ظهور «كورونا» في السجون التركية للمرة الأولى

إردوغان يعلن حظر تجول جديد في نهاية الأسبوع فقط

ظهور «كورونا» في السجون التركية للمرة الأولى
TT

ظهور «كورونا» في السجون التركية للمرة الأولى

ظهور «كورونا» في السجون التركية للمرة الأولى

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن فرض حظر التجول في 31 ولاية في أنحاء البلاد سيطبق مرة أخرى اعتبارا من منتصف ليل الجمعة المقبل وحتى منتصف ليل الأحد في إطار إجراءات مكافحة انتشار فيروس «كورونا المستجد»، مؤكدا أن السلطات ستتخذ الإجراءات اللازمة لتلافي الفوضى والاضطرابات التي حدثت مع فرض الحظر في نهاية الأسبوع الماضي للمرة الأولى.
وقال إنه رفض استقالة وزير الداخلية سليمان صويلو، التي تقدم بها مساء أول من أمس تقديرا لإعلانه تحمله المسؤولية عن الاضطرابات التي صاحبت إعلان فرض حظر التجول ليل الجمعة الماضي وتدافع المواطنين إلى الشوارع لتدبير احتياجاتهم ولدوره المشهود في مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار الأمني في البلاد في فترة عصيبة منذ توليه منصبه في عام 2016 عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في البلاد .
وقال إردوغان، عقب اجتماع للحكومة أمس عبر الفيديو كونفرنس، إنه يتم باستمرار مراجعة التدابير التي تتخذ لمكافحة الفيروس المستجد، منتقدا هجوم المعارضة على الإجراءات التي اتخذتها حكومته. وقال إن تركيا قادرة مهما كانت الظروف على ضمان أمن حياة وممتلكات مواطنيها وتوفير احتياجاتهم.
في السياق ذاته، أعلنت تركيا عن اكتشاف أولى حالات الوفيات والإصابات بفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19) داخل السجون أمس (الاثنين). وقال وزير العدل التركي عبد الحميد غل إنه تم تسجيل وفاة 3 سجناء جراء إصابتهم بالفيروس من بين 17 حالة إصابة تم اكتشافها في 5 سجون مفتوحة في ولايات مختلفة. وأضاف أن 13 من بين هذه الحالات بحالة جيدة في المستشفى، بينما تم نقل مصاب واحد إلى قسم العناية المكثفة بسبب معاناته من أمراض مزمنة.
وترسل السلطات التركية المحكومين ممن تقترب فترات محكوميتهم من الانتهاء إلى سجون مفتوحة استعدادا لإطلاق سراحهم، ويتم منحهم تصريحا بالمغادرة لفترات قصيرة مع العمل بالخدمة المدنية. وأكد غل أنه تم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة في كل السجون، مشيرا إلى عدم اكتشاف إصابات مؤكدة في السجون المغلقة.
وجاء الكشف عن هذه الإصابات في الوقت الذي يواصل فيه البرلمان التركي مناقشة مشروع قانون ينص على الإفراج عن 90 ألف نزيل من السجون المكتظة بنحو 300 ألف سجين، في إطار «عفو عام» يضمن الإفراج المشروط أو تخفيف الأحكام وقضاء باقي المدة في المنزل.
ويواجه مشروع القانون انتقادات حادة من المعارضة التركية والمنظمات الحقوقية الدولية لأنه يستثني السجناء السياسيين وسجناء الرأي الذين وجهت إليهم اتهامات بموجب قوانين مكافحة الإرهاب التركية المثيرة للجدل، جنبا إلى جنب مع المحكومين في قضايا القتل العمد. وسجلت تركيا أمس 98 حالة وفاة جديدة و٤٠٩٣ إصابة ليرتفع عدد الوفيات إلى 1296 حالة والإصابات إلى ٦١٤٩ إصابة بالفيروس. في الوقت ذاته، توقعت عضو المجلس العلمي لمكافحة «كورونا» بوزارة الصحة التركية، الدكتورة بينار أوك آي، أن تشهد تركيا تراجعا في عدد الإصابات بفيروس «كورونا»، لتلحق بركب البلدان الأوروبية التي بدأت تشهد أيضا تقلصا في أعداد حالات الإصابة بـ«كورونا».
إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، لبحث التعاون في مكافحة الفيروس. وفي مقال له نشر في صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية أمس انتقد جاويش أوغلو الحظر الدولي ضد الدول الأخرى في ظل تفشي فيروس «كورونا»، مشيرا إلى أن فرض الحظر على إيران لا يضر شعبها فقط بل يضر الدول الجارة أيضا. ولفت أوغلو إلى ضرورة استمرار شبكة الحماية الدولية لمختلف الدول في ظل تفشي فيروس «كورونا». واعتبر أن إجراءات الحظر أداة سياسية سيئة يجب إعادة النظر فيها من المنظور الانساني لأن هذه الأضرار تتضاعف في ظل تفشي الفيروس.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».