التصنيفات العالمية تعكس مرونة الاقتصاد السعودي وفاعلية الإصلاحات

خبراء لـ«الشرق الأوسط» : سرعة الإجراءات الاحترازية تدلل على قدرة مواجهة الأزمات

السعودية في تصنيف ائتماني إيجابي رغم تداعيات كورونا... وتوضح الصورة جانباً من مدينة جدة حيث تتضح حالة منع التجول المعمم في أرجاء البلاد (الشرق الأوسط)
السعودية في تصنيف ائتماني إيجابي رغم تداعيات كورونا... وتوضح الصورة جانباً من مدينة جدة حيث تتضح حالة منع التجول المعمم في أرجاء البلاد (الشرق الأوسط)
TT

التصنيفات العالمية تعكس مرونة الاقتصاد السعودي وفاعلية الإصلاحات

السعودية في تصنيف ائتماني إيجابي رغم تداعيات كورونا... وتوضح الصورة جانباً من مدينة جدة حيث تتضح حالة منع التجول المعمم في أرجاء البلاد (الشرق الأوسط)
السعودية في تصنيف ائتماني إيجابي رغم تداعيات كورونا... وتوضح الصورة جانباً من مدينة جدة حيث تتضح حالة منع التجول المعمم في أرجاء البلاد (الشرق الأوسط)

عكس التصنيف الائتماني الأخير الصادر عن مؤسسة فيتش العالمية مرونة الاقتصاد السعودي في هذه المرحلة التي يشهد فيها العالم تهاوي اقتصادات دول كبرى جراء جائحة «كورونا»، إذ وفقاً لمختصين يؤكد التصنيف الحديث سلامة وقوة الإصلاحات التي اتخذتها السعودية في وقت سابق، وسرعة الإجراءات الاحترازية في هذه المرحلة لدعم كل القطاعات الاقتصادية لمواصلة النمو ومواجهة التحديات.
ووضعت الوكالات العالمية التصنيف الائتماني طويل الأجل للسعودية عند «A» مع نظرة مستقبلية مستقرة، وهو ما يعكس القوة المالية التي تتمتع بها المملكة، بما في ذلك الاحتياطيات الأجنبية العالية بشكل استثنائي، ونسبة الدين العام المنخفضة، كما أن السعودية تمتلك أحد أكبر الأصول السيادية للدول النظيرة، مؤكدة التصنيف الائتماني طويل الأجل للسندات الأجنبية في المملكة (IDR) عند «A» مع نظرة مستقبلية مستقرة.
وقال محمد الساير، عضو مجلس غرفة الرياض، رئيس لجنة الأوراق المالية والاستثمار، إن بقاء التصنيف للسعودية عند درجة «A» يعود لعوامل رئيسية، لعل في مقدمتها الإصلاحات الاقتصادية التي حصلت في الآونة الأخيرة والتي كان لها مردود إيجابي، وهذا جاء بشكل رئيسي في تعديل أسعار الطاقة (كهرباء، ماء، وقود)، كذلك الدخل الإضافي الذي جاء من ضريبة الدخل، بالإضافة إلى دخل النفط والغاز الذي ساعد في بقاء موقف السعودية الاقتصادي والمالي مستقراً.
وأضاف الساير أن كل الأنشطة الاقتصادية، وتحديداً التي لها علاقة بالنفط والغاز والبتروكيماويات، تدعم وبشكل كبير استدامة النمو الاقتصادي للفترة المقبلة، إضافة الى تمتع السعودية باحتياطيات ضخمة، جعلها ثابتة في المواقف والأزمات وأبقى السعودية عن مستواها الائتماني المستقر.
وعن تقديرات العجز في الميزانية، قال الساير إن العجز الوارد في وكالات التصنيف، يعد الأقل على المستوى الدولي، موضحاً أن نسبة الدين من الناتج المحلي أقل 4 دول في العالم، في وقت هناك دول اقتصادها أكبر من السعودية يتجاوز إجمالي الدين العام من الناتج المحلي لديها 20 في المائة.
وبالعودة إلى تقارير وكالات التصنيف الصادرة أول من أمس، فقد رفعت تقديراتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في السعودية للعام الحالي إلى 4.9 في المائة مقارنة بـ2 في المائة في تقديراتها الأخيرة التي أجرتها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، متوقعة نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي السعودي 4.9 في المائة و4.7 في المائة خلال عامي 2020 و2021 على التوالي، لافتة في بياناتها إلى أن السعودية لديها احتياطيات كبيرة وتمتلك خبرة طويلة في استخراج النفط بأقل التكاليف، الأمر الذي يوفر للمملكة درجة عالية من الميزة التنافسية على منتجي النفط الآخرين. وهنا يرى تركي فدعق، المستشار الاقتصادي، أن هناك تحسناً نسبياً واضحاً للاقتصاد السعودي فيما أوردته وكالات التصنيف، مقارنة بالاقتصاديات العالمية الأخرى للفترة ذاتها، وأن نمو الناتج المحلي في عام 2020 مقارنة بالتغير في النمو للعديد من دول مجموعة العشرين هو الأكبر في هذا الصدد بحكم الإجراءات والخطوات التي اتخذتها السعودية، موضحاً أن ما ورد من ارتفاع طفيف بحسب التقديرات في عجز الميزانية متوقع، لأن هناك تغيرات جوهرية حدثت مع تأثيرات «كورونا»، الأمر الذي دفع بالعديد من الدول لتعديل ميزانياتها، وهذا أمر طبيعي، ولن يكون هناك له أي انعكاسات سلبية على الاقتصادي المحلي.
من جهته، قال الدكتور لؤي الطيار، الخبير الاقتصادي لـ«الشرق الأوسط» إن هذه التصنيفات غير مستغربة، بحكم ما تمتلكه السعودية من قوة وتنوع اقتصادها، إضافة إلى ما تمتلك من عائد سيادي عالٍ، وهو ما مكن السعودية في ظل الظروف والمعطيات الحالية التي عصفت بدول كبرى، وظلت المملكة ثابتة بل زادت في ذلك بدعم مالي متنوع لكل قطاعات الاقتصاد لتواجه أي انعكاسات سلبية.
وأضاف الطيار أنه رغم هذه الظروف، فإن هناك نمواً في اقتصاد السعودية، مقارنة بدول كبرى تسعى للحصول على قروض لمواجهة الأزمات، وهذا ما جعل تصنيف السعودية ثابتاً رغم الأزمة الاستثنائية الناجمة عن الفيروس، موضحاً أن كل الوكالات شددت على أن السعودية تتمتع بقوة مالية كبيرة، بما في ذلك الاحتياطيات الأجنبية ونسبة الدين العام، ما يدل على سلامة الإجراءات المتخذة في الإصلاحات وسرعة مواجهة الأحداث، وأن الاقتصاد السعودي ذو عائد كبير.


