ألمانيا تتوقع ركوداً حتى منتصف العام

تبحث «تخفيف القيود» وسط وضع «لم يسبق له مثيل»

حذر رئيس اتحاد الصناعات الألمانية من الخسائر الفادحة للإغلاق العام على الاقتصاد (إ.ب.أ)
حذر رئيس اتحاد الصناعات الألمانية من الخسائر الفادحة للإغلاق العام على الاقتصاد (إ.ب.أ)
TT

ألمانيا تتوقع ركوداً حتى منتصف العام

حذر رئيس اتحاد الصناعات الألمانية من الخسائر الفادحة للإغلاق العام على الاقتصاد (إ.ب.أ)
حذر رئيس اتحاد الصناعات الألمانية من الخسائر الفادحة للإغلاق العام على الاقتصاد (إ.ب.أ)

يشهد الاقتصاد الألماني الذي تأثر كثيراً بعواقب تفشي وباء كوفيد – 19، ركوداً منذ مارس (آذار) الماضي، على أن يبقى على هذه الحالة «حتى منتصف العام» كما أعلنت الأربعاء وزارة الاقتصاد.
وقالت الوزارة في بيان إن «تراجع الطلب العالمي وتوقف شبكات التوزيع والتغيرات في سلوك المستهلكين وشكوك المستثمرين لها عواقب كبرى على الاقتصاد الألماني»، الأول في أوروبا.
وتتوقع وزارة الاقتصاد الألمانية انهياراً «لم يسبق له مثيل» في النشاط الصناعي وتراجعاً حاداً في استهلاك الأفراد خلال الأشهر المقبلة جراء أزمة جائحة كورونا. وجاء في تقرير طرحته عن الوضع الاقتصادي في ألمانيا في أبريل (نيسان) الجاري أن جائحة كورونا أدخلت الاقتصاد العالمي في ركود، كما سيتراجع الأداء الاقتصادي في ألمانيا.
وذكرت الوزارة أن جائحة كورونا تُثقل كاهل الاقتصاد العالمي والألماني. وجاء في التقرير: «انهيار الطلب العالمي وانقطاع سلاسل التوريد والتغيرات في سلوك المستهلكين وعدم اليقين بين المستثمرين لها تأثير كبير على ألمانيا».
وتوقع التقرير تراجع النشاط الصناعي في مارس الماضي والربع الثاني من هذا العام، مشيراً إلى أن إغلاق المجال العام أدى إلى الحد من الكثير من الخدمات، كما خفض بشدة من استهلاك الأفراد، متوقعاً زيادة البطالة.
ومن جانبه، طالب رئيس اتحاد الصناعات الألمانية، ديتر كيمبف، المسؤولين السياسيين بوضع خطة ملزمة لتخفيف القيود المفروضة على المجال العام في ظل جائحة كورونا تدريجياً.
وحذر كيمبف من الخسائر الفادحة للإغلاق العام على الاقتصاد، وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن «استئناف النشاط الاقتصادي يحتاج إلى خطة زمنية واضحة بقدر الإمكان من المسؤولين السياسيين... شركاتنا يجب أن تعرف قريباً المراحل التي سيُجرى خلالها استئناف الحياة الاجتماعية والاقتصادية - وذلك على نحو موحد على مستوى ألمانيا».
وأكد كيمبف أن الهدف ينبغي أن يكون وضع أفق زمني ملزم لاستئناف نشاط الشركات، وقال: «إذا لم ننجح في إعادة الوضع الاقتصادي والاجتماعي تدريجياً إلى طبيعته قريباً، فستكون هناك عواقب وخيمة بالنسبة لشركاتنا».
وأجرت المستشارة أنجيلا ميركل مشاورات مع رؤساء حكومات الولايات الأربعاء حول الخطوات التالية في مكافحة جائحة كورونا. وترقبت الكثير من القطاعات بشغف ما إذا كان سيسفر الاجتماع عن وضع خطة زمنية لتخفيف القيود المفروضة على الحياة العامة. وقال كيمبف: «الشركات تعي أهمية السلامة المهنية وصحة موظفيها، لذلك فإنها ستتخذ جميع الإجراءات لضمان استئناف الإنتاج الصناعي بدون مخاطر على الصحة».
وقال عدة مشاركين في محادثات بين الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات إن ألمانيا تدرس تخفيف القيود المفروضة على المتاجر منذ الشهر الماضي اعتباراً من 20 أبريل، لكنها ستمدد القيود على الحركة حتى الثالث من مايو (أيار).
ومن بين القضايا المطروحة للبحث متى ستفتح المدارس، وخيار جعل الناس يرتدون الكمامات في الأماكن العامة، وفوائد تطبيق على الهاتف لرصد حالات الإصابة الجديدة.
وذكرت صحيفة «بيلد» الأربعاء، نقلاً عن مصادر أمنية، أن ألمانيا تعتزم تمديد القيود التي تفرضها على الحدود منذ الشهر الماضي 20 يوماً أخرى. ويقول خبراء الأمراض المعدية إن أربعة أسابيع أغلقت خلالها المدارس والمصانع والمتاجر أحدثت تقدماً، لكنهم حذروا من أن التفشي لم يجر احتواؤه بعد، والطريق ما زال طويلاً قبل العودة للحياة الطبيعية في أكبر اقتصاد في أوروبا.
وتشعر الشركات والساسة بالقلق كذلك من الآثار الاقتصادية للعزل العام لفترة طويلة رغم محاولات الحكومة التخفيف من الآثار بمجموعة من الإجراءات، منها خطة تحفيز بقيمة 750 مليار يورو (822.23 مليار دولار).


