«كورونا» قد يدفع حديقة ألمانية إلى ذبح حيوانات لإطعام أخرى

تعاني حديقة حيوانات برلين ومثيلاتها في ألمانيا من نقص الدخل بسبب توقف الزوار (نيويورك تايمز)
تعاني حديقة حيوانات برلين ومثيلاتها في ألمانيا من نقص الدخل بسبب توقف الزوار (نيويورك تايمز)
TT

«كورونا» قد يدفع حديقة ألمانية إلى ذبح حيوانات لإطعام أخرى

تعاني حديقة حيوانات برلين ومثيلاتها في ألمانيا من نقص الدخل بسبب توقف الزوار (نيويورك تايمز)
تعاني حديقة حيوانات برلين ومثيلاتها في ألمانيا من نقص الدخل بسبب توقف الزوار (نيويورك تايمز)

أعلنت إحدى حدائق الحيوان في شمال ألمانيا، أنها وضعت خطة طوارئ استثنائية تقضي بذبح بعض حيوانات الحديقة لإطعام حيوانات أخرى، في حالة استمرار الضغوط المالية الناجمة عن الإغلاق الذي أقرته الحكومة الألمانية في مواجهة انتشار وباء كورونا.
وقالت السيدة «فيرينا كاسباري» مديرة حديقة «تيربارك نيومونستر» للحيوان والتي تقع على مسافة ساعة بالسيارة شمال مدينة هامبورغ، لوكالة «دي بي إيه» الإخبارية الألمانية بأن إدارة الحديقة سوف تتخذ هذه التدابير تحت مسمى الملاذ الأخير.
وقالت السيدة كاسباري: «تلك من أسوأ الحالات التي واجهناها على الإطلاق، وإن لم تتوفر لدي الأموال الكافية لشراء الأعلاف، أو إذا كان موفرو الأعلاف غير قادرين على التسليم بسبب القيود الجديدة، فسوف أكون مضطرة إلى ذبح الحيوانات من أجل إطعام حيوانات أخرى».
ولا تتوافر لدينا أي معلومات عن الحيوانات المزمع ذبحها أولا أو التي سوف تبقى على قيد الحياة وفق خطة الطوارئ التي تعتمدها إدارة الحديقة. ولم يسهل التواصل مع السيدة كاسباري مديرة الحديقة للتعليق على الأنباء الواردة. ولكن حديقة الحيوان، والتي تضم 700 حيوان تقريبا على مساحة تبلغ 24 هكتارا، قد أكدت تصريحات السيدة كاسباري أول من أمس الأربعاء. كما قالت إدارة الحديقة بأن الدب القطبي الثمين الموجود في الحديقة – ويُدعى فيتوس – وهو يعتبر أكبر الدببة القطبية الموجودة في ألمانيا ويبلغ طوله قرابة 12 قدما، سوف يُستثنى حتى آخر القائمة.
ويبدو أن المقترح القاسي الذي تقدمت به إدارة الحديقة هو من محاولات جذب الانتباه إلى الأوضاع المالية العسيرة التي تعاني منها الحديقة، وكذلك بهدف وضع خطة للمحافظة على بعض معالم الزيارة الثمينة خلال الجائحة التي لم يسبق لها مثيل في ذاكرة التاريخ الحديث. ومن المعروف لدى بعض حدائق الحيوان أنها تقوم بإعدام الحيوانات النشطة بهدف منع التزاوج، كما تفتح بعض المحميات الطبيعية المجال للصيد من أجل الإقلال من أعداد بعض قطعان الحيوانات فيها.
لكن لم يسمع أحد من قبل عن المقترح القاسي الذي خرج عن حديقة «تيربارك نيومونستر» للحيوان، كما قال جان باور، الذي يدير حديقة «تيربارك ديساو» للحيوان التي تقترب من مساحة الحديقة الأولى، وتبعد مسافة 180 ميلا إلى الجنوب الشرقي من مدينة نيومونستر.
وأضاف السيد باور في مكالمة هاتفية أول من أمس الأربعاء: «بطبيعة الحال، القرارات المصيرية متروكة لإدارة الحدائق، ولكن إن لم تتوافر لدينا الأعلاف لإطعام الحيوانات، فمن شأن رعاة الحيوانات والسكان المحليين التبرع بالأموال لإنقاذ الأوضاع».
وأقر السيد باور، الذي يتزعم أيضا جمعية حدائق الحيوان الألمانية، أنه نظرا لأن جزءا من ميزانية الحديقة يأتي من مدينة ديساو، فإن القلق لا يساوره كثيرا بشأن التكاليف، حتى في غياب إيرادات الزيارة من مرتادي الحديقة. كما أن حديقته لا تضم طيور البطريق أو الدببة القطبية، وهي من الحيوانات ذات التكاليف الباهظة.
ولقد تم الكشف عن خطة حديقة «تيربارك نيومونستر» للحيوان مؤخرا من واقع الاستراتيجية الألمانية الرامية إلى وقف انتشار الوباء المعدي الفتاك حول العالم. ورغم ارتفاع حالات الإصابة في ألمانيا إلى أكثر من 130 ألف حالة، فإن معدل الوفيات الألماني ما يزال منخفضا للغاية.
وأوضحت السيدة كاسباري لوكالة الأنباء الألمانية أن حديقتها كانت تجذب ما يقرب من 150 ألف زائر سنويا قبل قرار الإغلاق الحكومي، وكانت تعتمد على إيرادات الزوار في استمرار العمل. لكن توقفت الإيرادات مع قرار الإغلاق الوطني الذي بدأ من 15 مارس (آذار) الماضي.
ولقد أشيد بحكومة الولاية الألمانية لسرعة إرسال المساعدات المالية إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة بغية المساعدة في التغلب على قرار الإغلاق. لكن يبدو أن حديقة الحيوان كانت تكافح من أجل الحصول على أموال الإنقاذ.
وقالت السيدة كاسباري: «نحن لا نحصل على أي أموال من المدينة، وكل أموال الولاية التي تقدمنا بطلب الحصول عليها لم يصلنا منها أي شيء حتى الآن».
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
يوميات الشرق بإمكان الجميع بدء حياة أخرى (أ.ب)

شبل الأسد «سارة» أُجليت من لبنان إلى جنوب أفريقيا لحياة أفضل

بعد قضاء شهرين في شقّة صغيرة ببيروت مع جمعية للدفاع عن حقوق الحيوان، وصلت أنثى شبل الأسد إلى محمية للحيوانات البرّية بجنوب أفريقيا... هذه قصتها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الضوء الاصطناعي يهدد قدرة النحل على تلقيح المحاصيل (رويترز)

الضوء الاصطناعي يهدد نوم النحل

توصَّل الباحثون إلى أن الضوء الاصطناعي يمكن أن يعطل دورات النوم لدى نحل العسل، وهو ما يؤثر سلباً على دوره الحيوي بصفته مُلقحاً للنباتات والمحاصيل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مهارة مذهلة (إكس)

فِيلة تُذهل العلماء... «ملكة الاستحمام» عن جدارة! (فيديو)

أذهلت فِيلةٌ آسيويةٌ العلماءَ لاستحمامها بنفسها، مُستخدمةً خرطوماً مرناً في حديقة حيوان ألمانية، مما يدلّ على «مهارة رائعة».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق الجمهور يُحفّز الشمبانزي على أداء أفضل في المهمّات الصعبة (جامعة كيوتو)

الشمبانزي يُحسِّن أداءه عندما يراقبه البشر!

كشفت دراسة يابانية أن أداء الشمبانزي في المهمّات الصعبة يتحسّن عندما يراقبه عدد من البشر، وهو ما يُعرف بـ«تأثير الجمهور».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.