مقالات ذات صلة

السعودية تشارك في «دافوس 2025» تجاربها لتحفيز النمو الاقتصادي

الاقتصاد الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في إحدى جلسات منتدى دافوس 2024 (الخارجية السعودية)

السعودية تشارك في «دافوس 2025» تجاربها لتحفيز النمو الاقتصادي

تشارك السعودية بوفد رفيع المستوى في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025 بمدينة دافوس السويسرية خلال الفترة بين 20 و24 يناير الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موظفون في جناح وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية بأحد المؤتمرات (منصة إكس)

إقرار «المصافحة الذهبية» في السعودية على غرار نماذج عالمية

أقرَّت السعودية برنامج «المصافحة الذهبية» ليقدم حوافز مالية تشجع استقالة بعض الموظفين الحكوميين طوعاً بهدف خفض النفقات وتحديث الكفاءات.

عبير حمدي (الرياض)
تكنولوجيا تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم يضم 120 مركبة موجهة آلياً لمعالجة معالجة 4 آلاف شحنة/ ساعة (أرامكس)

«أرامكس»: نظام روبوتي بميناء جدة و«درون» لتوصيل الطرود

تمتد المنشأة على مساحة 18.500 متر مربع وتتميز بنظام فرز آلي متقدم لمعالجة 4 آلاف شحنة في الساعة.

نسيم رمضان (لندن)
خاص مهندسون أثناء أعمال حفر وتنقيب في أحد مواقع منطقة «الدرع العربي» بالسعودية (واس) play-circle 01:37

خاص السعودية تنهي 90 % من مسح «الدرع العربي»

السعودية تنهي 90 % من مسح منطقة «الدرع العربي»، الذي يمتد على مساحة 630 ألف كيلومتر مربع، ويُشكل نحو ثلث مساحتها.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية يُلقي كلمته في افتتاح المؤتمر (الشرق الأوسط) play-circle 00:27

السعودية تخطو بثبات لتصبح «وادي السيليكون» في قطاع التعدين

تمضي السعودية قدماً في وضع نفسها على خريطة المعادن المهمة عالمياً ولتكون «وادي السيليكون» في مجال التعدين، بإعلانها صفقات وخططاً استثمارية واكتشافات.

آيات نور (الرياض)

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

بعد ساعات من إطلاقها... عملة ترمب الرقمية ترتفع بمليارات الدولارات

ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)
ترمب يؤدي رقصته الشهيرة في حدث انتخابي بأتلانتا في 15 أكتوبر 2024 (أ.ب)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ليل الجمعة - السبت، إطلاق عملته المشفرة التي تحمل اسمه، ما أثار موجة شراء زادت قيمتها الإجمالية إلى عدة مليارات من الدولارات في غضون ساعات.

وقدّم ترمب، في رسالة نُشرت على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال» وعلى منصة «إكس»، هذه العملة الرقمية الجديدة بوصفها «عملة ميم»، وهي عملة مشفرة ترتكز على الحماس الشعبي حول شخصية، أو على حركة أو ظاهرة تلقى رواجاً على الإنترنت.

وليس لـ«عملة ميم» فائدة اقتصادية أو معاملاتية، وغالباً ما يتم تحديدها على أنها أصل مضاربي بحت، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح الموقع الرسمي للمشروع أن هذه العملة «تحتفي بزعيم لا يتراجع أبداً، مهما كانت الظروف، في إشارة إلى محاولة اغتيال ترمب خلال حملة الانتخابات الأميركية في يوليو (تموز) التي أفضت إلى انتخابه رئيساً».

وسرعان ما ارتفعت قيمة هذه العملة الرقمية، ليبلغ إجمالي القيمة الرأسمالية للوحدات المتداولة نحو 6 مليارات دولار.

ويشير الموقع الرسمي للمشروع إلى أنه تم طرح 200 مليون رمز (وحدة) من هذه العملة في السوق، في حين تخطط شركة «فايت فايت فايت» لإضافة 800 مليون غيرها في غضون 3 سنوات.

ويسيطر منشئو هذا الأصل الرقمي الجديد، وبينهم دونالد ترمب، على كل الوحدات التي لم يتم تسويقها بعد، وتبلغ قيمتها نظرياً نحو 24 مليار دولار، بحسب السعر الحالي.