الحدود السورية ـ العراقية في قبضة واشنطن وطهران

دورية عسكرية أميركية على طريق حلب ـ الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
دورية عسكرية أميركية على طريق حلب ـ الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
TT

الحدود السورية ـ العراقية في قبضة واشنطن وطهران

دورية عسكرية أميركية على طريق حلب ـ الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)
دورية عسكرية أميركية على طريق حلب ـ الحسكة شمال شرقي سوريا (أ.ف.ب)

لحدودِ العراقِ نكهة استراتيجية خاصّة. كانت تُسمّى «الجبهة الشرقية» مع إيران. الطرف الغربي؛ أصبح حالياً «الجبهة». بإصرار غير معلن لا تعكّره سوى «غارات غامضة»، أصبحت الحدود العراقية - السورية في قبضة واشنطن وطهران وسط احتدام الصراع بينهما للسيطرة على الشرايين الاقتصادية بين البلدين، ذات البعد الاستراتيجي في المنطقة.
قبل سقوط نظام الرئيس صدام حسين، كان الثقل على الحدود الإيرانية، خصوصاً خلال حرب بغداد وطهران. الطرف السوري منها، كان مغلقاً... وممراً لـ«التآمر» بين جناحي «البعث» في بغداد ودمشق. في نهاية التسعينات؛ فُتحت ثغرة في جدار الحدود؛ مَرَدّها الحاجة السورية إلى نفط العراق.
بعد الغزو الأميركي في 2003، بدأت رحلة التركيز على الطرف الغربي. بداية؛ باتت حدود سوريا بوابة لتدفق المقاتلين الجوالين من كل العالم لمقارعة أميركا وإفشال «مشروعها» في المنطقة. كان هذا «النجاح» المدبَّر سورياً وإيرانياً، خميرة تطورات حصلت عسكرياً في سوريا في العقد الأخير.
ومع انسحاب أميركا من العراق واندلاع الاحتجاجات السورية في 2011، غرقت هذه المناطق في حضن «داعش». وخلال الحرب على التنظيم، استعرَ الصراع الأميركي - الإيراني.
السباق على وراثة «داعش» كان يرسم مناطق النفوذ والتعايش على جانبي الحدود. جديد، دخول روسيا في الحلبة بتوسيع وجودها العسكري في «منطقة نفوذ» أميركا والتحرش بقاعدة التنف والحديث عن «انشقاق» مقاتلين سوريين موالين لواشنطن و«اعترافهم» بالتدرّب على مهاجمة حقول النفط السورية «المحمية» أميركيّاً.
... المزيد
 



بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
TT

بوادر أزمة جديدة بين روما وباريس

ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)
ميلوني تتحدث خلال مؤتمر صحافي في روما الثلاثاء الماضي (د.ب.أ)

تكشفت، أمس، بوادر أزمة دبلوماسية جديدة بين باريس وروما على خلفية قضية الهجرة. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني إلغاء زيارة كانت مقررة إلى باريس، بعدما وصف تصريحات وزير الداخلية الفرنسي بأنها «غير مقبولة» لاعتباره أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها.
وقارن جيرالد دارمانان، في تصريحات لإذاعة «آر إم سي»، بين ميلوني وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، قائلاً إن «ميلوني تشبه لوبن. يتمّ انتخابها على أساس قولها إنّها ستحقّق إنجازات، لكن ما نراه أنّ (الهجرة) لا تتوقف، بل تزداد».
من جانب آخر، حمّل دارمانان الطرف الإيطالي مسؤولية الصعوبات التي تواجهها بلاده التي تشهد ازدياد أعداد المهاجرين، ومنهم القاصرون الذين يجتازون الحدود، ويعبرون إلى جنوب فرنسا.
وكان رد فعل روما على تلك التصريحات سريعاً، مع إلغاء وزير الخارجية الإيطالي الاجتماع الذي كان مقرراً مساء أمس في باريس مع نظيرته كاترين كولونا. وكتب تاجاني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقرراً مع الوزيرة كولونا»، مشيراً إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإيطاليا غير مقبولة».
وفي محاولة لوقف التصعيد، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية توضيحاً قالت فيه إنها «تأمل» أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي.