراق وانهيار
يرى سام سمول، رئيس قسم الأمن الإلكتروني في «زيرو فوكس» المتخصصة في مساعدة الشركات في مجال الحماية الأمنية أنّ «الرسائل الإلكترونية الخاصة بالأعمال، هي أوّل حيل الاختراق التي يستخدمها القراصنة وأكثرها فعالية... مثلا، تتلقون رسالة إلكترونية تبدو لكم صحيحة وموثوقة، ومن شخص تثقون به يطلب منكم فيها القيام بشيء ما. ثمّ تجدون فجأة أنّكم وقعتم في الفخّ وأنّ الشركة بكاملها أصبحت في خطر».
في عام 2016. وقع جون بوديستا، مدير حملة هيلاري كلينتون الانتخابية ضحية لعملية قرصنة تمّت بواسطة رسالة إلكترونية بدت صحيحة، أُرسلت إلى بريده الإلكتروني من «جي ميل»، طالبة منه التأكيد على تلقّي رابط، ثم رده. بعدها، علم بوديستا أنّ الرسائل الإلكترونية المرتبطة بالحملة الانتخابية أصبحت بعهدة موقع «ويكيليكس» وانتشرت حول العالم. وتعمل شركات منها شركة «زيرو فوكس»، ومقرّها بالتيمور، لمساعدة الشركات على التحقّق من روابط قد تستخدم في عمليات تصيّد واعتداءات إلكترونية أخرى. وتجدر الإشارة إلى أنّ «زيرو فوكس» تتلقّى تمويلها من شركات استثمارية عديدة أبرزها ذراع «إنتل» الاستثمارية وشركة «إن.إي.آي». وقد شارك سمول في «مؤتمر أر.إس.أي». في سان فرانسيسكو الذي يحضره أكثر من 40000 مشارك، و625 عارضا، ومتحدّثين بشؤون الأمن الرقمي، وكلمات المرور، والقياسات الحيوية، ووسائل الحفاظ على أمن المستهلكين والموظفين.
- التحقق من الروابط
يوصي سمول المستخدمين بالتحقّق من كلّ رابط قبل النقر عليه من خلال التواصل مع الشركة التي يُفترض أنّها أرسلت الرابط لمراجعتها.
على صعيد آخر، يعمل إريتش كرون، ناشط في مجال التوعية الأمنية، في شركة «نو بي 4» في فلوريدا، والمتخصصة بتدريب الموظفين على كيفية رصد عمليات التصيّد قبل فوات الأوان. يرى إريتش أنّ الرسائل الإلكترونية هي الوسيلة الأكثر استخداماً وفعالية حتّى اليوم نظراً لارتفاع عدد العمليات التي تعتمدها. يستخدم الناس الرسائل الإلكترونية أكثر من أي وسيلة تواصل أخرى. ويقول كرون: «فكروا بالأمر. أنتم لا تتلقون رسائل نصية أو رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بقدر ما تتلقون رسائل إلكترونية لا تكلّفكم شيئا عندما ترسلونها أيضاً». ويضيف أنّ خدمات كثيرة تقدّم للناس عروضاً تتيح لهم إرسال ما يقارب 50000 رسالة بمبلغ بسيط لا يتعدّى 65 دولاراً، لافتاً إلى أنّ «العثور على البريد الإلكتروني الخاص بأحدهم أسهل بكثير من الحصول على رقم هاتفه. لهذا السبب، يواظب المتصيّدون على استخدامها».
- حماية الهواتف
من جهته، يركّز مايك بانيك، نائب رئيس قسم التسويق في شركة «لوكاوت» الأمنية على حماية الأجهزة الخلوية، على اعتبار أنّ معظم ما نقوم به من عمليات اليوم يتمّ عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
يرى بانيك أنّ «الجهاز المحمول لا يستخدم للرسائل الإلكترونية فحسب، بل في كلّ شيء، من تطبيق «فيسبوك» للتراسل، إلى «لينكد إن» وواتساب لأنّه مع الناس في كلّ مكان». وقد تعرضت هواتف قادة كبار في ميدان الأعمال منهم هاتف جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، العام الماضي إلى عملية قرصنة بواسطة تطبيق واتساب.
وتملك شركة «لوكاوت» تطبيقاً مجانياً تدّعي أنّه يحجب محاولات التصيّد بشكل تلقائي ويتيح لمستخدمه «النقر بثقة تامّة على أي رابط يتلقاه عبر «فيسبوك»، والبريد الإلكتروني، والرسائل النصية».
تعتبر النسخة المجّانية من التطبيق عادية جداً، ولكن يمكنكم الحصول على ميزات أكثر تطوّراً، كالتصفّح الآمن والإشعارات بمحاولات السرقة من خلال اشتراك شهري يتراوح بين 2.99 و9.99 دولار.
- اعتداءات الفدية
في وقتنا الحاضر، يواجه العالم تحدياً أمنياً آخر منتشرا، وتحديداً في المدن، وهو ما يُعرف بـ«برنامج الفدية». ففي حادثة أمنية أخيرة، وجدت مدنٌ كبالتيمور، وأتلانتا، وغرينفيل، وكارولينا الشمالية، أنّ الأنظمة الإلكترونية في إداراتها العامّة قد توقّفت عن العمل بسبب سيطرة القراصنة عليها وإقفالها، ورفضهم إعادة تشغيلها قبل الحصول على مبلغ هائل من المال.
يرى سمول أنّ السبب الرئيسي في هذه الحادثة ليس التصيّد، بل غياب الحدّ الأدنى من المنطق الرقمي. يحتاج المستهلكون، والمدن، والشركات إلى تحديث آلاتهم بشكل دوري باستخدام برامج إلكترونية تصحيحية وتحسينات أمنية تضمن سلامة هذه الآلات. ويختم سمول قائلاً إنّ «هذه المشكلة شائعة وتواجهها منظمات كثيرة، ولكن يمكن تجنّبها بسهولة».
- «يو.إس.إيه. توداي»،
خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

سيول تتهم بيونغ يانغ بالتشويش على «جي بي إس»

آسيا هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية نصحت السفن والطائرات في منطقة البحر الغربي بالحذر من تشويش إشارة نظام تحديد المواقع (أ.ف.ب)

سيول تتهم بيونغ يانغ بالتشويش على «جي بي إس»

كشف الجيش في كوريا الجنوبية اليوم (السبت) أن كوريا الشمالية قامت بالتشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) أمس (الجمعة) واليوم.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقف إلى جانب محاميه تود بلانش في محكمة مانهاتن الجنائية (أ.ب)

تقرير: قراصنة صينيون تنصتوا على هاتف محامي ترمب

أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أحد كبار محامي الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن هاتفه الجوال كان تحت مراقبة قراصنة صينيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أنباء عن متسللين إلكترونيين تابعين للحكومة الصينية رصدوا تسجيلات لاتصالات هاتفية لشخصيات سياسية أميركية (رويترز)

صحيفة: متسللون صينيون رصدوا تسجيلات صوتية لمستشار في حملة ترمب

ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الأحد، أن متسللين إلكترونيين تابعين للحكومة الصينية رصدوا تسجيلات صوتية لاتصالات هاتفية لشخصيات سياسية أميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة تعبيرية تظهر شخصاً جالساً أمام جهاز كمبيوتر وخلفه مزج بين علمي إيران والولايات المتحدة (رويترز)

قراصنة «روبرت» الإيرانيون يبيعون رسائل مسروقة من حملة ترمب

نجحت مجموعة قرصنة إيرانية، متهمة باعتراض رسائل البريد الإلكتروني لحملة المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب، أخيراً في نشر المواد التي سرقتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رسم يُظهر العلمين الأميركي والصيني من خلال زجاج مكسور (صورة توضيحية - رويترز)

تقارير: قرصنة صينية لأنظمة تنصت أميركية

أفادت صحيفة أميركية بأن قراصنة إلكترونيين من الصين تمكّنوا من الوصول إلى شبكات مقدمي خدمات النطاق العريض في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دراسة: الذكاء الاصطناعي يخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة

أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)
أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)
TT

دراسة: الذكاء الاصطناعي يخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة

أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)
أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)

قالت دراسة علمية جديدة، إن أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة بشكل كبير.

ووفقاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد حذرت الدراسة من أن الطاقة المتزايدة المطلوبة لتدريب وتشغيل نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تعقيداً، فضلاً عن الاهتمام الأوسع باستخدامها، تجلب عواقب بيئية خطيرة.

ولفت الباحثون إلى أنه مع تطور هذه الأنظمة، فإنها تتطلب مزيداً من قوة الحوسبة، وبالتالي تتطلب مزيداً من الطاقة للتشغيل. فعلى سبيل المثال، يستخدم «شات جي بي تي 4» الحالي التابع لشركة «أوبن إيه آي» ضعف الطاقة، مقارنة بالنسخ السابقة منه.

وأكد الفريق أيضاً أن تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي ينبعث منه 5 أضعاف ثاني أكسيد الكربون الذي ينبعث من تشغيل وتصنيع السيارات الأميركية، لافتين إلى أن تأثير هذه الانبعاثات على البيئة قد يكون هائلاً.

وقد لفتت الدراسة إلى أن الانبعاثات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي قد تتسبب في خسائر بأكثر من 10 مليارات دولار سنوياً، ودعت الحكومات والهيئات التنظيمية إلى توحيد طرق قياس هذه الانبعاثات، بالإضافة إلى قواعد جديدة لضمان الحفاظ عليها عند حد معين.

وقال منغ تشانغ، الباحث الرئيسي في الدراسة، والتابع لجامعة تشجيانغ الصينية: «إن النمو الهائل في قدرات الذكاء الاصطناعي يثير كثيراً من القلق بشأن تأثيره البيئي».

وأضاف: «تؤكد هذه الدراسة على الحاجة الملحة لتبني المسؤولين عن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي ممارسات أكثر خضرة ومعايير مستدامة، تقلل من الانبعاثات المضرة بالبيئة. وهدفنا هو تزويد صناع السياسات بالبيانات اللازمة لمعالجة البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي من خلال اللوائح الاستباقية».

وعلى النقيض من ذلك، يرى بعض العلماء أن الذكاء الاصطناعي يساهم في دراسة الظواهر البيئية، وتطوير حلول لمشكلاتها المختلفة، لافتين إلى أن إحدى الطرق الواعدة التي يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي لحماية البيئة، هي من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات، مثل صور الأقمار الاصطناعية وأنماط الطقس، لتحديد الاتجاهات والأنماط التي قد يكون من الصعب أو المستحيل اكتشافها بالعين المجردة. ويمكن بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لتطوير استراتيجيات أكثر فعالية لإدارة الموارد والحدّ من التأثير البيئي السلبي.