السودان يتصدى لـ «كورونا» بوقف الصلاة في دور العبادة

أعلن وصول الفيروس لمرحلة الانتشار الجماعي ووفاة خمسة أشخاص

السودان يتصدى لـ «كورونا» بوقف الصلاة في دور العبادة
TT

السودان يتصدى لـ «كورونا» بوقف الصلاة في دور العبادة

السودان يتصدى لـ «كورونا» بوقف الصلاة في دور العبادة

قررت الحكومة السودانية إيقاف صلاة الجمعة والصلاة الجماعية في المساجد والصلوات والطقوس الدينية في الكنائس ودور العبادة كافة، لمدة ثلاثة أسابيع للحد من تفشي فايروس كورونا (COVID - 19).
وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الرسمية «سونا» أمس، إنه أصدر قراره بإيقاف الصلوات الجماعية، خشية تفشي فايروس كورونا المستجد، استجابة لتوصية وزارة الصحة وفتوى مجمع الفقه الإسلامي، بوقف صلاة الجمعة والجماعات في جميع مساجد الخرطوم وإيقاف الصلوات وكل الطقوس الدينية في الكنائس ودور العبادة كافة، لمدة ثلاثة أسابيع.
وحذر مفرح من مخاطر المرض، وما يمكن أن تتسبب فيه الصلوات الجماعية، وأضاف: «وصلنا لمرحلة الانتشار المجتمع، أخطر مراحل الوباء، لذلك نعمل على إيقاف التجمعات لمنع الانتشار والتفشي».
وكانت اللجنة العليا للطوارئ المكونة لمواجهة الجائحة، قد فرضت حالة الطوارئ الصحية في أنحاء البلاد كافة، أغلقت بموجبها المعابر الحدودية والبرية والبحرية والجوية، ووقف الدراسة في الجامعات والمدارس والتعليم قبل المدرسي، ومنع التجمعات، ثم فرضت حظر تجوال جزئيا لمدة 12 ساعة ليلاً في أنحاء البلاد كافة، وألحقته بإغلاق كامل للعاصمة الخرطوم يبدأ السبت القادم، فيما أوقفت حركة النقل العام والخاص بين الولايات.
وأوضح وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة فيصل صالح، الاثنين الماضي، أن اللجنة قررت إغلاق الخرطوم بشكل كامل، استناداً إلى تقارير وصفها بأنها «مقلقة» بشأن انتشار الوباء في الخرطوم، ولا يزال الفيروس متركزا بشكل أساسي في العاصمة الخرطوم، ما عدا حالتي إصابة سجلت في شمال ووسط السودان، بين عائدين من السفر بعد استشراء الفيروس.
وسجل السودان 32 حالة إصابة مؤكدة، توفي منهم خمسة أشخاص حتى الآن، فيما تعافى 3. وأعلن السودان دخول مرحلة الانتشار الجماعي أول من أمس، إثر تسجيل 10 إصابات بعضها لم يرتبط بسفر أو مخالطة عائدين من السفر.
وتواجه الحكومة السودانية تحديات مستعصية في التعامل مع انتشار الوباء، وتطبيق الإغلاق الكامل خشية تأثيره على الشرائح الضعيفة وعمال المياومة، وفقراء أطراف المدن، في وقت يمكن أن يؤدي التلكؤ في فرض الإغلاق الكامل إلى استشراء الوباء بصورة كبيرة، في ظل ضعف البنى الصحية في البلاد، وانعدام الأجهزة الطبية اللازمة لمواجهة الوباء.
ووعدت الحكومة السودانية باتخاذ التدابير اللازمة أثناء فترة الحظر الشامل، لكن البلاد وقبل الإغلاق الشامل، تعاني من ندرة في السلع الرئيسية والوقود والمحروقات، وصفوف الخدمات المتراصة بسبب الأزمة الاقتصادية الموروثة من نظام المعزول عمر البشير.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».