فريق علمي مغربي يتوصل لإنتاج قناع مرتبط بتطبيق ذكي

من أجل توقع الإصابات بـ«كورونا» وتتبّعها

فريق علمي مغربي يتوصل لإنتاج قناع مرتبط بتطبيق ذكي
TT

فريق علمي مغربي يتوصل لإنتاج قناع مرتبط بتطبيق ذكي

فريق علمي مغربي يتوصل لإنتاج قناع مرتبط بتطبيق ذكي

أعلن فريق علمي مغربي مكوّن من مهندسين وتقنيين وأطباء، عن توصله لاختراع يتعلق بإنتاج كمامة، أو قناع متصل أطلق عليه اسم ( MIDAD مداد)، مرتبط بتطبيق ذكي لتوقع وتتبع الإصابات، التي لها صلة بفيروس «كورونا» (كوفيد - 19).
وقال أعضاء الفريق المخترع إنّ القيمة المضافة لهذا القناع تكمن في كونه يصلح للوقاية، مشيرين إلى أنّ هذا القناع، الذي صُمّم بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، يحتوي على مستشعرات للحرارة والرطوبة وضغط النفس، ويستطيع قياس ضغط التنفس وطول الدورة التنفسية ومستوى الأكسجين في الدم بالاعتماد على جهاز أوكسيمتر.
ولفتوا إلى أنّه بالنظر لأهمية هذا الاختراع، فقد شارك به الفريق في مسابقة دولية تحمل اسم (هاكين كوفيد 19)، أيام الجمعة والسبت والأحد الماضية، نظمتها مدرسة البولتيكنيك بفرنسا وإتش إي سي HEC paris ومؤسسات أخرى، و«فزنا بها إلى جانب 5 فرق أخرى، ضمن مشاركات إجمالية حددت في 102 من فرق البحث العالمية».
وذكروا أنّه مباشرة بعد المسابقة «تواصل مستثمر مغربي مع الفريق العلمي، كي يُصنع هذا القناع».
وفي تفاصيل الاختراع، أوضح منسق الفريق محسن الخديسي، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية، أنّ التّطبيق الخاص بهذا القناع، الذي يمكن تحميله على الهاتف الشخصي بواسطة تقنية بلوتوث، يقترح في البداية ملء استمارة للتشخيص الذاتي، معتمدة من طرف الأطقم الطبية حسب معايير منظمة العالمية للصحة. كما يقترح التّطبيق، يضيف منسق الفريق، تقنية متطورة للتشخيص وحساب احتمال المرض عبر البصمة الصوتية، يسجلها المستعمل على هاتفه الذكي، إضافة إلى نموذج مرن ومبتكر على الصعيد العالمي لتشخيص وتوقع الإصابة بوباء كوفيد 19 بخمسة أبعاد (جغرافية - سلوكية - اجتماعية - حيوية - اتصالية عبر الذكاء الصناعي).
وقال الخديسي، الذي يشتغل أستاذا باحثا بكلية العلوم والتقنيات التابعة لجامعة الحسن الأول بسطات (جنوب شرقي الدار البيضاء)، إنّ هذا النموذج يعتمد على المعطيات الجغرافية، وبيانات حول سلوك المستخدم (مدى احترامه لوضع الكمامة وللحجر الصحي وللتباعد الاجتماعي)، بالإضافة إلى المعطيات الحيوية التي يوفرها القناع الذكي والتشخيص الذاتي عبر الاستمارة، ثم التشخيص الذكي عبر البصمة الصوتية اعتمادا على الذكاء الصناعي.
ويهدف هذا التطبيق أيضا إلى تخزين وتقديم المؤشرات الحيوية الخاصة بالمواطن أو المريض وبعثها للفريق الطبي الخاص بعملية التتبع، حيث يتتبّع التطبيق مدى احترام المواطن، الذي حمل التطبيق على هاتفه، إجراءات الحجر الصحي، والمسافة الاجتماعية المطلوبة بين الناس بشكل تلقائي عبر استخدام مستشعرات البلوتوث ونظام ( جي بي إس GPS)، كما يحدّد ويتتبع الأشخاص الذين خالطوا المصابين بالفيروس في 14 يوما السابقة للتشخيص الإيجابي وإخبار المركز بذلك، مع احترام خصوصية البيانات. كما يمكّن هذا التّطبيق الأطقم الطبية من متابعة احتمالات المرض عند الأشخاص، وتحديد المخالطين للمصابين الذين تأكدت إصابتهم بالفيروس، شريطة استعمالهم جميعا لهذا التطبيق.
والأهم من هذا وذاك، يضيف منسق الفريق، هو أن القناع والتطبيق المرتبط به، «يوفران طريقة توقع وتشخيص مبتكرة للفيروس كوفيد - 19 وبتكلفة بسيطة جدا»، مؤكدا أنّ الفريق يضع مساهمته العلمية بين أيدي المختصين من أجل التطوير والتعديل والتحسين.
وبشأن المراحل التي قطعها المشروع، أكّد الخديسي أنّه بمجرد التوصل إلى الاختراع، تقدم الفريق بطلب تسجيل براءة اختراع القناع الذكي، نهاية الأسبوع الماضي، وقرر جعله مفتوح المصدر، مع تقديمه مجانا للوطن والمغاربة، مساهمة منه في مكافحة هذا الوباء.
وتم التأكيد على أنّ قبول طلب براءة الاختراع، قد يأخذ في الأوقات العادية حتى 18 شهراً، «لكن قيل لنا إنّ كل ما له صلة بفيروس (كورونا)، سيخضع لإجراءات خاصة سريعة». وبعد أن أشار إلى أنّ الفريق اشتغل على هذا المشروع لمدة قاربت شهرا ولكن عن بعد، قال إنّ الفكرة كانت في الأصل هي كيف يمكن تقديم أشياء ذات قيمة مضافة للبلد في ظل هذه الأزمة الصحية، إذ تم في البداية التواصل والنقاش بشأن هذه الفكرة مع مركز للبحث على مستوى كلية الطب بالدار البيضاء، الذي يشتغل على الهندسة الخاصة بالمجال الصحي.
ولفت الخديسي إلى أنّ الأمر يتعلّق بمشروع ابتكاري استفاد من تجارب في كوريا الجنوبية وسنغافورة وألمانيا وسويسرا، حيث تم الاشتغال كثيرا على موضوع التباعد الاجتماعي من أجل ضبط مرحلة الحجر الصحي، أي متابعة المخالطين، وكذا التّعرف على أعراض المرض عبر تسجيل الصوت الذي يحدّد بدقة طبيعة هذه الأعراض.
وخلص الخديسي إلى أنّ القناع يمكن أن يستخدم في التّعاطي مع وباء «كورونا»، ويمكن استعماله في حالات أخرى ضمن إطار التطبيب عن بعد، حتى بعد مرحلة الحجر الصحي الحالية، لأنّ «بعض الإجراءات ربما ستتواصل شهورا، خاصة استعمال الكمامة، لأنّ الفيروس حتى وإن انحصر، فإنّ خطره سيبقى موجودا».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.