إيران احتجزت ناقلة ترفع علم هونغ كونغ لفترة قصيرة ثم أفرجت عنها

جندي أميركي يراقب عبور سفينة تجارية من مضيق هرمز أول من أمس (القيادة المركزية الأميركية)
جندي أميركي يراقب عبور سفينة تجارية من مضيق هرمز أول من أمس (القيادة المركزية الأميركية)
TT

إيران احتجزت ناقلة ترفع علم هونغ كونغ لفترة قصيرة ثم أفرجت عنها

جندي أميركي يراقب عبور سفينة تجارية من مضيق هرمز أول من أمس (القيادة المركزية الأميركية)
جندي أميركي يراقب عبور سفينة تجارية من مضيق هرمز أول من أمس (القيادة المركزية الأميركية)

قالت مصادر في الأمن البحري إن إيران احتجزت ناقلة ترفع علم هونغ كونغ لفترة قصيرة قبل أن تفرج عنها بعدما وجه حراس إيرانيون مسلحون في قوارب سريعة الناقلة إلى المياه الإيرانية أثناء إبحارها في خليج عمان.
وقالت المصادر لوكالة «رويترز»، أمس، إن ناقلة المواد الكيماوية (إس. سي. تايبيه) كانت تبحر في المياه الدولية أول من أمس الثلاثاء عندما أوقفتها السلطات الإيرانية.
وقالت شركة الأمن البحري البريطانية أمبري إنتليجنس «تم الاقتراب من السفينة على مسافة 48 ميلا بحريا قبالة الفجيرة وأوقفتها أربعة قوارب تقل أفرادا مسلحين من خفر السواحل الإيراني».
وأضافت أن «طاقم السفينة تلقى أوامر بإنزال السلم ثم صعدوا. تم توجيه السفينة لاحقا إلى كوه مبارك في إيران لكن أفرج عنها سريعا، وتم التأكد حاليا من سلامة السفينة وطاقمها».
ونقلت «رويترز» عن مصدرين آخرين بالأمن البحري أن الناقلة احتجزت لفترة قصيرة في إيران قبل السماح لها بالإبحار مجددا.
وقبل ذلك، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية عن «المنظمة البريطانية لعمليات التجارة البحرية» بأنّ مسلّحين صعدوا الثلاثاء على متن سفينة ترفع علم هونغ كونغ أثناء إبحارها قبالة السواحل الإيرانية قرب مضيق هرمز قبل أن يغادروها.
وقالت المنظّمة إنّ السفينة تعرّضت لهجوم تمثّل بـ«صعود مسلّحين على متنها بينما كانت متوقفة» قبالة سواحل راس الكوح الإيرانية. وأضافت: «يجب على جميع السفن القريبة أن تكون متيقّظة وأن تبلغ عن أي حوادث»، مناشدة سائر السفن «توخّي الحذر» أثناء إبحارها في المنطقة.
ولاحقاً أصدرت المنظمة بلاغاً ثانياً أعلنت فيه أنّ المسلّحين غادروا السفينة وأن قبطانها استعاد السيطرة عليها، مطمئنة إلى أنّ «السفينة وطاقمها في أمان».
بدورها، قالت شركة «درياد غلوبال» لتحليل المخاطر البحرية إنّ السفينة التي تعرّضت للهجوم هي «على الأرجح إس. سي تايبيه إيمو، وهي سفينة ترفع علم هونغ كونغ (...) وطاقمها مكوّن من 22 شخصاً (...) جميعهم من التابعية الصينية».
وقالت الشركة في بيان: «حتّى لو أن سفن هونغ كونغ لا تخضع لمسؤولية بكين، فمن الطبيعي أن تعتبر الصين احتجاز مثل هذه السفينة هجوماً بالوكالة على سيادتها». وأضافت أنّ مثل هذه الهجمات لا تخدم مصالح إيران التي لديها «عدد قليل من الحلفاء الدوليين» ومن أبرزهم الصين التي «لا تزال تشتري النفط الإيراني».
ومضيق هرمز، الواقع بين إيران وسلطنة عمان، هو معبر استراتيجي لتجارة النفط في العالم وشريان مائي شديد الحساسية بسبب عرضه وعمقه بشكل خاص، إذ يبلغ عرضه نحو 50 كيلومتراً فقط بينما لا يزيد عمقه على 60 متراً.
والاثنين أبدت ثماني دول أوروبية «دعماً سياسياً» لإنشاء بعثة أوروبية للمراقبة البحرية في مضيق هرمز الذي يشهد توترات مزمنة.



عراقجي: لا انفصال بين الدبلوماسية والأنشطة الميدانية

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي في مراسم ذكرى قاسم سليماني
صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي في مراسم ذكرى قاسم سليماني
TT

عراقجي: لا انفصال بين الدبلوماسية والأنشطة الميدانية

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي في مراسم ذكرى قاسم سليماني
صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي في مراسم ذكرى قاسم سليماني

اتفقت وزارة الخارجية الإيرانية وجهاز «الحرس الثوري» على التنسيق الكامل بين الأنشطة الميدانية الإقليمية والدبلوماسية، وعدم الفصل بينهما. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن «الميدان يمهد الطريق للدبلوماسية»؛ وذلك في إشارة إلى الأنشطة الإقليمية لـ«الحرس الثوري» التي يحملها على عاتقه ذراعه الخارجية «فيلق القدس».

وشدَّد عراقجي على العمل والتنسيق مع «الحرس الثوري»، وذلك في خطابه أمام مراسم الذكرى الخامسة لمقتل مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني، في غارة جوية أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وتعرَّض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات، بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها؛ حركة «حماس» الفلسطينية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال عراقجي: «يعتقد الأعداء أنه إذا ألحقوا أضراراً بمحور المقاومة، فإن ذلك يُعد انتصاراً لهم؛ لكن عليهم أن يعلموا أن هذا هو بداية هزيمتهم». وأضاف: «حركة المقاومة ستواصل التقدم وستزدهر يوماً بعد يوم».

وفي المراسم التي استضافتها وزارة الخارجية، بحضور قيادات من «الحرس الثوري»، وصف عراقجي «المقاومة» بـ«المذهب»، متحدثاً عن دافعها «الآيديولوجي»، وصرح، في هذا الصدد، بأن «جماعة المقاومة ليست قابلة للزوال؛ لأنها مذهب وآيديولوجيا... ليست مرتبطة بفرد أو شخص، ولا يمكن القضاء عليها بالرصاص أو القصف»، مشيراً إلى دور سليماني في تحويل «مذهب المقاومة إلى محور المقاومة»، على ما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية.

وأضاف: «دبلوماسية المقاومة جزء من مذهب المقاومة. جنباً إلى جنب مع الميدان، تسير الدبلوماسية، وفي الواقع، يكمل كل منهما الآخر، ولا يوجد انفصال بينهما».

ويشير مفهوم «الدبلوماسية والميدان» إلى تقاسم أدوار والعلاقة بين العمل الدبلوماسي المتمثل بالوزارة الخارجية، والعمل العسكري أو الميداني، خصوصاً «فيلق القدس» المكلف بالعمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، خصوصاً الإشراف على جماعات «محور المقاومة».

وركزت أنشطة «الحرس الثوري» في الجانب «الميداني» على توسيع النفوذ الإيراني في مناطق مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن. وفي المقابل، حاولت وزارة الخارجية السعي لتحويل «المكاسب الميدانية» إلى اتفاقيات دبلوماسية.

ومن المعروف أن «الحرس الثوري» يشرف على تسمية السفراء ومسؤولي البعثات الدبلوماسية، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط.

وكان وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، من دعاة «التكامل» بين «الدبلوماسية والميدان»، لكنه وجَّه انتقادات إلى تقويض الدبلوماسية بواسطة الأنشطة الميدانية.

وفي أبريل (نيسان) 2021، جرى تسريب تسجيل صوتي، وجَّه فيه ظريف انتقادات لتوظيف قرارات السياسة الخارجية لصالح الميدان وليس العكس، داعياً إلى التكافؤ بين الجهتين، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في البلاد.

في هذا الصدد، صرح عراقجي بأن «الدبلوماسية والميدان يكمل بعضهما البعض»، مشيراً إلى أن «الميدان يفتح الطريق للدبلوماسية، والدبلوماسية تُحول إنجازات الميدان إلى هيبة وكرامة وطنية».

وأضاف: «الدبلوماسية وجهازها كانا دائماً في الميدان، وهذا جزء من مهمتنا... ما حدث في الأشهر الماضية للمنطقة والمقاومة وإيران كان تجسيداً جديداً للتنسيق الكامل بين الميدان والدبلوماسية. وزارة الخارجية كانت دائماً في الميدان».

صورة نشرتها «الخارجية» الإيرانية من عراقجي وقائد القوات البحرية بـ«الحرس» علي رضا تنغسيري في مراسم ذكرى قاسم سليماني

من جانبه، قال قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري»، علي رضا تنغسيري، إن «الدبلوماسية تثمر مع الميدان».

وأشار إلى زيارة عراقجي لبيروت، بعد أيام من مقتل حسن نصر الله، أمين عام «حزب الله»، في قصف إسرائيلي. وقال: «الدبلوماسية مع الميدان تعطي نتائج... في وزارة الخارجية لدينا أصدقاء يعملون ويدافعون عن وطنهم، سواء بالدبلوماسية أم من خلال حضورهم».

جاء ذلك في وقتٍ واصلت فيه قوات «الحرس الثوري» نقل عتاد وقوات إلى مختلف المناطق بالبلاد، في سياق المناورات المشتركة التي بدأت، نهاية الأسبوع الماضي، ويتوقع أن تتوسع في الأيام المقبلة.

وقال قائد القوات البرية في قاعدة النجف، المكلفة بحماية الحدود الغربية، الجنرال محمد نظر عظيمي: «نحن نعرف كيفية مواجهة التهديدات... لقد صمدنا جيداً أمام هذه التهديدات، ولدينا القدرة اللازمة في هذا المجال».

قوات الوحدة الخاصة «صابرين» تغادر من مطار غير معروف للمشاركة في مناورات غرب البلاد (فارس)

وأظهرت صورٌ نشرتها وكالتا «تسنيم» و«فارس»، التابعتان لـ«الحرس الثوري»، إرسال وحدات من القوات الخاصة «صابرين» على متن طائرة شحن عسكرية إلى مطار عسكري في مدينة كرمانشاه، غرب البلاد.

كما بثّت مقاطع فيديو من حركة رتل عسكري لنقل عتاد وأسلحة، مصحوباً بحماية من مروحيات مقاتِلة من طراز «کوبرا».

وقال قائد وحدة «صابرين»، الجنرال أحمد علي فيض اللهي، إن «مُعدات هذه القوة محدثة، ونحن في أقصى درجات الاستعداد». وأضاف: «في هذه المناورات، نعرض جزءاً من قوتنا... مقاتلونا في أعلى درجات الجاهزية للرد على أي خطأ من الأعداء».