«درون» إسرائيلية تستهدف قيادياً في «حزب الله» على الحدود السورية ـ اللبنانية

بعد أيام على تهديدات من تل أبيب ونشر فيديو لقائد في الجيش السوري يزور مواقع الحزب في الجولان

«درون» إسرائيلية تستهدف قيادياً في «حزب الله» على الحدود السورية ـ اللبنانية
TT

«درون» إسرائيلية تستهدف قيادياً في «حزب الله» على الحدود السورية ـ اللبنانية

«درون» إسرائيلية تستهدف قيادياً في «حزب الله» على الحدود السورية ـ اللبنانية

استهدفت طائرة مسيّرة (درون) إسرائيلية، أمس، سيارةً تابعة لـ«حزب الله» على الجانب السوري من الحدود مع لبنان، من دون أن تسفر الضربة عن سقوط قتلى، وسط أنباء عن استهداف قيادي في الحزب بعد أيام على تهديدات إسرائيلية.
وقال مصدر مقرب من «الحزب»، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مخول التصريح: «وجّهت طائرة مسيّرة إسرائيلية بدايةً ضربة قرب سيارة تُقلّ عناصر من (حزب الله)». وأضاف: «بعدما خرج منها ركابها، تم استهدافها مباشرة بضربة ثانية»، مؤكداً عدم وقوع إصابات.
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «الطائرة الإسرائيلية استهدفت السيارة قرب معبر جديدة يابوس السوري» المواجه لنقطة «المصنع» اللبنانية في منطقة البقاع شرقاً.
وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية»؛ (سانا)، بأن السيارة التي جرى استهدافها «مدنية»، من دون أن تحدد هوية الجهة التي استهدفتها، في وقت تشهد فيه البلاد إغلاقاً للحدود أمام المسافرين ويحظر فيه على المدنيين التنقل بين المحافظات السورية، باستثناء العسكريين والمدنيين المكلفين مهام خاصة من قبل الجهات الرسمية، ضمن إجراءات الحظر الخاصة بالحدّ من انتشار وباء «كورونا»، التي تم تمديدها أمس حتى 2 مايو (أيار) المقبل.
وفي لبنان، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن «طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً باتجاه سيارة (جيب شيروكي)» واقتصرت الأضرار على الماديات.
وفي إسرائيل، امتنع الناطق العسكري عن التعليق أو تأكيد أو نفي الأنباء التي تحدثت عن هذا القصف وإن كان من فِعل إسرائيل. لكن المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، يوسي يهوشواع، كتب في تغريدة: «تنفيذ عملية هجومية على سيارة في الحدود السورية - اللبنانية خلال وقت قصير في زمن تقييدات (كورونا) هو تحدٍ غير عادي. وما يمكن فهمه منها أن سلاح الجو وسلاح الطب في الجيش، يعملان مع (معهد وايزمان) لإجراء فحوصات (كورونا)، وكل منهما يهتم بأن يصل إلى الكفاءة الكاملة في شؤونهما المركزية».
وقالت الصحيفة إنها لا تعرف ما إذا كانت هناك علاقة للقصف على شارع دمشق - بيروت بخبر آخر وضع على طاولة قيادة الجيش؛ إذ إنه في الساعة 23:20 من مساء الثلاثاء، رصدت الرادارات الإسرائيلية طائرة إيرانية عسكرية وهي محلقة فوق أجواء العراق عائدة إلى طهران؛ وحسب الارتفاع الشاهق لطيرانها، يبدو أنها عادت من دمشق.
أما صحيفة «معاريف»، فنشرت خبر القصف نقلاً عن جهات إعلامية عربية، وذكّرت بالتحذير الذي كان قد نشره الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، يوم الجمعة الماضي، وتضمن شريطاً بدا أن تصويره جرى من الجانب المحتل من الجولان، يظهر فيه اللواء علي أسعد، الذي بدأ مهام منصبه مؤخراً، برفقة مجموعة من عناصر «حزب الله» وفي مقدمتهم قائد قيادة الجنوب في الحزب الحاج هاشم، وهم يتصافحون ويتحدثون. وكتب أدرعي في تغريدة، على «تويتر» وقتذاك: «حتى في زمن (كورونا)، قائد الفيلق الأول في الجيش السوري يواصل مساندة منظمة (حزب الله) بالتموضع في منطقة هضبة الجولان. في هذا الشريط الذي نكشفه اليوم يظهر قائد الفيلق الذي بدأ مهام منصبه مؤخراً اللواء علي أحمد أسعد في جولة شملت التنقل بين المواقع المعروفة باستخدامها من قبل (حزب الله) برفقة قائد قيادة الجنوب في الحزب الحاج هاشم». وأضاف: «يهدف تموضع (حزب الله) في سوريا عامة وفي الشق السوري من هضبة الجولان خاصة، لخلق بنية إرهابية ضد دولة إسرائيل بتعاون ورعاية النظام السوري. لن نحتمل هذا التموضع. سيبقى (وسيواصل) النظام السوري مسؤولاً عن أي نشاط تخريبي سينطلق من أراضيه. وأعذر من أنذر».
ويقاتل «حزب الله» في سوريا بشكل علني منذ عام 2013 دعماً لقوات النظام، وشارك في معارك أساسية عدة ساهمت في ترجيح الكفة لصالح القوات الحكومية.
وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ«حزب الله».
وتُكرّر إسرائيل أنها ستواصل تصدّيها لما تصفها بأنها محاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا وإرسال أسلحة متطورة إلى «حزب الله».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.