مصر: 23 متهماً بعرقلة دفن متوفية بالفيروس «استجابة للإخوان»

TT

مصر: 23 متهماً بعرقلة دفن متوفية بالفيروس «استجابة للإخوان»

تواصلت في مصر، أمس، التداعيات القضائية والدينية والرسمية لمحاولة بعض أهالي قرية في دلتا البلاد، عرقلة دفن طبيبة توفيت جراء إصابتها بفيروس كورونا المستجد، وبدأت النيابة العامة التحقيق مع 23 متهماً ضبطتهم أجهزة الأمن خلال فضها للتجمعات التي حاولت منع إتمام مراسم الدفن.
وأفادت وزارة الداخلية المصرية، مساء أول من أمس، أن من وصفتهم بـ«بعض الخارجين عن القانون بمنطقة المدافن الكائنة بقرية (شبرا البهو) بمحافظة الدقهلية حاولوا منع إجراءات دفن إحدى السيدات التي توفيت نتيجة إصابتها بفيروس (كورونا المستجد) استجابة للشائعات ودعوات التحريض التي تروج لها اللجان الإلكترونية لجماعة (الإخوان الإرهابية)، بدعوى منع انتشار المرض»، بحسب الوزارة.
وقرر النائب العام المصري، المستشار، حمادة صابر، أمس، «التحقيق العاجل في واقعة التجمهر ومنع دفن الطبيبة»، وحتى مساء أمس لم تعلن النيابة المصرية قرارها بشأن المتهمين.
وتمكن أهالي السيدة الستينية، صباح أول من أمس، من إتمام مراسم التشييع بعد تدخل قوات الشرطة، وإطلاقها «الغاز المسيل» لتفريق المعترضين.
وشددت الداخلية المصرية، أمس، على «تصديها بكل حزم وحسم لأي محاولات لإثارة الشغب أو الخروج عن القانون أو عرقلة إجراءات دفن المتوفين من ضحايا الإصابة بهذا الفيروس، والتي تتم وفق الضوابط المقررة من وزارة الصحة».
وخلفت تداعيات الواقعة، استياءً واسعاً في تعليقات مقدمي برامج «التوك شو»، وتعليقات مستخدمي التواصل الاجتماعي، فضلاً عن الأطباء الذين استنكرت نقابتهم العامة الواقعة داعية إلى «تطبيق أقصى عقوبة» بحق المتهمين. ورأى شيخ الأزهر، الدكتور، أحمد الطيب، في تدوينة على حسابه الرسمي الموثق عبر موقع «فيسبوك»، أن «المشهد المتداول لرفض دفن طبيبة توفيت جراء الإصابة بفيروس كورونا، بعيد كل البعد عن الأخلاق والإنسانية والدين، فمن الخطورة بمكان أن تضيع الإنسانية وتطغى الأنانية»، ومضيفاً أن «إنسانيتنا توجب على الجميع الالتزام بالتضامن الإنساني، برفع الوصمة عن المرض وكفالة المتضررين وإكرام من ماتوا بسرعة دفنهم والدعاء لهم».
ودفعت «الشائعات بشأن نقل المتوفين بكورونا للفيروس في نطاق دفنهم»، وزارة الصحة، أمس، إلى تجديد إطلاق بيانات توعية توضح تفاصيل «الإجراءات الوقائية المتبعة مع المتوفين»، والتي قالت إنها تراعي معايير السلامة وعدم انتقال العدوى.
وكانت مصر، أعلنت في حصرها اليومي بشأن «كورونا المستجد»، مساء أول من أمس، عن خروج «42 من المصابين بفيروس كورونا من مستشفى العزل، ومن بينهم 5 أجانب، فيما تم تسجيل 145 حالة جديدة، و11 وفاة»، ووفق الإحصاءات الرسمية الإجمالية، حتى مساء السبت فقد «سجلت مصر 1939 حالة من ضمنهم 426 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و146 حالة وفاة».
وفي سياق حملات دعم جهود الرسمية المتعلقة بمواجهة «كورونا»، تبرأ البرلمان المصري، على لسان رئيسه علي عبد العال، من مقترح بمشروع قانون أعلنه، رئيس اللجنة التشريعية بالمجلس، ورئيس حزب الوفد، بهاء أبو شقة، لجمع «تبرعات إلزامية مقسمة لفئات بحسب الراتب».
وقال عبد العال إن المقترح المتداول، لم يتلقاه المجلس من أي جهة سواء أعضاء المجلس أو النواب. وأثار المقترح المقدم من أبو شقة اعتراضات برلمانية وخبراء قانونيين، معتبرين أنه «مخالف للدستور، في ظل وجود آلية قائمة وملزمة لتحصيل الضرائب».
من جهة أخرى، أعلنت القوات المسلحة المصرية، أمس، عن «توفير الأقنعة الطبية الواقية وتوزيعها على المواطنين مجاناً بالأماكن العامة والميادين الرئيسية ومحطات مترو الأنفاق الرئيسية ومواقف النقل الجماعي والتي يتردد عليها أعداد كبيرة من المواطنين»، وذلك بحسب مقطع فيديو مصور بثه، أمس، المتحدث العسكري للجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي.
وأعلن الجيش المصري، «فتح 5 خطوط إنتاج جديدة ومطورة للماسكات الطبية التنفسية، وفقاً لمعايير منظمة الصحة العالمية بإنتاج يومي يصل إلى 100 ألف ماسك وتوفيرها للمواطنين في ظل خطة الوقاية الشاملة التي تنتهجها الدولة لمواجهة تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا».
وفي السياق ذاته قال صندوق «تحيا مصر» الذي يشرف عليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويتلقى التبرعات من المواطنين، أمس، إنه «وفر قافلة محملة بـ١٠ أطنان من المواد الغذائية و2.5 طن من اللحوم لقرية المعتمدية بمحافظة الجيزة)».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».