ليبيا تتفقد مخزونها الاستراتيجي خوفاً من «كورونا»... وتسجل 3 إصابات جديدة

ليبيا تتفقد مخزونها الاستراتيجي خوفاً من «كورونا»... وتسجل 3 إصابات جديدة
TT

ليبيا تتفقد مخزونها الاستراتيجي خوفاً من «كورونا»... وتسجل 3 إصابات جديدة

ليبيا تتفقد مخزونها الاستراتيجي خوفاً من «كورونا»... وتسجل 3 إصابات جديدة

انشغلت السلطات التنفيذية في ليبيا ببحث تأثيرات فيروس «كوفيد- 19» على المخزون الاستراتيجي من السلع الغذائية، في ظل إغلاق المنافذ الحدودية مع دول الجوار، بينما سُجِّلت ثلاث إصابات جديدة بالفيروس في مدنية بنغازي (شرق البلاد).
وتسارع ليبيا الخطى لتطويق الفيروس قبل أن ينتشر في أرجائها، من خلال إجراءات احترازية، وبرامج توعوية، وتطبيقات لبث المعلومات والإرشادات المتعلقة بكيفية مكافحته.
وأظهرت الحكومتان المتنازعتان على السلطة في شرق ليبيا وغربها اهتماماً واسعاً أمس، بما تبقى لديهما من السلع الاستراتيجية، ومدى كفايتها بما يضمن عبور المرحلة الراهنة دون نقص أو أزمات؛ حيث بحثت اللجنة العليا لمكافحة «كورونا» بالحكومة الموازية في شرق البلاد، بحضور وزير الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية، الدكتور حسن الزيداني، المخزون من الأصناف الثلاثة، المتمثلة في اللحوم والأسماك والمحاصيل الزراعية. وتطرقت اللجنة في مناقشاتها إلى كيفية الاستفادة من المحاصيل الزراعية في البلاد، مثل الحبوب بأنواعها، ومنع تصديرها، كما ناقشت آليات الاستفادة من المشروعات العسكرية الزراعية، وكيفية استثمار مياه النهر الصناعي في تنمية المحاصيل الزراعية للاكتفاء الذاتي، وكذلك تشغيل كافة صوامع طحن الحبوب. كما بحثت اللجنة في اجتماعها، مساء أول من أمس، بحضور وزير الخارجية والتعاون الدولي، عبد الهادي الحويج، ترتيبات تسكين المواطنين العالقين بالخارج في عدد من الفنادق، إلى حين أن تقرر اللجنة الطبية الاستشارية إعادتهم عقب زوال الخطر الراهن، وتسكينهم في أماكن مخصصة للحجر الطبي، للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس.
في السياق ذاته، وضعت اللجنة الاستشارية العلمية لمكافحة فيروس «كورونا» التابعة لحكومة «الوفاق»، بحضور وزير الصحة وأعضاء اللجنة العليا، بروتوكولاً علمياً لعودة العالقين بالخارج، يضمن الموازنة بين عودتهم لأرض الوطن ودفع معاناتهم، وحماية المجتمع الليبي من الجائحة، في ظل التحديات التي تواجه النظام الصحي في ليبيا.
وقالت اللجنة في بيان نشرته صفحة وزارة الصحة، أمس، إن وزير الصحة الدكتور أحميد بن عمر، شدد على ضرورة الالتزام بالتوصيات العلمية الصادرة عن طريق اللجنة الاستشارية، كونها تصدر عن طريق دراسة فنية من المختصين، تضمن مجابهة الفيروس والحد من انتشاره.
وسجلت ليبيا منذ بداية إعلانها عن وجود فيروس «كورونا» بالبلاد 23 إصابة، وحالة وفاة واحدة، بالإضافة إلى تعافي 8 حالات. وأطلقت وزارة الصحة بالحكومة الموازية تطبيق «لأجلك» في إطار جهود التوعية والإرشاد والنصح، لمجابهة فيروس «كورونا». وقالت الوزارة في بيانها، أمس، إن التطبيق يحتوي على آخر الأخبار والإحصاءات والخدمات الصحية المتنوعة، بالإضافة لاحتوائه على نافذة تمكِّن المتابع من التواصل مع فرق الاستجابة السريعة في ليبيا، بجانب الروابط الموثوق بها في التوصل للمعلومات والدراسات والأبحاث المتعلقة بالفيروس.
في غضون ذلك، انشغلت صفحات تواصل اجتماعي ليبية بأنباء عن ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس وسط الجالية الليبية في بريطانيا إلى 42 إصابة، بما في ذلك 8 حالات حرجة، بالإضافة إلى حالتي وفاة. وكانت إدارة مستشفى «الهواري العام» ببنغازي، قد أعلنت استقبال ثلاث حالات مصابة بـ«كورونا» من المخالطين للحالة الأولى التي أعلن عن إصابتها بالفيروس الأسبوع الماضي.


مقالات ذات صلة

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.


انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.