في مثل هذه الأيام من السنة، اعتادت مدريد إطلاقَ الهتاف عند الغروب لأبطال مصارعي الثيران الذين يرمون نَرْدَ حياتهم على حلبة أعياد الربيع، والتّصفيق لنجوم كرة قدم يصنعون المجد الزائل على ملاعبها. لكن الهتاف الوحيد الذي يتردد صداه كل مساء، خلال هذه الأيام والأسابيع، في أرجاء العاصمة الإسبانية المنطوية على ذاتها، هو الذي ينطلق في الشرفات من الحناجر الخائفة تحيّة لأبطال الحرب الجديدة التي أَوصدت نوافذَ الفرح والأعياد، وحوّلت الحريّة إلى سجنٍ يمنعك من ممارسة أبسط شعائرها.
مدريد تتوق للخروج من الربيع الباهت؛ فهي وحيدة في هذا الليل الطويل، وفي شوارعها يتسكّع السؤال الوحيد الذي يحوّم في هذا الضباب الكثيف المبدّد على منحنى الأعمار: متى يطلع الفجر؟
الحب مؤجلٌ؛ والفرحُ والحياة والأعراس والمآتم، حتى إشعار آخر. تنطوي المدينة على ذاتها، ويتساقط سكّانها على أنفسهم، يسكنهم هاجس واحد: ألا يصابوا أو يصيبوا بوباء «كوفيد - 19» الذي يكاد يجعل من الزنزانات الفردية مصحّاً عقليّاً كبيراً يمتدّ على مشهد مأساوي واسع استحوذت فيه الطبيعة على كل الجمال.
... المزيد
15:2 دقيقه
مدريد تتوق للخروج من الربيع الباهت
https://aawsat.com/home/article/2237756/%D9%85%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D8%AA%D8%AA%D9%88%D9%82-%D9%84%D9%84%D8%AE%D8%B1%D9%88%D8%AC-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%87%D8%AA
مدريد تتوق للخروج من الربيع الباهت
- مدريد: شوقي الريّس
- مدريد: شوقي الريّس
مدريد تتوق للخروج من الربيع الباهت
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة