تباين تركي حول معدات طبية لإسرائيل يشي بدفء في العلاقات

تفريغ شحنة معدات وقاية تركية وصلت إلى قاعدة «برايز نورتون» التابعة لسلاح الجو البريطاني (أرشيفية - أ.ف.ب)
تفريغ شحنة معدات وقاية تركية وصلت إلى قاعدة «برايز نورتون» التابعة لسلاح الجو البريطاني (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

تباين تركي حول معدات طبية لإسرائيل يشي بدفء في العلاقات

تفريغ شحنة معدات وقاية تركية وصلت إلى قاعدة «برايز نورتون» التابعة لسلاح الجو البريطاني (أرشيفية - أ.ف.ب)
تفريغ شحنة معدات وقاية تركية وصلت إلى قاعدة «برايز نورتون» التابعة لسلاح الجو البريطاني (أرشيفية - أ.ف.ب)

أفاد تقرير لموقع «المونيتور» الأميركي بأن إعلان تركيا رسمياً أنها ستقوم بتزويد إسرائيل بالمعدات الطبية، مثل أقنعة الوجه والسترات الواقية والقفازات، لمكافحة تفشي فيروس كورونا، يشي بدفء العلاقات بين البلدين بعد تدهورها على مدار العقد الماضي.
ومن المتوقع أن يتم شحن المعدات إلى إسرائيل في الأيام المقبلة، إلى جانب شحنة مماثلة من المعدات الطبية الموجهة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وكانت وكالة «بلومبرغ» أول من أورد خبر شحنات المعدات الطبية في التاسع من أبريل (نيسان)، وهو ما أثار عدداً من ردود الأفعال غير الرسمية في إسرائيل، في حين رفضت وزارة الخارجية التعليق بشكل قاطع، على الرغم من أن شحنات مماثلة وصلت من الولايات المتحدة والصين قد قوبلت بحفاوة كبيرة، وورد ذكرها من قبل المتحدث باسم الوزارة وعدد من المساعدين في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وكان ذلك هو الحال أيضاً مع الشحنة المكونة من مليون قناع والتي قدمتها وزارة الدفاع الأميركية.
وبينما وصفت مصادر تركية تلك الشحنة الثنائية إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية بأنها بادرة إنسانية. نقل موقع «المونيتور» عن مصدر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله، إن نقل المعدات الطبية من تركيا كان «تجارياً وقد قدمته جهات خاصة». في المقابل، أوضحت أنقرة، الأحد، أن نقل هذه الأقنعة والقفازات قد تمت المصادقة عليه بالفعل من قبل مكتب الرئيس رجب طيب إردوغان.
وفي محاولة لفك الغموض المحيط بملابسات إرسال شحنات المعدات الطبية التركية لإسرائيل، ذكر الموقع أن هناك عناصر عدة يمكن أن توضح سبب هذه الروايات الدبلوماسية المتباينة. ويشير «المونيتور» إلى أن إردوغان قام بتصوير نفسه «كمدافع عن الفلسطينيين والقضية الفلسطينية»، لذلك كان من الطبيعي أن تقدم أنقرة مساعدتها لسكان الضفة الغربية في حربهم ضد فيروس كورونا. لكن على ما يبدو – وفق التقرير - أن قبول إسرائيل بتسهيل نقل تلك الشحنات التركية الإنسانية للسلطة الفلسطينية قد جعلت تركيا تشعر بشيء من الرضا، وبالتالي قدمت عرض شحن مثل تلك المواد أيضاً لإسرائيل.
وتابع التقرير، أن الجهات الإسرائيلية قد تكون دفعت مقابل الحصول على تلك المعدات، إلا أن حقيقة عدم نفي إردوغان لهذه الأخبار – ولا للصفقة نفسها – قد تعني الكثير.
ومن الناحية الأخرى، يذكر التقرير أن إسرائيل قد تكون مترددة بشأن عزو الفضل لإردوغان في مساعدتها لمحاربة فيروس «كوفيد – 19». بيد أن الصورة تبدو أكثر تعقيداً. فمع تدهور العلاقات الثنائية بين الطرفين على مدى العقد الماضي، يعتبر الدبلوماسيون الإسرائيليون أن كل خطوة إلى الأمام مهما كانت صغيرة، فإنها ستبقى ضعيفة وهشة للغاية. وبالنسبة لإسرائيل فكلما كان الترويج أقل لأي خطوة مماثلة كان ذلك أفضل، وفق «المونيتور».
أخيراً، يشير التقرير إلى أن إسرائيل وسّعت علاقاتها في السنوات الأخيرة – التي كان معظمها في مجال الطاقة - مع اليونان وقبرص، كثقل موازن لتركيا، مؤكداً أن أنباء تعاون تل أبيب وأنقرة ستثير بعض المخاوف وسط حلفاء إسرائيل الجدد.


مقالات ذات صلة

صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
TT

رئيسة «الجنائية الدولية» تنتقد أميركا وروسيا بسبب التهديدات الموجّهة للمحكمة

خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)
خارج المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا 26 يونيو 2024 (أ.ب)

انتقدت رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، الولايات المتحدة وروسيا، بسبب تدخلهما في تحقيقات المحكمة، ووصفت التهديدات والهجمات على المحكمة بأنها «مروعة».

وقالت القاضية توموكو أكاني، في كلمتها أمام الاجتماع السنوي للمحكمة الذي بدأ اليوم (الاثنين)، إن «المحكمة تتعرض لتهديدات بعقوبات اقتصادية ضخمة من جانب عضو دائم آخر في مجلس الأمن، كما لو كانت منظمة إرهابية»، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وأضافت: «إذا انهارت المحكمة، فإنّ هذا يعني حتماً انهيار كلّ المواقف والقضايا... والخطر على المحكمة وجودي».

وكانت أكاني تشير إلى تصريحات أدلى بها السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، الذي سيسيطر حزبه الجمهوري على مجلسي الكونغرس الأميركي في يناير (كانون الثاني) المقبل، والذي وصف المحكمة بأنها «مزحة خطيرة»، وحض الكونغرس على معاقبة المدعي العام للمحكمة.

القاضية توموكو أكاني رئيسة المحكمة الجنائية الدولية (موقع المحكمة)

وقال غراهام لقناة «فوكس نيوز» الأميركية: «أقول لأي دولة حليفة، سواء كانت كندا أو بريطانيا أو ألمانيا أو فرنسا: إذا حاولت مساعدة المحكمة الجنائية الدولية، فسوف نفرض ضدك عقوبات».

وما أثار غضب غراهام إعلان المحكمة الجنائية الدولية الشهر الماضي، أن قضاة المحكمة وافقوا على طلب من المدعي العام للمحكمة كريم خان بإصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق، والقائد العسكري لحركة «حماس» بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية فيما يتصل بالحرب المستمرة منذ ما يقرب من 14 شهراً في غزة.

وقوبل هذا القرار بإدانة شديدة من جانب منتقدي المحكمة، ولم يحظَ إلا بتأييد فاتر من جانب كثير من مؤيديها، في تناقض صارخ مع الدعم القوي الذي حظيت به مذكرة اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي، على خلفية تهم بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

كما وجهت أكاني، اليوم (الاثنين)، أيضاً انتقادات لاذعة لروسيا، قائلة: «يخضع كثير من المسؤولين المنتخبين لمذكرات توقيف من عضو دائم في مجلس الأمن».

وكانت موسكو قد أصدرت مذكرات توقيف بحق كريم خان المدعي العام للمحكمة وآخرين، رداً على التحقيق في ارتكاب بوتين جرائم حرب بأوكرانيا.