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

رئيس «فيدرالي» سانت لويس: خفض الفائدة مستمر لكن وتيرته غير واضحة

مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
TT

رئيس «فيدرالي» سانت لويس: خفض الفائدة مستمر لكن وتيرته غير واضحة

مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

توقع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ألبرتو موسالم، الأربعاء، أن يتمكن البنك المركزي الأميركي من الاستمرار في خفض أسعار الفائدة، لكنه حذر من أن وتيرة الإجراءات المستقبلية أصبحت أقل وضوحاً.

وفي ظل التوقعات باستمرار التضخم في الانخفاض نحو هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة، قال موسالم في نص خطاب مُعد للإلقاء قبل مؤتمر «بلومبرغ» للسياسة النقدية: «من المناسب بمرور الوقت تخفيف السياسة التقييدية بشكل تدريجي نحو الحياد»، وفق «رويترز».

وأضاف موسالم: «على هذا المسار الأساسي، يبدو من الضروري الحفاظ على مرونة السياسة النقدية، وقد يقترب الوقت الذي يتطلب النظر في إبطاء وتيرة تخفيض أسعار الفائدة، أو التوقف المؤقت، لتقييم البيئة الاقتصادية الحالية بعناية، ومراجعة البيانات الواردة والتوقعات المتطورة».

وتتوقع الأسواق المالية أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية من النطاق الحالي 4.50 - 4.75 في المائة في اجتماعه المقرر يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول)، في محاولة لضبط سياسة الفائدة بما يتناسب مع تراجع التضخم وسوق العمل الأكثر توازناً.

ومع ذلك، أصبحت التوقعات على المدى الطويل للسياسة النقدية أقل وضوحاً بعد فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية الشهر الماضي. فقد خاض ترمب الانتخابات على أساس فرض تعريفات جمركية على الواردات، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وتخفيض الضرائب، مما قد يؤدي إلى إعادة إشعال ضغوط التضخم وزعزعة استقرار المشهد الاقتصادي.

وفي تصريحاته، قال موسالم إن السياسة النقدية «مهيأة بشكل جيد» للتعامل مع التوقعات المستقبلية، وأن الموقف التقييدي الحالي مناسب بالنظر إلى أن ضغوط الأسعار الأساسية لا تزال أعلى من هدف الفيدرالي البالغ 2 في المائة. وأضاف: «في البيئة الحالية، يشكل التيسير النقدي المفرط خطراً أكبر من التيسير القليل أو البطيء جداً».

وأشار موسالم إلى أن الأمر قد يستغرق عامين آخرين للوصول بالتضخم إلى هدف البنك المركزي، مؤكداً أن تبني سياسة نقدية صبورة يعد أمراً مناسباً بالنظر إلى المستوى الحالي للتضخم في اقتصاد «قوي»، وسوق عمل تتماشى مع مستويات التوظيف الكامل.

وتوقع موسالم أن يتباطأ النمو الاقتصادي تدريجياً نحو إمكانات الاقتصاد على المدى الطويل، وسط تباطؤ إضافي في سوق العمل، وتراجع في نمو التعويضات. وأضاف: «أتوقع أن تظل سوق العمل متسقة مع التوظيف الكامل، بينما سيرتفع معدل البطالة بشكل معتدل نحو تقديرات معدلها الطبيعي».